كتب إسلام محمد:
صدق الكذوب، فنحن نعيش في "شبه دولة" كما قال قائد الانقلاب العسكري منفعلا خلال إحدى خطاباته، مبررا الفشل الذي يواجهه في كل المواقف.
ومع كل موقف جديد تظهر ملامح شبه الدولة بشكل أوضح، ومؤخرا حدث بعض المواقف التي أثبتت أن الانقلاب فاشل في معالجته لكافة القضايا التي تثار في مصر، وأنه غير قادر على إدارة دولة بحجم مصر، وأن استيلائه على السلطة أكبر جريمة تمت في حق الشعب المصري.
مظاهرات الخبز
"يا واخد قوتي يا ناوي على موتي"، بهذا الشعار هتف المئات في 7 محافظات؛ احتجاجا على قرارات وزير تموين الانقلاب علي المصيلحي بوقف التعامل بالبطاقات الذكية التي يصرف بها قطاع كبير من المصريين التموين بسبب عدم حيازتهم لبطاقة التموين؛ إضافة إلى الاستعداد لتطبيق قرار آخر بتخفيض نصيب الفرد من الخبز إلى 3 أرغفة.
ارتجت الحكومة نتيجة التحركات غير المتوقعة من المصريين الذين سكتوا حين تم رفع الأسعار على نطاق واسع، وصبروا على رفع الدعم عن معظم السلع والخدمات؛ إلا أنهم لم يسمحوا بالاقتراب من "رغيف العيش"، وهي التحركات التي أثبتت أن الانقلابيين فشلوا في تطبيق منظومة الخبز والتموين بشكل كبير؛ حيث تم استبعاد أعداد ضخمة من مستحقي الخبز والتموين، ويتم التجهيز لاستبعاد أعداد أخرى، فضلا عن رفع الدعم الذي يتم بشكل تدريجي، مما حول حياة المصريين إلى أزمات متتالية نتيجة القلق على الخبز والتموين، والذي تعتمد عليه ملايين الأسر المصرية، خاصة في ظل حالة الفقر التي انتشرت بشكل كبير خلال السنوات الثلاث الأخيرة، التي زاد فيها الأغنياء غنى، وتضاعفت أعداد الفقراء والمطحونين بشكل غير مسبوق.
ملتقى الوهم التوظيفي
يحلو لحكومة الانقلاب الادعاء بأن الشباب لا يرغب في العمل، وأن الوظائف لا تجد أحدا يلتحق بها، مبررة بذلك عجزها الواضح عن توفير فرص عمل مناسبة لملايين الشباب الذين امتلأت بهم المقاهي وصالات الجيم وشوارع المحروسة.
تلك الأكذوبة لم تصمد كثيرا؛ حيث انتهت في ملتقى التوظيف "الوهمي" الذي أقيم في كفر الشيخ، والذي نظمته المحافظة، لإلحاق مجموعة من الشباب بعدد من الوظائف، إلا أن المحافظة فوجئت بآلاف الشباب الراغبين في العمل، والباحثين عن فرصة عمل محترمة، تكفي لبدء حياة حقيقية، تضم زوجة وأولاد وشقة صغيرة.
التدافع الكبير الذي تم خلال الملتقى، أثبت فشل حكومة الانقلاب في تنظيم الملتقى، أو توفير فرص عمل حقيقية، والأهم أنه أثبت أسطورية الادعاء بأن الشباب لا يريد العمل.
معركة الأسلحة بسوهاج
لم يسمح أهالي قرية "الصوامعة شرق" في سوهاج لحكومة الانقلاب أن تستولي على أراضي قريتهم لإقامة محطة للصرف الصحي تخدم "المركز" فيما يتم حرمانهم من مثل هذه الخدمات، وكأنهم مواطنون من الدرجة الثانية، فقاوموا وزارة داخلية الانقلاب بالسلاح، وسط فشل للقوات في اقتحام القرية.
وكشفت الفيديوهات التي انتشرت عبر ساحات التواصل الاجتماعي عن حجم السلاح الذي استخدمه الأهالي في مواجهة مليشيات الانقلاب التي أرادت أن تمارس عادتها في فرض السيطرة على كافة الأمور بالقوة والقهر، كما أوضحت حجم الكره الذي يحتفظ به المصريون للشرطة؛ بسبب الممارسات التي يبدو أنها لن تتمكن من التخلص منها خلال المدى المنظور.