#انقذوا_أحمد_نصر.. جريمة إنسانية داخل سجون السيسي

- ‎فيأخبار

 كتب- هيثم العابد:

 

لم تعد مليشيا العسكر تجد من يردعها عن تلك الجرائم العنصرية التى تمارسها بحق الأحرار داخل سجون الانقلاب، والتى حاصرت عشرات الآلاف من المعتقلين بالموت البطئ تحت وطأة الانتهاكات والحرمان من العلاج والتكدس داخل الزنازين والتعذيب الممنهج فى أبشع تصفية جسدية تمارس ضد مناهضي حكم البيادة.

 

المعتقل أحمد نصر بات أحد الوجوه المهددة بالموت البطئ داخل سجون السيسي، فى ظل الإهمال الطبي المتعمد تجاه الشاب الذى يعاني من تدهور حالته الصحية على نحو متسارع، بعدما بات التعفن ينهش جسده ما أدي إلى بتر اثنين من أطرافه، وتوقف الطرفان الآخران عن الحركة تماما.

 

نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي دشنوا هاشتاج #انقذوا_أحمد_نصر من أجل إنقاذ الشاب من الموت البطئ، مشددين على أن ما يحدث بحق المعتقل جريمه بحق الإنسانية والسكوت عنها جريمه أبشع.

 

وكانت مليشيا السيسي قد اعتقلت "أحمد نصر عبيد شعبان" من قرية زاوية صقر التابعة لمدينة أبوالمطامير بمحافظة البحيرة وخريج كلية تجارة ويعمل محاسب في شركة أيروتيك بالبحيرة، فى 6 مايو 2015 على ذمة القضية رقم 908 لسنة 2015 اداري وادي النطرون على وقع اتهامات ملفقة.

 

وقامت قوات من أمن الانقلاب بمداهمة منزله أكثر من مرة وفتشته تفتيشا عنيفا بحثا عنه خلال شهر إبريل، قبل أن تتمكن من اختطافه من مقر عمله يوم 6 مايو 2015 حيث تم إغلاق الهاتف المحمول الخاص به قبل ان تنقطع أخباره تماما.

 

وأوضحت أسرة المعتقل الشاب: "أنه في يوم 7 مايو 2015 جاءت المباحث مرة أخرى وفتشت منزل الأسرة ثم شقة لأقارب أحمد كان أحيانا يبيت عندهم، لكن التفتيش هذه المرة كان سطحيا وسريعا، وفى فجر اليوم التالي دخل أحمد منقولا بالإسعاف مع شخص آخر اسمه محمد إلى مستشفى كفر الدوار العام ومنها نقل وسط حراسة مشددة من الشرطة وأمن الدولة إلى المستشفى الأميري بالإسكندرية.

 

وأشارت إلى أن تذكرة الدخول مكتوب عليها "وطني، غيبوبة تامة، عديم النطق" واتضح فيما بعد أن اسمه أحمد نصر عبيد، وحتى ذلك الوقت لم تكن الأسرة تعلم عن مكان تواجده.

 

وتابعت: "فى يوم 8 مايو 2015 حوالي الساعة 2 ظهرا اتصل مجهول من تليفون أحمد ليقول أنه تعرض لحادث وأنه كان في مستشفى كفر الدوار و تم نقله إلى المستشفى الأميري بالإسكندية، وسألت الأسرة أولا في مستشفى كفر الدوار العام فقيل لهم أنه لا يوجد أحد بهذا الاسم".

 

وأضافت الأسرة أنها "سألت عن دخول أي مجهول إلى قسم الطوارئ فقيل لهم أن مجهولا اتضح فيما بعد أن اسمه أحمد نصر جاء إلى المستشفى في حالة غيبوبة، بهرس في ذراعه وساقه اليمنى وحروق في وجهه وعضده الأيمن وساقه اليمنى .. تم حجزه بالعناية المركزة في قسم الطوارئ بالمستشفى الأميري بالإسكندرية".

 

وأردفت: " أمضى أحمد أسبوعا حيث أجريت له خلاله جراحة بتر لساقه اليمنى والسبابة اليمنى والإبهام الأيمن ، وفى يوم 8 مايو توجهت أسرته إلى المستشفى الأميري بالإسكندرية فوجدته تحت حراسة مشددة، حين قال ضابط أمن الدولة لشقيقه (صلاح نصر) أن أحمد ساقيه وذراعيه الاثنان مبتورتان وأنه توفى، ونظراً لأن شقيقه مسعف قال له أحد الممرضين أن أحمد على قيد الحياة وأنه في غيبوبة بالرعاية المركزة".

 

واستطردت: " أفاق من الغيبوبة بعد أسبوع لكنه كان فاقدا للذاكرة، وحين أدرك أنه فقد ساقه وبعضا من أصابعه أصيب بحالة هستيرية وصراخ ومحاولة تقطيع خراطيم المحاليل، وتصور فرد الأمن المسؤول عنه أن أحمد يمثل فحدثت مشادات بالسب والقذف من قبل الأمن بناء على رواية أفراد من هيئة التمريض".

 

وأوضحت أنه: "بعد الرعاية المركزة خرج أحمد على قسم الحروق يوم 1 يونيو 2015 على أساس أن يعالج من الحروق ثم يحول إلى العظام لتثبيت الكسور في الذراع بمسامير وشرائح، لكن الطبيب كتب له خروج مساء يوم الاثنين 1 يونيو، ويوم الثلاثاء 2 يونيو جاءت قوة قامت بنقله من المستشفى إلى أكثر من مكان حتى وصل بعد أسبوع إلى سجن معسكر قوات أمن دمنهور، حيث تم حبسه مع الجنائيين، حيث كان الوضع شديد الصعوبة بسبب كثرة العدد في الزنزانة وارتفاع درجة الحرارة ".

 

وقالت الأسرة: "بعد أسبوع قضاه احمد نصر في عنبر الجنائيين تم نقله إلى عنبر السياسيين وكانت رائحة الجرح نفاذة فأحتج المعتقلون وخبطوا على الأبواب على مدى يومين إلى أن نقله السجن إلى مستشفى دمنهور العام حيث تم الغيار على الجروح واعادته إلى السجن مرة ثانية، وتم نقله الي سجن الأبعدية بتاريخ 22 أغسطس".

 

وأكدت أن "تم ترحيله إلى سجن طره بتاريخ 8/10/2015 لتلقي العلاج فى مستشفى السجن وتم عرضه على مستشفى القصر العينى لأن مستشفى دمنهور لا يوجد بها جراحة ميكروسكوبية تناسب حالته، ومنذ ذلك الحين أقر أطباء القصر العينى أنه يحتاج الي تدخل جراحى لكن بعد ما يتم عمل علاج طبيعى ومن يومها وهو ما بين سجن دمنهور وطره وكل فترة يتم ترحيله فى عربية يشعر كأنه يموت بداخلها ويري فيها ألوان العذاب.

 

واختتمت: "فى يوم 31/3/2016 تم حجزه فى القصر العينى لإجراء العملية لكن الحرس رفض ورجع السجن مرة أخري، ومن يومها اتحدد له أكثر من موعد لاجراء العملية وإدارة سجن طره تقوم بالرفض كل مرة بسبب أمن الدولة ومرة بسبب مديرية أمن القاهرة، وبعدما فاض بأحمد الكيل وكثر حديثه للمأمور والدكتور مدير المستشفى عن آلامه قرر بدء إضراب تام عن الطعام منذ يوم السبت 30/4/2016 ومنذ ذلك الحين لم يدخل جوفه اي طعام".