رسالة للرائعات اللاتي تغسلن الأرض بخطواتهن من المحاكم للمعتقلات والسجون

- ‎فيأخبار

كتب رانيا قناوي:

كشف الكاتب الصحفي وائل قنديل، عن الدور البطولي لـ"الرائعات النبيلات اللاتي تغتسل الأرض بوقع خطواتهن، ذهابًا وإيابًا، من قاعات المحاكم ومراكز الاعتقال والسجون.. وأخريات".

وقال قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد"، اليوم الخميس- "إلى من يذرفن الدمع، صادقًا ونبيلاً من دون انكسار، على أكثر من 60 ألف مواطن في سجون السيسي. وراء كل منهم أم وزوجة وأخت وابنة، إلى أكثر من 60 ألف صابرة وصامدة في مصر، ننحني لكن احترامًا وخجلاً في اليوم العالمي للمرأة.
 
وتساءل: "هل سمعت عن واحدة منهن تقدمت بطلب استرحام أو استعطاف ممن لا يملكون رحمة، ولا يعرفون غير التوحش والبربرية، لكي يعفوا عن ذويهن الأسرى في أقبية التعذيب؟!"، مضيفا " هؤلاء الرائعات النبيلات اللاتي تغتسل الأرض بوقع خطواتهن، ذهاباً وإياباً، من قاعات المحاكم ومراكز الاعتقال وزنازين السجن، يضربن المثل الأعلى في الجسارة والصمود والشموخ، بمواجهة ذئاب سادية، جائعة طوال الوقت للدم الحرام والمال الحرام. فهؤلاء يشكلن وثيقة إدانة للزمان الوغد، الذي وضعهن تحت طائلة أوغاد يمارسون كافة أشكال الابتزاز والقرصنة، يبيعون لحظات مصافحة عابرة، أو نظرة من بعيد، لأسراهن في السجون البعيدة".

وتابع: "إلى المرأة التي عضّها الفقر، ونهشها الجهل، وافترسها الخوف، فذهبت ترقص في الشارع، بحركات مفزوعة، تحت الرايات الغريبة، وتهتف ضد مصرية الأرض. تلك المغلوبة على أمرها، فصدّقت ذلك النائب، الإعلامي "مقاول الوطنية المقززة" الذي غزاها بالمال والترهيب، فخرجت ترقص وتهتف وتسبّ أحياناً، علّها تعود في آخر النهار بما يسد رمق جائعين ينتظرونها في منزل يعافر كي لا تُسقطه رطوبة تنهش جدرانه، أو ما يسكت نداء الرأس المتعطش لجرعة "كيف"، أو اتقاء لشر أحد "البكوات" الذي سيعيدها إلى ظلام الزنزانة، إن عصت الأوامر.

واستدرك قنديل "إلى هذه البائسة: سيأتي زمان يحترم إنسانيتك، ويرحم فقرك ومرضك وجهلك، وإلى الذين لا يكفون سياطهم عن الراقصات، كالذبائح، قهراً وقلة حيلة: كفّوا سخريتكم عن تلك النسوة البائسات اللاتي أتى بهن ذلك "القومجي المحترف" لكي يهتفن ويرقصن بأجر من أجل الجنرال، واعتبار ذلك مناسبة قومية بهيجة.