استياء واسع بين «الفلاحين» بعد رفع الأسمدة 200 جنيه

- ‎فيأخبار

كتب: يونس حمزاوي
تسود حالة من الغليان والاستياء الواسع بين جموع الفلاحين؛ على خلفية قرار اللجنة التنسيقية للأسمدة بوزارة الزراعة التابعة لحكومة الانقلاب، الخاص برفع سعر طن الأسمدة إلى 3200 لطن اليوريا، ورفع سعر طن النترات إلى 3100 جنيه.

قرار غير مدروس

واعتبر حسين عبد الرحمن أبو صدام، النقيب العام للفلاحين، أن قرار رفع سعر الأسمدة غير مدروس، مشيرا إلى أن الزيادة لا تصب إلا في مصلحة شركات الأسمدة، ورجال الأعمال فقط، ما يؤثر على أسعار المنتجات الزراعية في الأسواق، إلى جانب تأثيره بالسلب على المحاصيل الشتوية، بخاصة القمح الذي يعد أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية، حيث تعد مصر من أكبر الدول المستوردة له.

ويحذر "أبو صدام" من التأثير السلبي لارتفاع أسعار الأسمدة على الزراعة، وتسببه في بوار الأرض، في الوقت الذي تسعى فيه الدولة لاستصلاح المزيد من الأراضي الجديدة لتوفير قوت الشعب المصري، بدلا من الاعتماد على الاستيراد من الخارج.

وأوضح نقيب عام الفلاحين أن هناك عددًا من الجمعيات الزراعية خاوية تمامًا من الأسمدة، ما يدفع الفلاحين إلى اللجوء إلى السوق السوداء؛ لسدّ العجز في احتياجاتهم وحماية محاصيلهم، خاصة أن هناك محاصيل تحتاج إلى كميات كبيرة من الأسمدة، وأن الفلاح غير قادر على تحمل أي أعباء إضافية، في ظل الخسائر التي يتعرض لها، بسبب أسعار المحاصيل المتدنية، وفي ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي.

وبدأت لجنة الأسمدة، التابعة لوزارة الزراعة، أمس الأحد، تطبيق قرار الحكومة برفع أسعار الأسمدة بواقع ٢٠٠ جنيه للطن، طبقا لتوصية اللجنة العليا للأسمدة التى تشارك فيها الوزارة، والمصانع المنتجة، والجهات المعنية. ويقضى القرار برفع سعر أسمدة اليوريا من ٢٩٥٩.٦ إلى ٣٢٠٠ جنيه، وأسمدة النترات إلى ٣١٠٠ جنيه للطن.

البيزنس أهم من الفلاح

ويرى إلهامي الميرغني، الخبير الاقتصادي، أن قرارات الحكومة برفع أسعار الأسمدة معادية للزراعة والفلاحين. ويتهم الميرغني حكومة العسكر بالعمل وفق خطة مُحْكمة تستهدف ترك الفلاحين للزراعة من أجل عيون المستوردين الذين يأتون بالسلع من الخارج بالدولار، فحصار الفلاحين وتخريب الزراعة مؤامرة تتم لصالح الشركات الكبرى والمستوردين؛ لكي نغرق في المزيد من الديون.

وقال فريد واصل، النقيب العام للفلاحين والمنتجين الزراعيين: إن الحكومة ذبحت الفلاح البسيط لإرضاء مافيا التجار وأصحاب شركات الأسمدة، بدلًا من توفير الدعم اللازم للفلاح المصري لتحقيق التنمية والوصول بالزراعة إلى أعلى درجاتها.

دعم للسوق السوداء

وأضاف أحمد محمد "مزارع"، أن جوال السماد ارتفع هذا العام في الجمعيات الزراعية مرتين قبل الموسم الصيفي، والآن ارتفع في بداية الموسم الشتوي 10 جنيهات في "الشيكارة"، بمعدل 200 جنيه للطن، لتصل شيكارة اليوريا إلى 165 جنيها بدلا من 155 جنيها، علاوة على ارتفاع أسعار شيكارة النترات 155 جنيها بدلا من 145 جنيها.

وأضاف أن تجار السوق السوداء يستغلون الموقف، وسيقومون بتوصيل الشيكارة الى أكثر من 180 جنيها؛ لعدم وجود رقابة تموينية.

يشار إلى أن هذه هي الزيادة الثانية لأسعار الأسمدة، حيث رفعت وزارة الزراعة بحكومة الانقلاب سعر الأسمدة للمرة الأولى من 2000 جنيه إلى 2960 جنيهًا، بقرار من مجلس الوزراء بجلسته رقم 58 برئاسة المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، بتاريخ 4 يناير الماضي 2017م، وذلك فيما يخص تسعير الأسمدة الآزوتية الموزعة من قبل وزارة الزراعة، بمبلغ 2959.6 جنيها للطن من أسمدة اليوريا. وزاد سعر شيكارة اليوريا وزن 50 كجم من 100 جنيه إلى 148، وشيكارة سماد النترات وزن 50 كجم من 95 جنيهًا إلى 144 جنيهَا.