كتب- يونس حمزاوي:
واصلت صحيفة «الوطن» الموالية لسلطات الانقلاب حملتها السوداء على الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الموالي لسلطات الانقلاب كما هاجمت مؤسسة الأزهر وقالت إن المشيخة تعتمد على إستراتيجية «التضخيم الإعلامي لإخفاء الفشل.
ونشرت الصحيفة في عدد الصادر اليوم الأربعاء تقريرا بعنوان « "التضخيم" لإخفاء الفشل.. "العالم": المبالغة فى إنجازات الأزهر لا تفيد.. وتأثير المؤسسة ليس كبيرًا»
وقالت الصحيفة إن خبراء ومراقبون انتقدوا ما وصفوه بـ«التضخيم الإعلامى» الذى تلجأ إليه مشيخة الأزهر والمتحكمون فيها، فى التعامل مع أنشطتهم، مشيرين إلى أنها ما إن تُرسل بياناً عن تحرك لها أو للشيخ الطيب حتى تُتبعه بخبر آخر تزعم فيه الاهتمام الدولى والمحلى الكبير بما فعلته دونما توضيح لطبيعة وملامح هذا الاهتمام الكبير أو نقله وتوثيقه، بما يعكس الوهم الكبير الذى تعيشه المشيخة، فضلاً عن فشلها الذريع، على حد قولهم.
فقد أعلنت المشيخة، عن وجود اهتمام كبير، دولى ومحلى، بكل من خطاب «الطيب» بالجلسة الافتتاحية لـ«القمة العالمية لرئيسات البرلمانات بأبوظبى»، الذى أصر على حضوره، رغم وقوع حادث تفجير «البطرسية»، ورفض الوجود مع القيادة السياسية لمؤازرة الدولة والكنيسة فى الحادث الإرهابى، وكلمته فى البرلمان الألمانى، وأيضاً فى سويسرا خلال زيارته مؤخراً هناك. وأشارت إلى وجود اهتمام رسمى وشعبى بزيارة الشيخ إلى جمهورية الشيشان، واهتمام دولى بمؤتمر الأزهر حول مسلمى بورما، وغيرها الكثير، دون أن تورد أى دليل ملموس وواقعى على ذلك.
دور الأزهر ليس كبيرًا
وتنقل الصحيفة عن الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بكلية إعلام القاهرة، أن هذا خطأ واضح يتحمّله المركز الإعلامى للمؤسسة، والمسئولية هنا لا تقع على الإدارة بقدر ما تقع على المركز الإعلامى الذى يعمل بطريقة قديمة، مشيراً إلى أنه لا بد من البُعد عن هذه المبالغات التى لن تضيف شيئاً إلى المؤسسة، ولا إلى قياداتها.
وأضاف: «تأثير المؤسسة فى الداخل والخارج له حدود، وليس بالكبير، فى الوقت الذى يمكن أن يكون فيه لهذه المؤسسة دور فاعل وكبير فى الكثير من القضايا التى تهم المسلمين، كرفض ترامب دخول مواطنى عدد من الدول الإسلامية أمريكا، الأمر الذى كان يستدعى رد فعل من الأزهر يوضح تطلع المسلمين إلى السلام والحياة الآمنة وتُبرز الدور الكبير للمسلمين فى المجتمعات الغربية نفسها، لكن صناعة الحدث من لا شىء موضوع يحتاج إلى محترفين، وهذا ما يبدو أنه غير موجود بالأزهر»، والواقع أن رئيس الجمهورية قال للشيخ فى أكثر من مناسبة، آخرها احتفال عيد الشرطة الأخير، «تعبتنى يا مولانا»، ثم نجدهم يعلنون عن «نجاحات داخلية ودولية».
ونقلت الصحيفة عن مصدر فى المشيخة أن «لجوء قيادات المشيخة إلى هذا الأسلوب من المبالغة يكون لتغطية الفشل الذريع الذى غرقت فيه القيادات الحالية». وأضاف: «لقد فشل مؤتمر الشيشان، وخرجنا منه بفضيحة، فكيف يوصف بالنجاح الكبير، وكذلك استضافت المشيخة أناساً فى بورما لا علاقة لهم بالمشكلة المعالجة، ووصفت الخطأ الفادح بالإنجاز الكبير».
وتابع المصدر: صفحة الأزهر للتواصل الاجتماعى يزيد عدد المعجبين بها بشكل مريب منذ التعاقد مع شركة إعلام جديدة، حيث قفزت من 80 ألفاً إلى مليون معجب ومتابع فى أيام بسيطة من العام الماضى، وهو ما يُثير الريبة والشبهة فى سلوكيات الشركة الجديدة للحصول على متابعين ومعجبين، أو ما يُسمى بـ«ترافيك» للصفحة.
وأضاف: «مما يزيد من الشك فى وجود تلاعب فى نِسب الإعجاب بالصفحة عدم التفاعل داخلها، حيث تكاد تكون صحراء جرداء، وحجم التفاعل، سواء بالإعجاب أو التعليق على منشوراتها ضئيل للغاية وغير متناسب مع رقم مليون معجب، فلا يصل عدد مرات الإعجاب بأىٍّ من منشوراتها إلى 20 إعجاباً، وكل ما تنشره بلا أى تعليقات إلا ما ندر، وهو ما يوضح غياب التفاعل ويثير الشك.
اليأس من الطيب
وشن عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية هجوما على شيخ الأزهر لافتا إلى أن «الأزهر يريد الحضور على الساحة الإعلامية بالقوة وليس بالعلم، لذلك ينفقون المال ببذخ على مركز إعلامى بلا نجاحات، ويستخدمون كل السُّبل لإنجاحه، لكن فى النهاية يكون الفشل حليفهم، بسبب سيطرة المستشار محمد عبدالسلام، مدير الشئون القانونية فى الأزهر، على مقاليد الأمور وعدم الاعتراف بضرورة سيطرة رجل إعلام حقيقى دارس وممارس وليس قانونياً»، على حد قوله.
وأضاف: «المتحكمون بالأمور داخل مشيخة الأزهر يفشلون كل يوم، فقد أطلقوا قناة الأزهر، لكن لبث القرآن الكريم فقط، ثم سرعان ما أغلقوها، مؤجلين المشروع بوعود وتسويف، ولقد يئسنا من أن نرى أى تطوير أو تجديد على يد قيادات المشيخة الحاليين، ولم نعد ننتظر منهم شيئاً».