يوسف المصري
لا يزال مسلسل الانهيار في معسكر الأحزاب والقوى السياسية المؤيدة للانقلاب العسكري مستمرا، رغم محاولات رأب الصدع بينهم، إلا أن الديكتاتورية التي تنتشر داخل تلك الأحزاب، ومعركة المصالح على كعكة الانقلاب، والفضائح الأخلاقية والسياسية تجعل كل المحاولات للم شمل قوى الانقلاب السياسية دون جدوى.
الصراع داخل حزب الوفد يعد هو الأقدم في صراعات الأحزاب المؤيدة للانقلاب، حيث لا تزال أزمة فؤاد بدراوي، القيادي بالوفد، وفصله من الحزب أبرز المشاكل التي يشهدها أحد الأحزاب الانقلابية.
وفي هذا التقرير نعرض جانبًا من تلك الصراعات والانشقاقات الحزبية في معسكر القوى السياسية الداعمة للانقلاب الدموي:
بدراوي يرفض فصله من الوفد
واستمرارًا لأزمة حزب الوفد والصراع على زعامة الحزب، قال فؤاد بدراوي، زعيم ما يعرف بتيار إصلاح الوفد: إن قرار الهيئة العليا للحزب الصادر، اليوم، بفصله وباقي أعضاء التيار الذين اعتصموا بمقر الحزب باطل ومنعدم، ولا أثر له.
وأضاف بدراوي- فى تصريحات صحفية- أن اللائحة تنص في المادة الخامسة على عدة إجراءات يجب اتباعها قبل قرار الفصل، منها أن أى عضو يخالف لوائح الحزب يتم استدعاؤه للتحقيق معه، وتتم عملية الاستدعاء بإخطاره من خلال خطاب مسجل بعلم الوصول، وموقع من سكرتير عام الحزب، والذي يرأس فى ذلك الوقت لجنة النظام، مؤكدا أن القرار لن يؤثر على جبهة "إصلاح الوفد".
وكانت الهيئة العليا لحزب الوفد، برئاسة السيد البدوى، قد أصدرت قرارًا بفصل "المشاركين فى اقتحام مقر الحزب وغلقه بالجنازير، ومنع أعضاء الحزب والصحفيين من الدخول للمقر".
"المصري الديمقراطي" يواصل النزيف
على الجانب الآخر، يتواصل نزيف الاستقالات داخل حزب "المصري الديمقراطي الاجتماعي"، وهو الحزب الذي ينتمي إليه الدكتور حازم الببلاوي، رئيس أول حكومة للانقلاب، وفي عهده جرت كل المجازر الدموية بموافقته ومباركته هو وعصابة المتطرفين العلمانيين معه بالحكومة، حيث يتلقى الحزب من حين لآخر ضربات قوية تطيح بجهوده في حل أزمته الداخلية، التي بدأت من خلال استقالات جماعية، شملت قيادات وقواعد الحزب في عدد من الأمانات، في أعقاب انتخابات الحزب الأخيرة، التي أتت بالدكتور فريد زهران رئيسا للحزب.
وكانت الاستقالات قد بدأت في الحزب عقب الانتخابات بشكل سريع، إذ قدم ما يزيد عن 150 عضوا استقالتهم من الحزب، والذين يطلقون على أنفسهم "تيار اليمين" داخل الحزب، وأبرزهم "تامر النحاس أمين تنظيم الحزب، وولاء عز الدين أمين لجنة الإعلام"؛ اعتراضا على فوز قائمة زهران.
وأشار مصدر بـ"المصري الديمقراطي" إلى أن هناك أزمة داخل الحزب، تتمثل في رغبة عدد من أعضائه الحاليين في الاستقالة؛ وذلك بسبب مواقفه السياسية من توجهات النظام الحالي، معتبرين أن تصنيف الحزب في صفوف المعارضة يضر به، ويقف حائلا أمام تحقيق مصالح شخصية أو انتخابية لهم، خاصة مع قدوم انتخابات المحليات.
حزب "فتى السيسي المدلل" يتفكك
وفي سياق تفكيك الأحزاب المؤيدة للانقلاب، تقدم 21 عضوًا من حزب "مستقبل وطن" بمحافظة الغربية باستقالتهم؛ اعتراضُا على عدم تواجد الحزب في الشارع. بحسب قولهم.
الحزب الذي يتزعمه الفتى المدلل للسيسي "محمد بدران" بات يضيق ذرعا بأعضائه، حيث أكد الأعضاء المستقيلون من الحزب أن سبب الاستقالة يرجع إلى عدم تقبل الاختلاف والرأي الآخر داخل "مستقبل وطن"، واستقالة المؤسسين للحزب بالغربية.
وتأتي الخطوة عقب استقالة القيادي بالحزب النائب السابق محمد عريبي، يوم 24 أبريل الماضي، واستقال معه 33 عضوًا من هيئة مكتب محافظة الغربية.
وقال الأعضاء، إن سبب الاستقالة يرجع إلى عدم تقبل الاختلاف والرأي الآخر داخل "مستقبل وطن"، واستقالة القادة المؤسسين للحزب بالغربية.
وتضم أسباب الاستقالة "عدم جدية الحزب في تنفيذ السياسة والأهداف التي انتمى الأعضاء بسببها للحزب، إضافة لعدم تواجده بالشارع".
وانتقد المستقيلون "التصرفات الفردية للقيادات، وعدم الرجوع للقواعد الحزبية في أمور ومواقف الحزب، والأداء البرلماني السلبي للحزب ونوابه".
Facebook Comments