“خُرم العسليه”.. السرّ وراء منع ضم مدارس التعليم الفني للجيش!

- ‎فيتقارير

كتب- سيد توكل:

"أنا اللي قدرت أوسع خرم العسلية من غير ما أوقع السمسم"، إنجاز يحسب لوزارة الإنتاج الحربي كشف عنه الفنان نبيل الحلفاوي عندما كان في طريقه إلى تدمير إيلات، هذا في السينما بينما الواقع شيء آخر حيث إنه في أواخر عام 2015 قامت قوات أمن الانقلاب العسكري، بفض وقفة احتجاجية لمئات الشباب الغاضبين أمام قطاع التدريب للإنتاج الحربي في مدينة السلام بالقوة، وإطلاق الأعيرة النارية فى الهواء، واعتقال عشرة شباب من المحتجين والاعتداء عليهم بالسب والضرب، وكل جريمة هؤلاء البؤساء أنهم سحبوا استمارات "فنكوش البرنامج القومي للتدريب من أجل التشغيل"، وبات السؤال الملح الآن لماذا يمتنع الانقلاب عن ضم مدارس التعليم الفني إلى وزارة الإنتاج الحربي وهل يخشى السيسي كشف أسرار صناعة البيتي فور والغريبة بالعجوة والمكرونة والصلصلة، بل وملابس النساء!!

 

بدأ الأمر عندما أعلنت وزارة الإنتاج الحربي على بدء البرنامج القومي للتدريب من أجل التشغيل ، لتدريب أكثر من 100 ألف شاب على مجالات تكنولوجيا اللحام وتشغيل وتشكيل المعادن وبرمجة وتشغيل وصيانة ماكينات التحكم الرقمي ومعدات خطوط الإنتاج وأنظمة التحكم الآلي .

 

وتم فتح باب التقديم منذ  20 نوفمبر 2015، وتم إغلاقه يوم 5 ديسمبر، وكان المقرر أن يبدأ تنفيذ البرنامج 20 ديسمبر 2015،  ويستمر أربعة أيام إلى 24 ديسمبر .

 

وعندما بدأ الشباب المتقدم إلى البرنامج التوافد على مركز قطاع التدريب للإنتاج الحربي في السلام ،  تفاجئوا بقرار الوزارة بإلغاء التدريب لأجل غير مسمى، بزعم كثرة الأعداد وأنهم كانوا مستعدين لتقدم 5000 شاب فقط، بينما تقدم للبرنامج 42 ألف شاب، مما أثار غضب الشباب هاتفيين "يا تشغلونا يا تحبسونا أو تشغلونا ياتموتونا".

 

“الكلام معلهوش جمرك” 

 

مثال طبقه وزير الإنتاج الحربي في حكومة الانقلاب اللواء محمد العصار، الذي اشرأب عنقه في حوار على إحدى فضائيات الانقلاب، وقال “قادرون على تصنيع أسلحتنا بالكامل”، ماسحاً بالاستيكة تاريخا عسكريا ممتدا في صناعة البيتي فور والغريبة بالعجوة والمكرونة والصلصلة، بل وملابس النساء.

 

وقال تقرير أجراه مركز خدمة الأبحاث بالكونجرس اﻷمريكي إن مصر احتلت المركز الأول في قيمة واردات الدول النامية من الأسلحة لسنة 2015 بقيمة 5.3 مليارات دولار أمريكي، فيما كانت الثانية، بعد قطر، من حيث الاتفاقيات التي وقعتها خلال السنة بما يقترب من 12 مليار دولار.

 

وبحسب التقرير، الذي يرصد مبيعات اﻷسلحة للدول النامية في الفترة من 2008 وحتى 2015، فقد أبرمت مصر اتفاقيات توريد أسلحة في تلك الفترة بلغت قيمتها 30 مليار دولار، احتلت بها المركز الثالث بعد السعودية والهند.

 

هذا ما تنتجه الوزارة!

 

تمتلك وزارة الانتاج الحربي مصانع الغذائية، لإنتاج “صلصة طماطم – منتجات ألبان – أعلاف الماشية والأسماك – البصل المجفف”، وشركة كوين لإنتاج المكرونة، إضافة إلى قطاع الأمن الغذائي الذي يمتلك عددًا كبيرًا من المزارع والمجازر للحيوانات والدواجن، إضافة إلى وحدات إنتاج الألبان ومجمعات إنتاج البيض وغيرها”.

 

واقتصرت صناعات مصانع الإنتاج الحربي والقوات المسلحة على إنتاج المواد الغذائية والإنتاج الزراعي والحيواني وأعلاف الماشية والإنتاج الداجني وعسل النحل.

