هويدي: القبضة الأمنية لن ترهب الغاضبين من الجوع والوجبات المسممة

- ‎فيأخبار

كتب رانيا قناوي:

تناول الكاتب الصحفي فهمي هويدي تناقض بيانات إعلام الانقلاب حول واقعة تسمم أطفال المدارس بوجبات العسكر، قائلا: "ما عدنا قادرين على التحقق من حجم كارثة تسمم تلاميذ المدارس. فجريدة الأهرام تتحدث عن عشرات الضحايا،والشروق أشارت إلى المئات. أما المصرى اليوم فقد أشارت فى عدد الخميس الماضى (٢٣/٣) إلى ٢٢٦٠ إصابة فى محافظة سوهاج وحدها، وأقل من ذلك فى المنوفية، وبعدهما جاءت أسوان وبنى سويف والسويس والقاهرة.

وأضاف هويدي -خلال مقاله بصحيفة "الشروق"، في عددها المنشر صباح اليوم السبت- أن التسمم صار ظاهرة تفشت بأعداد متباينة فى العديد من المحافظات المصرية، متسائلا: "أين دور مسئولى المدارس والمناطق التعليمية، ودور أجهزة الرقابة سواء التى تستهدف حماية المستهلك، أو الرقابة الشعبية المتمثلة فى مجالس المحافظات والمدن والقرى".

وربط هويدي بين أخبار تسمم تلاميذ المدارس وفتح ملف اللحوم البرازيلية الفاسدة، التى دأب المستوردون على استيرادها نظرا لرخص أسعارها، ثم تسويقها فى أوساط الفقراء الذين يسكنون الأحياء الشعبية، وهم العاجزون عن شراء اللحم نظرا لارتفاع أسعاره حتى أصبحوا يقبلون على شراء أرجل الدجاج وعظامها، وهو ما ينذر بكارثة تهدد حياة الناس، بسبب الإقبال المنتظر عليها خصوصا بعد انتهاء صيام الأقباط وبدء دخول شهر رمضان. وما ذكره التقرير المنشور أن مصر تستورد من البرازيل ٢٥٪ من اللحوم التى تستجلب من الخارج، وهى كمية كبيرة جدا بالمعايير النسبية.

وأوضح انه إذا وضعنا مظاهر الفساد سابقة الذكر إلى جانب تعدد مظاهر التوتر والغضب التى بدأ ظهورها على السطح فى مختلف أنحاء مصر، فإننا نصبح بإزاء رسالة يجب أن تقرأ جيدا، بالتزامن مع مظاهرات الخبز التى تفجرت حين لم يستطع حملة بطاقات التموين الحصول على حصصهم اليومية، ونقص أنابيب البوتاجاز، وغضب المواطنين من الشرطة بعدما تكررت حوادث موت المحبوسين جراء التعذيب فى الأقسام وانهيار الأمن في محافظات الصعيد.

وقال هويدي: "قوع هذه الحوادث التى هى قليل من كثير، يعبر عن تحولات اجتماعية تحتاج إلى تحليل ودراسة، ولا يكفى فيها أن يترك الأمر إلى مديريات الأمن للتعامل معها فى حين يقف الجميع متفرجين عليها. ومن الخفة والعجز أن تنسب إلى أهل الشر أو اللهو الخفى، ذلك أن ثمة واقعا يتسم بالتفكك والقلق ينبغى أن يدرس، لينبه أولى الأمر إلى جذور التشوهات التى طرأت على واقع الناس، وهل هى راجعة إلى وطأة الأزمة الاقتصادية، أم إلى ضيق مجالات التعبير المشروع الذى يدفع الناس إلى اللجوء إلى ما ليس مشروعا، أم أنه صدى لضيق صدر السلطة ولجوئها إلى قمع المخالفين، أم أنه راجع إلى تدهور قيمة القانون وتراجع هيبة القضاء. وإلى أى مدى أثر موت السياسة وطغيان الانشغال بالأمن على كل ما عداه".