هويدي: إسرائيل اخترقت مجتمعاتنا والأمن مشغول بالمعارضة

- ‎فيأخبار

كتب رانيا قناوي:

حذر الكاتب الصحفي فهمي هويدي من الاختراقات الإسرائيلية لعالمنا العربى، موضحا أن الأمر لم يعد مقصورا على تطبيع معلن أو غير معلن مع بعض العواصم العربية ولا شركات تتخفى وراء عناوين مختلفة، لكنه تجاوزه إلى محاولة التطبيع مع الأجيال الجديدة فى المجتمعات العربية من خلال "الفيسبوك" و"تويتر".

وكشف هويدي -خلال مقاله بصحيفة "الشروق" مساء أمس الأربعاء- عن أن ما يحدث يمكن وصفه بأنه غزوة سرية تتم وراء ظهرانينا، وهو ما لم تنتبه إليه الأغلبية، بمن فيهم أجهزة التنصت والتتبع التى احتلت الفضاء العربى وانشغلت بمراقبة النشطاء والمعارضين الوطنيين، وتجاهلت تخريب الأعداء لوعى وعقول الأجيال الجديدة من الشباب العربى.

وأشار إلى محاولة إسرائيل استخدام وسائل التواصل الاجتماعى لاختراق المجتمعات العربية، في الوقت الذي ذكر تقرير للعملية نشره موقع رأى اليوم للباحث زهير أندراوس والذى بعث به من الناصرة (فى الضفة الغربية يوم ٧/١٢) تحدث الكاتب عن مبنى كبير فى وزارة الخارجية الإسرائيلية خصص لفريق من الشبان يضم عشرة أشخاص، كلفوا بالتواصل مع الشباب العربى فى مختلف أنحاء العالم. ويتولون تزويدهم بالصور والنشرات والمعلومات والتعليقات المترجمة من العبرية إلى العربية.

وهؤلاء يشكلون قسم الدبلوماسية الرقمية فى وزارة الخارجية الذى يخاطب الجميع من موقع «المصدر» شبه الرسمى الذى يعتبر الذراع التنفيذية للوزارة فى تل أبيب. إذ يقوم بشكل أساسى وناعم بتمرير الرسائل الإسرائيلية إلى الوطن العربى على مدى الساعة. والهدف الأساسى هو تحسين صورة دولة الاحتلال وتقديم المبررات التى تحاول تبرير مختلف الممارسات الإسرائيلية.

ونوه الى ما كشفه يوناتان غونين رئيس قسم الدبلوماسية الرقمية، إنه فى منطقة الشرق الأوسط يعيش نحو ٤٠٠ مليون عربى من بينهم ١٤٥ مليونا يستخدمون الإنترنت و٨٠ مليونا منهم يستخدمون فيس بوك، «وقد أدركنا منذ أسسنا القسم فى عام ٢٠١١ أن أفضل وسيلة للتواصل مع الشباب العربى هى الفيسبوك، الذى أصبح الوسيلة الأقوى تأثيرا على الرأى العام»،

كما انه وفقا للإحصائيات الرسمية للوزارة يبلغ عدد متابعى صفحة الفيسبوك التى يديرها قسم الدبلوماسية الرقمية أكثر من ٩١٠ آلاف متابع.. أكثرهم فى سن ١٨ حتى ٢٤ عاما. ويعيش معظم المتابعين فى مصر، لكن هناك آخرين فى العراق والمغرب والأردن وفلسطين ويشاركون فى التعليقات على صفحاتهم.

وقال إن صفحة لوزارة الخارجية الإسرائيلية تتعامل مع ٨٣ ألف متابع، أغلبهم صحفيون ودبلوماسيون وقادة للرأى العام، ومشاركة أمثال هؤلاء فى التغريدات الإسرائيلية تعنى فى رأيهم أن رسالة وزارة الخارجية تصل إلى عدد كبير من الأشخاص الفاعلين فى العالم العربى.

واوضح ان ما يثير الانتباه أن صفحات الفيسبوك المذكورة تسمح لممثلى وزارة الخارجية بالتوجه مباشرة إلى القراء، الأمر الذى يسمح لإسرائيل بتجاوز الحكومات والتفاعل مع العرب من خلال الدبلوماسية الرقمية التى تنقل إليهم مختلف الرسائل التى تتناول الموضوعات الحساسة والجادة، إلى جانب مقاطع فيديو وأغان لمطربين إسرائيليين.

وتشكل ممارسات الديمقراطية الإسرائيلية المقصورة على الإسرائيليين نقطة جذب للقراء العرب، إذ أعرب كثيرون من الشبان المتابعين عن احترامهم لها وإعجابهم بها حين علموا بمحاكمة الرئيس الإسرائيلى السابق موشيه كتساف وسجنه بتهمة الاغتصاب وسجن رئيس الوزراء إيهود أولمرت بتهمة تلقى رشوة.

وتساءل هويدي في ظل مخاطبة اسرائيل للعرب من خلال الإنترنت، حتى إن إسرائيل عمدت إلى دعوة وفود صحفية عربية لزيارتها، الأمر الذى يشكل مساحة أخرى للتفاعل الذى يخاطب القراء العرب ويحاول تجميل صورة دولة الاحتلال.

وحتى الآن زارت إسرائيل وفود من العراق ومصر والمغرب والأردن وتونس إضافة إلى صحفيين من أكراد سوريا، "فهل يعقل أن تقف حكوماتنا ومؤسساتنا الأمنية متفرجة على كل ذلك؟".