بعد فضيحة السنغال.. شيخ الأزهر في نيجيريا بأوامر إماراتية

- ‎فيأخبار

أحمدي البنهاوي
في محاولةٍ لـ"لملمة" فضائحهم في السنغال، سارعت الإمارات من خلال ما يسمى بـ"مجلس حكماء المسلمين" ذي التوجه الصوفي، إلى ترتيب زيارة مفاجئة وسريعة لشيخ الأزهر الانقلابي أحمد الطيب، رئيس مجلس "الحكماء"، إلى نيجيريا، فى زيارة تستغرق 3 أيام.

ويدل الوفد المرافق لـ"الطيب" على طبيعة المنظمين، إذ يتصدر د. علي النعيمي، وزير التعليم في دولة الإمارات والأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، مع عدد من شيوخ "مجلس الحكماء"، ويلتقي الوفد الرئيس النيجيرى محمد بخاري، الانقلابي السابق والمنقلب عليه أيضا، ثم الرئيس المنتخب في البلد الذي يعج بالصراع الطائفي، والذي وقع- في يناير الماضي- 6 اتفاقيات مع محمد بن زايد، الرئيس الفعلي لدولة الإمارات.

ورغم أن "بخاري مسلم" منتخب، إلا أنه اعترف بالانقلاب، بعدما كان سلفه أوباسنجو المسيحي مؤيدا لشرعية الرئيس محمد مرسي، ورافضا للانقلاب عليه.

وقالت مصادر صحفية في ديباجة معتادة، إن "الطيب" سيشهد العديد من الفعاليات والأنشطة واللقاءات التى من شأنها إرساء قيم السلام، ونشر ثقافة الحوار والتسامح والتعايش المشترك، وترسيخ المفاهيم الصحيحة للدين، وتأكيد وسطية الإسلام ونبذه للعنف والإرهاب، يأتي في مقدمتها لقاء الشيخ إبراهيم صالح الحسيني، رئيس هيئة الإفتاء والمجلس الإسلامي النيجيري، وعضو مجلس حكماء المسلمين، والمعروف بإمامته للطريقة "التجانية" في نيجيريا، ويقدر أتباعه بالملايين وفق الموسوعة الميسرة للمذاهب والأفكار المعاصرة.

وقالت المصادر إن "شيخ الأزهر" سيعقد لقاءات موسعة مع الشباب؛ لتوعيتهم بمخاطر الفكر المنحرف، وحمايتهم من دعوات الغلو والتطرف.

هوية الزيارة

وتصدر صحف الانقلاب عنوان "أول زيارة للأزهر لغرب إفريقيا"، غير أن الأولى هو "زيارة مجلس حكماء المسلمين لغرب إفريقيا"، فقد كشف علي النعيمي، الأمين العام لمجلس "الحكماء"، عن أن إطلاق المرحلة الثانية لـ"قوافل السلام" بقافلة نيجيريا يرجع إلى ما يمثله هذا البلد الإفريقي المسلم من أهمية كبيرة، خاصة في ظل ما يواجهه من تحديات، تتمثل في محاولات جماعات التطرف والإرهاب تصدير صورة غير صحيحة عن الدين الإسلامي، دين الرحمة والسلام، مؤكدا أن مجلس الحكماء برئاسة شيخ الأزهر يعمل جاهدا وعلى مستويات عدة من أجل نشر ثقافة السلام في كافة المجتمعات، خاصة التي تعاني من التوتر والاحتراب.

زيارة المفاجئات

وجدول "حكماء المسلمين" في قوافل السلام 16 زيارة، وزار الوفد نيجيريا بالفعل، وكانت جل الزيارة لـ"المركز العالمي للثقافة الإسلامية والتربية بأبوجا"، الثلاثاء 26 أبريل الماضي، ولم تعلن أثناء الزيارة أن رئيس مجلس حكماء المسلمين أحمد الطيب سيزور نيجيريا ويلتقي الرئيس أو رئيس المجلس الأعلى للإفتاء.