 

وبحسب تقرير أعده المرصد العربي للحقوق والحريات، فإن مجموع شركات الانتاج الحربي في هذا القطاع 8 شركات و20 مزرعة و5 مجازر ضخمة و5 وحدات ألبان عملاقة، وأهم تلك الشركات:” شركة مصر العليا وشركة سينا والشركة الوطنية بشرق العوينات”، إلى جانب مجمع مخابز القاهرة الكبرى التابع للقوات المسلحة، والذي يعد من أكبر مجمعات الخبز في العالم بسعة إنتاجية تتجاوز 1.5 مليون رغيف يوميا.

 

ثلاجة السيسي!

 

أخر صناعات الإنتاج الحربي، هو بدء شركة حلوان للأجهزة المعدنية بالتعاون مع القوات المسلحة ووزارة الانتاج الحربي فى طرح ” ديب فريزر” وثلاجة، مما كان له أثر إيجابي على إعلام الانقلاب، وخروج عمرو اديب في مشهد أقرب إلى إعلانات الشركة السعودية، وهو يقول:” تلاجة حديد زيها زي المدرعة”!

 

وأنتجت مصانع الانتاج الحربي “منظومة رعد”، والتي تتكون من 4 حلل تيفال بغطاء زجاجي، وتصنع مصانع الانتاج الحربي البوتاجازات وأجهز التكييف والسخانات كما يصنع مصنع الالكترونيات أجهزة تلفزيون “بلوتو” وكشافات كهربائية.

 

الإنتاج الحربي في عهد مرسي

 

وعقد بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقارنة بين وضع الإنتاج الحربي في ظل انقلاب عبد الفتاح السيسي، والدكتور محمد مرسي، كأول رئيس مدني منتخب.

 

وقام د. مرسي بتعيين الفريق رضا محمود حافظ وزيرا للإنتاج الحربي، ليبدأ في تنفيذ لتفعيل مصانع الإنتاج الحربي بعد توقف عشرات السنوات بعد معاهدة كامب ديفيد.

 

وتوجه مرسي إلى الهند، حيث أبرم اتفاقية تعاون بين الهند ومصر لتصنيع 4 أقمار صناعية لتطوير الصناعات الحربية، إلى جانب السعي لتصنيع أول سيارة مصرية 100%، والتي كانت من المفترض أن تخرج إلى النور في نوفمبر 2013، إلا أن الانقلاب العسكري أوقف الأمر.

 

كما قرر مرسي إنشاء مجمع صناعي في سيناء لصناعة السيارات بجميع أنواعها، وذلك بحسب ما أكده العالم المصري المخترع رضا

غازي سند.

 

وقال سند في شهادته: "نجحنا بالفعل ولأول مره في تاريخ مصر في صناعة سيارة مصرية من الألف إلى الياء، وما لا يعرفه الكثيرون أن الفضل في هذا الانجاز بعد الله سبحانه وتعالى يرجع إلى السياسات التي انتهجها الرئيس محمد مرسي وهى سياسة الانفتاح على التكنولوجيا التي عشنا عقودا نستوردها ولم يسمح لمصر طيلة 60 عاما أن تصنعها؛ ولكن نجاح الرئيس مرسي في تخطى ضغوط الشركات الكبرى وتصميمه على أن تكتفي مصر صناعيا من كل شيء سهَّل علينا المهمة وخرجت إلى النور (نانو إيجيبت) أرخص سيارة

في العالم".

 

وقرر الرئيس مرسي أن تتبنى الدولة إنشاء مجمع صناعي لصناعة السيارات بكل أنواعها في سيناء وتوفير أكثر من500 ألف فرصة عمل للمصريين في هذا المجال الصناعي والتجاري على أن يشمل المجمع على وحدة أبحاث وتجارب للتعديل والتطوير والمنافسة.

 

كما نجحت وزارة الإنتاج الحربي، تنفيذا لأوامر مرسي، في تصنيع أول جهاز لوحي "تابلت" في مصر، والذي أطلقت عليه اسم "إينار"، حيث كانت تهدف إلى إنتاج نحو 6 ملايين جهاز بحلول العام 2017، وطرحه في الأسواق يونيو 2013، وذلك قبل إيقاف المشروع من قبل سلطات الانقلاب. أما صفقات الأسلحة في عهد مرسي، فقد اشترى من ألمانيا غواصتين حربيتين، فضلا عن استيراد عدد من السيارات للشرطة ؛ ليرفع شأنها وتبدأ حياة نظيفة تمارس بمهنية أخلاقية عملها في خدمة الشعب وضبط الأمن.