– الأمم المتحدة تتجاهل مأساة الأحرار.. وسوء التهوية تفتك بالمعتقلين
– 162 شهيدا خلال 2014 و2015 بسبب الحر الشديد داخل زنازين العسكر
كتب- هيثم العابد
أكدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، أن حياة المعتقلين المصريين داخل سجون عبدالفتاح السيسي فى خطر شديد، في ظل أوضاع الاحتجاز الصعبة والغير آدمية من تكدس ورداءة في التهوية داخل مقار الاحتجاز، خاصة مع الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة والتي ستزيد في شهور الصيف القادمة في مصر.
وحذرت المنظمة –فى بيان لها- اليوم الثلاثاء، من استهتار مليشيا وزارة الداخلية وإدارات السجون تجاه التعامل مع موجات الحر الشديد على المحتجزين داخل مقار احتجاز تفتقر لأدنى معايير الصحة والآدمية في الظروف العادية، مما يشكل خطرا داهما على حياة أؤلئك المحتجزين.
وأضاف البيان أن الارتفاع الشديد في درجة الحرارة في ظل حالات التكدس الشديدة داخل مقار الإحتجاز قد يؤدي إلى وقوع حالات وفاة نتيجة الاختناق، وهو ما شهدته شهور الصيف في السنوات الأخيرة السابقة، حيث بلغ عدد المتوفين داخل مقار الاحتجاز المصرية في صيف 2014 – 75 محتجزاً، وارتفع العدد إلى 87 محتجزاً في صيف 2015.
وأشار إلى أن معظم الحالات ارتقت متأثرة بارتفاع درجات الحرارة بسبب الاختناق وصعوبة التنفس، حيث تخطت درجات الحرارة في ذلك الشهر 45 درجة مئوية في بعض الأيام، وهو الطقس الذي يتكرر هذا العام بشكل أوسع حيث بدأت درجات الحرارة في الإرتفاع بدء من الآن ويتوقع أن تستمر حتى نهاية أغسطس 2016 بحسب هيئة الأرصاد الجوية.
وأوضحت المنظمة أنه مع التوسع في ظاهرة الاعتقال التعسفي فإن الأجهزة الأمنية لجأت لسياسة التكدس داخل الزنازين ومقار الإحتجاز، فيوضع أكثر من ضعفي أو ثلاثة أضعاف قوة التحمل العددية لمقار الاحتجاز، بحسب ما قرره مساعد وزير الداخلية المصري لشؤون حقوق الإنسان في يونيو 2015 ، حيث بلغت نسبة التكدس 400% في أقسام ومراكز الشرطة المصرية و 160% في السجون.
وتابع البيان أن هذه الأوضاع المزرية يضاعف من آثارها السلبية رفض إدارة معظم مقار الإحتجاز إدخال أجهزة لتبريد الهواء كأجهزة التكييف والمراوح، وحرمانهم من التريض، كما أن كثيرا من مقار الإحتجاز تعاني من قطع الكهرباء عن الزنازين مما يوقف عمل تلك الأجهزة إن وجدت، دون وجود أي بدائل احتياطية .
وبحسب دراست طبية، فإن درجات الحرارة المرتفعة قد تسبب الوفاة نتيجة عدم قدرة جسم الإنسان على تبريد نفسه، حيث يجب التواجد في أماكن بها مكيفات للهواء، والإكثار من شرب السوائل، والإبتعاد عن التدخين أو الأماكن التي يتواجد فيها مدخنون حيث يؤدي التدخين في ظل ارتفاع درجات الحرارة والأماكن المغلقة إلى تهيج الجهاز التنفسي، ويسبب تفاقم لأمراض القلب والرئة المزمنة، وهذه الشروط غير متوافرة في مقار الإحتجاز المصرية، حيث رداءة التهوية وانتشار التدخين بين المحتجزين الجنائيين في غياب تام للرقابة من قبل إدارات مقار الاحتجاز.
وطالبت المنظمة الهيئات المتخصصىة في الأمم المتحدة إلى ضرورة التحرك العاجل لإنقاذ حياة أكثر من 40 ألف معتقل يعاني العديد منهم أمراض خطرة والضغط على الحكومة المصرية إلى الإلتزام بالمعايير الدولية التي تنظم مقار احتجاز المعتقلين.
Facebook Comments