إلا أنه من المتوقع، خلال الساعات القادمة، أن يلتقي "الطيب" من التقتهم "القافلة"، وفي مقدمتهم "السوري" المقيم في أبوجا د. مؤيد الرشيد، المدير العام للمركز العالمي للثقافة الإسلامية والتربية بالمدينة، وهو من الأشخاص الذين لم يُعرف أسباب تواجدهم في هذا البلد والدور الذي يقومون به.

واقتصرت زيارة القافلة التي نظمها "حكماء المسلمين" على مركز "مؤيد الرشيد"، استعرض مديره العام أنشطة المركز، لا سيما الخاص منها بالأعمال الإغاثية لمن تعرضوا للعنف في شمال شرق نيجيريا.

وخلال الزيارة، اطلع أعضاء القافلة على مكتبة المركز التي تُعَد من أضخم المكتبات في نيجيريا، وأهدى رئيس القافلة إلى المكتبة نسخة من كتاب الأزهر في مواجهة التطرف والإرهاب، وأعمال مؤتمر الأزهر العالمي لمواجهة التطرف والإرهاب.

التقاء رموز الكنيسة

ويتوقع أن يعقد "شيخ الأزهر" أسوة بالقافلة التي سبقته لقاءً يجمع رموز الدين الإسلامي ورموز الكنيسة النيجيرية في مدينة كادونا؛ لتأكيد التعايش السلمي، ودور القيادات الدينية في التوعية بأهمية نشر ثقافة السلام، والإخاء بين أبناء المجتمع النيجيري، فضلا عن عقد لقاءات مفتوحة مع الشباب، لتوعيتهم بمخاطر الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم المغلوطة لديهم، والرد على تساؤلاتهم واستفساراتهم وفق المنهج الوسطي القويم.

إلا أنه من المؤكد أنه لا أحمد الطيب ولا وكيله عباس شومان، يمكنهما الحديث في لقاء يجمعهم برموز الكنيسة في نيجيريا بالمذابح التي يتعرض لها المسلمون هناك، وقد شهد عليهم الشيخ حسن الشافعي، وكيل الأزهر الشريف الأسبق، ببراءته ممن لم ينكر دماء المسلمين المستباحة في ميادين مصر بفضل الانقلاب العسكري الدموي.

إلا أن ما يشغل عباس شومان- كما يشغل شيخه- هو تنفيذ أجندة محمد بن زايد في الرد على استفسارات الشباب حول المفاهيم الملتبسة التي تروجها بعض الجماعات "المتطرفة" لاستقطاب الشباب.

تغيير الوجهة

وقالت مصادر في مشيخة الأزهر، إن سبب تأجيل زيارة "الطيب" للسنغال ومالي هو إعداد الزيارة للدولتين بشكل أفضل، فيما قالت مصادر أخرى إن السبب هو خوف شيخ الأزهر من مواجهة مناهضي الانقلاب، من علماء السنغال ومالي، وما قد يتعرض له من مفاجأة المواجهة، وإهانة المشيخة، كما حدث مع وفد من الأزهر، رغم أنه سبق وأعلنت مصادر صحفية قريبة من الانقلاب ومحمد بن زايد عن إعداده زيارة للسنغال.

وأضافت المصادر أن جهازا أمنيا كبيرا أوصى شيخ الأزهر بتأجيل زياته إلى الدولتين، تلافيا للحرج الذي قد يتعرض له، شبيها بالحرج الذي تعرض له وفد العلماء المصريين، الذي زار السنغال في الأسبوع الماضي، وكاد يتعرض للطرد من البلاد، بتهمة تهديد الأمن القومي السنغالي؛ نظرا لموقفه المؤيد للانقلاب.

وأقرت وسائل إعلام قريبة من رئيس الانقلاب، بأن سبب التأجيل هو تجنب معارضي الانقلاب.