كتب: أسامة حمدان
"الردح" حين يصبح إستراتيجية متبعة في برامج 30 يونيو، فإن الذين يقومون عليها يكونون قد تخلوا عن مهنة الإعلام إلى مهنة الردح، وتصبح تلك البرامج مصنفة كصناعة انقلاب بمستوى رديء، لا إعلام محترم يقدم خدمة للمشاهد، وهو ما ينطبق على برنامج "البرنامج" لباسم يوسف، وبرنامج "على مسؤوليتي" لأحمد موسى، وقائمة أخرى طويلة.

واليوم الأحد، أعلنت الدائرة الثانية بمحكمة القضاء الإداري، برئاسة المستشار أحمد الشاذلي، عن تخلي العسكر عن دور الصحفي أحمد موسى في دعم الانقلاب، ووقف برنامج «على مسؤوليتي»، أحد البرامج الشهيرة بالردح الفضائي.

وكان المحامى طارق العوضي قد أقام الدعوى رقم 81198 لسنة 68 ق، مطالبًا بوقف البرنامج، ومنع مرتضى منصور من الظهور إعلاميا.

وقال التقرير، الذي أعده المستشار هشام أبو جبل: إن برنامج أحمد موسى صار منبرًا لنشر الألفاظ النابية والسباب، دون انتقاء الألفاظ واستخدام العبارات الملائمة، بجانب التعرض للحياة الشخصية للأفراد، وتوجيه السباب علانية إليهم دون وازع.

أما فيما يتعلق بمنع مرتضى منصور من الظهور إعلاميا، فقال التقرير "إن الثابت من الفلاشة المدمجة المقدمة من العوضي، أن منصور اعتاد فى حديثه، تحت سمع وبصر الجهات الإدارية والرقابية، على التهكم على الأفراد والانتقاص من كرامتهم، وانتهاك خصوصيتهم، والتفوه بألفاظ نابية وأقوال بذيئة تخدش الحياء العام، وتنتهك كل مواثيق الشرف الإعلامية".

ما يحدث في فضائيات الانقلاب من برامج «توك شو» أو ما يتوهمونها حوارية ليست أكثر من تنافس على تقديم وصلة الردح الأكثر شعبية، في سياق إسفاف جماهيري لجمهور واسع يعشق هذا النوع من الردح، ولا يتردد في أن يصرخ باتصالات مع الأستوديو لإثبات الوطنية عبر الصراخ والسباب والتعريض برافضي الانقلاب.

هي صناعة الشؤون المعنوية بالجيش.. محتواها يتفاوت بين محتوى رخيص أو محتوى رخيص جدا، لكنه في الحالتين يجد جمهوره.. ويدر مالًا على منتجيه، والسؤال: هل تستمر مصانع الردح الوطني في الفضاء العسكري؟.

برأي خبراء إعلاميين سوف تستمر؛ لأن هذا النوع من الردح العسكري ليس حكرا على مصر، بل يوجد منه أيضا في دول الجوار، لكن مصر في ظل الانقلاب العسكري صوتها الأعلى في هذا المجال.

يقول الخبير الإعلامي عبد الله محمود: "حلبة مصارعة.. معترك للردح والتطاول.. وساحة لتبادل الاتهامات والشتائم"، هكذا هو حال برامج التوك شو التي تذاع يوميا على فضائيات العسكر.

ويتابع "تحولت من المصدر الأساسي لمعرفة الأخبار إلى سلسلة حلقات من المشاجرات والعنف والصوت العالي بين مقدمي البرامج والضيوف والمتصلين، وخرج الجميع عن قواعد المهنية الإعلامية، وهكذا أصبح المشهد الإعلامي من الموضوعية إلى وصلات ردح مستمرة، ومادة خصبة للألفاظ البذيئة، دافعة الانحدار الإعلامي ليصل إلى قمته".

ويشدد "حلقات من الخناقات والمشاجرات المتواصلة في برامج "التوك شو" أصبحت تخترق البيوت المصرية، وأصبح المشهد بعيدًا تمامًا عن المهنية الإعلامية التي تفترض الحيادية والوصول إلى الحقيقة، وبثها كما هي للمواطن المصري الذي لا يجد أمامه سوى هذه القنوات والبرامج، وخلال الفترة الأخيرة تحولت برامج "التوك شو" إلى ساحة للعراك بين الضيوف وحتى مع الإعلاميين أنفسهم".

Facebook Comments