شاهد.. السيسي يكرّس “أشباة دولة” بمشروعات الجيش بمدينة بدر

- ‎فيتقارير

..تحليل مضمون خطاب "العشوائيات"

كتب – جميل نظمي

في تمثيلية متلفزة يعدها جهاز مخابرات حربية ضيق الأفق، بدأ قائد الانقلاب العسكري منحازا للمواطن المصري، خلال افتتاح مشروعات الجيش بمدينة بدر بمحافظة القاهرة اليوم.

وانتقد السيسي عدم دقة البيانات التى يتم عرضها عليه خلال افتتاح عدد من المشروعات، في أثناء كلمة وزير النقل جلال السعيد.

وقام السيسي –بعيدا عن البرتوكولات- بالنداء على كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، قائلا: "كامل يا وزير" طريق السويس ميعاده امتى ازاى انتهى منه 75% فقط، وإحنا المفروض من 6 شهور نكون افتتحناه، وشبرا بنها 30% ازاى؟!".

ورد كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة "هنراجع الأرقام تانى"، ورد السيسي هو أنتوا مرجعتوهاش قبل كده، 9 مليارات جنيه فى 90 كيلو؟! الأرقام تتراجع وتتعرض علي هو أنتوا رجعتوا البيانات دى كويس ولا لأ؟!"، ورد كامل الوزير "لا" فقال السيسى "طيب ماشى".

هذا المشهد يؤكد أننا في حكم عسكر، بالفعل؛ حيث لا يثق السيسي إلا في أرقام الجيش، غير معترف بأرقام الوزارة المتخصصة.

وهو أيضا ما يبرز عنجهية السيسي التي ورطت اقتصاد مصر في انتكاسة اقتصادية غير مسبوقة، تؤكد أن الجيش لا يفهم الا في الاوامر العسكرية التي لا تصلح الا للثكنات العسرية، وليست لادارة الدولة.

وبرر وزير النقل جلال السعيد، التأخر وارتفاع الأنفاق بأن هناك نزع ملكية كبير. ورد الرئيس السيسي قائلا: "لازم خطة وحتى لو هننزع ملكية ما إحنا بندى الناس الفلوس، مطالبا حتى نهاية السنة الحالية كل الطرق تكون خلصت بالتعاون من القوات المسلحة".

ورد وزير النقل أنا كلفت بالوزارة منذ 40 يوما وأوعد حضرتك بأن ينتهى طريق شبرا بنها فى احتفالات أكتوبر.

خسائر التفريعة تعود!!
وفي تكرار لمشهد انجاز حفر تفريعة قناة السويس خلال عام، وكذا العاصمة الادارية الجديدة خلال ثلاثة أعوام وليس 5 أعوام، مارس السيسي العنجهية في ادارة المشروعات الاقتصادية، اليوم، خلال افتتاحه عددا من المشروعات التي نفذتها الادارة الهندسية بالقوات المسلحة بمدينة بدر، شرق القاهرة.

وطالب السيسي، خلال كلمته، القوات المسلحة ووزارة الإسكان بالقضاء على المناطق الخطرة والقضاء على معاناة المواطنين خلال عامين وليس 3 سنوات.

وأضاف أن مليون مواطن يعيشون في المناطق الخطرة على مستوى الجمهورية، متابعا: "لا يليق أن نترك أبناء مصر في المناطق الخطرة بهذا الشكل".

ووجه السيسي رسالة للقوات المسلحة ووزير الإسكان قائلا: "الإسكان والقوات المسلحة مسئوولين قدامي يكونوا مخلصين الحاجات دي في سنتين مش 3 سنين ومتسألونيش إزاي".
وفي المقابل، رد وزير الإسكان مصطفى مدبولي: "نحتاج 14 مليار جنيه لإنهاء معاناة المواطنين في المناطق الخطرة".

فداعبه السيسي، قائلاً: "المبالغ اللي بتطلبها علشان مشروعات الوزارة بتخلي وزير المالية ووزير التخطيط بيفركو".

ورغم الأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي تشهدها مصر، وعد المواطنين بأنه سيتم خلال عامين إنهاء العشوائيات وأزمة الشباب في الحصول على شقق سكنية، مطالبا وزير الاسكان والجيش بتوفير عدد وحدات سكنية بشكل كاف لكل المتقدمين.

وهو ما يتناقض تماما مع مشروع المليون وحدة سكنية، التي تراجعت عنها الدولة مكتفية بالاعلان عن 200 ألف وحدة سنويا، يمكن انجازها، عبر كل امكانات الدولة والقطاع الخاص والاستثماري والمنح الاجنبية.

العشوائيات
وحول العشوائيات، أوضح: "الدولة مش هتسيب أهلها، ولن تسمح بظهور المناطق غير الآمنة والعشوائية في البعض القنوات غير الجيدة اللي تصورنا على أننا غلابة أوي وفقراء أوي".

وتابع "إحنا عايزين الناس تعرف كنا فين ورايحين فين، وهل الدولة تحنو على أهلها أم لا"، متابعا "أن بعض القنوات تقدم المناطق العشوائية في مصر بشكل لا يليق بمصر وأهلها، ولا يليق بنا إننا نعيش إلا لما نحل تلك المشاكل ونجعلها تليق بمصر والمصريين".

وأردف: "إحنا مش هنسيب شعبنا.. والدولة مش هتسمح بالمشاهد اللي بتصور إننا غلابة أوي وفقراء أوي".

الإرهاب الحاضر
كما حضرت فزاعة "الإرهاب" كالعادة في خطابات السيسي، مشيرا إلى أنه "لا يمكن القضاء على الإرهاب والتطرف في ظل وجود مواطنين يعيشون في العشوائيات".

وفي تبرير للأوضاع القائمة في المناطق العشوائية، حمل مصطفى مدبولي وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية ، أزمة العشوائيات لأهلها، قائلا:  "الأزمة لا تكمن في العملية الإنشائية بقدر ما تتمثل في رفض قاطني العشوائيات الانتقال إلى مناطق جديدة مطورة".

يذكر أن عددًا من الخبراء أرجعوا أزمة تراجع الاحتياطي الأجنبي في مصر إلى مطالبة السيسي للجيش بسرعة انجاز تفريعة قناة السويس الجديدة، في فترة زمنية مختصرة عن الدراسات الفنية، ما استدعى لتأجير عدد كبير من كراكات الحفر العملاقة، بأسعار مضاعفة، تسببت في نقص الاحتياطي النقدي في البنك المركزي.

وكان محافظ البنك المركزي المستقيل، هشام رامز، أكد في تصريحات صحافية أن قناة السويس وإنشاء محطات كهرباء جديدة كلفت مصر مليارات الدولارات، وهذا سبب الأزمة التي حدثت للدولار، وفق قوله.

 كما تكرر أسلوب العنجهية في إدارة المشروعات الاقتصادية، خلال افتتاح السيسي لعدد من مشروعات القوات المسلحة في مدينة السادس من أكتوبر، في 6 فبراير الماضي، حينما طالب باختصار وقت تنفيذ المشروعات ، فرد عليه ، الضابط المهندسك تمام يا أفندم!!