أحمدي البنهاوي
لم تكد مصر تشهد تحسنا نسبيا في قطاع السياحة، حتى جاء حادث سقوط الطائرة المصرية المفقودة Ms804 القادمة من فرنسا، التابعة لشركة مصر للطيران؛ ليعود بمصر خطوات واسعة إلى الوراء.

ويشير خبراء قطاع السياحة في مصر إلى أن حادث سقوط أو إسقاط الطائرات بشكل عام يكثر الطعنات التي تصيب الدول في مجال السياحة، موضحين أنه سيكون لفقدان طائرة مصر للطيران تداعيات سلبية على حركة السياحة، وعلى المفاوضات التي تجريها مصر مؤخرا مع روسيا والاتحاد الأوروبي بهدف تنشيط القطاع.

طعنات جديدة

وأعرب عدد من خبراء السياحة عن تخوفهم من تأثير حادث الطائرة المصرية المفقودة Ms804 على حركة السياحة الوافدة على مصر خلال هذا الموسم، فضلا عن حجم الحجوزات على شركات الطيران المصرية.

وتوقع يحيى خشبة، مستشار وزارة السياحة، أن يؤثر حادث الطائرة سلبا على عدد حجوزات الطيران الوافدة لمصر؛ نظرا لحالة الخوف التي قد تنتاب المسافرين.

ويرى مجدى سليم، الخبير السياحى، أن حادث اختفاء الطائرة المصرية سيؤثر على السياحة المصرية, مشيرا إلى انعدام الشفافية، وأنه إلى الآن لم يتم التعرف على حقيقة الحادثّ، وأوضح أن حوادث الطائرات سواء كانت بسبب أعطال فنية أو أعمال إرهابية، تؤثر دائما على نسب حجوزات الطيران؛ نظرًا لحالة الخوف التى تنتاب المسافرين، ولكن تعود بعد فترة لطبيعتها.

في حين يوضح ناجي العريان، عضو اتحاد الغرف السياحية، أن السياحة الوافدة على متن طائرات مصر للطيران تمثل 7% من عدد السياح القادمين إلى مصر، وأن العالم يثق في الشركة.

كما أشار خبراء آخرون إلى أن السياحة لم تقف في بلجيكا ولا تركيا رغم كمّ الانفجارات، والسبب هو قدرة المتخصصين على كيفية التعامل مع الأزمة والخروج منها.

العالم يوقف رحلاته

من جانبها، حذرت وكالة "بلومبرج" من أن "طيران العالم أوقف رحلاته القادمة لمصر"، وأن حجم الشفافية التي يوفرها قطاع الطيران المدني ومصر للطيران ليس جيدا، وذلك بما اتخذه العالم من قرارات بشأن رحلاته لمصر، كما أن وزير طيران الانقلاب رفض الإجابة على كثير من تساؤلات الصحفيين المصريين، قائلا "معرفش"، في حين أنه أجاب الأجانب "هانقعد مع بعض"!.

أما الصحفي أحمد النجار، رئيس مجلس إدارة الأهرام، فكتب عبر حسابه على فيس بوك قائلا: "ما كل هذا النحس المروع؟! كلما يتهيأ قطاع السياحة للتقدم خطوة يتلقى أزمة جديدة وقودها أغلى ما في الدنيا.. البشر".

سوابق حوادث

ولمصر سجل سوابق في حوادث الطيران لا يمكن إغفاله، وذلك منذ 63 سنة في ظل العسكر، وبعد أن أعاد السيسي العسكر مجددا للحكم بانقلابه الدموي في 3 يوليو 2013، تحطمت طائرة روسية من طراز "إيرباص 321" بالقرب من مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، في 31 أكتوبر 2015، وذلك عقب إقلاعها من مطار شرم الشيخ بفترة وجيزة متجهة إلى روسيا.

وخلفت الطائرة آثارا شديدة السلبية على السياحة في جنوب سيناء تحديدا، وبقية الأماكن الأخرى، فبعد تحطمها تبين مقتل 217 راكبا، معظمهم سياح روس.

وقبل شهر ونصف، اختطف مصري طائرة تابعة لشركة "مصر للطيران" كانت في رحلة من مطار برج العرب بالإسكندرية إلى القاهرة، وذلك في 29 مارس 2016، قبل أن تحط في مطار لارناكا القبرصي.

وقال المختطف: إنه يختطف الطائرة وعلى متنها 81 راكبا، باستخدام حزام ناسف في حوزته، تبين فيما بعد أنها أغلفة موبيلات".

"الاسترخاص" والعجلة

وينصح الصحفي أحمد يحيى الجعفري هواة السفر إلى مصر ألا يسترخصوا الأسعار المقدمة من مصر للطيران، معتبرا أن "مصر للطيران شركة وطنية فاشلة في كل شيء كما هو الحال في هذا البلد، حتى العاملين بها تضرروا منها ويبحثون عن شركات خاصة، وأن مصر للطيران من أسوأ 10 شركات طيران في العالم".

وأضاف "في تقييم الشركة من المنظمات العالمية فعلا قالوا "إن الطعام رديء وأشبه ببواقي الطعام، وأن العاملين متجهمون وغير ودودين، مع رداءة دورات المياه، مأساة في كل شيء".

تسويق الوهم

ويتهم طيارون سابقون بالشركة- من خلال صفحة "أخبار الطيران المدني"- الشركة بأنها تسوق الوهم، مستدلين بتجربة أصحاب شركات السياحة ومديري الفنادق مع مبادرة "مصر في قلوبنا"، ديسمبر 2015، وذلك لتحريك المياه الراكدة في قطاع السياحة ولو بصورة نسبية.
وأوضحوا أن مصر للطيران خصصت ١٥ مقعدًا في كل طيارة للمبادرة بالأسعار المخفضة في الرحلات المتجهة إلى الأقصر وأسوان في ٤ رحلات يوميًا ولمدة يومين فقط في الأسبوع؛ بما يعنى ١٢٠ راكبًا أسبوعيًا، وهي نفس حمولة مركب واحد فقط من جملة ١٥٠ مركبًا عائمًا.

وكشف الطيارون عن أن وزارة السياحة التي تطلق مبادرات على الورق فقط تحت زعم تشجيع السياحة الداخلية، دون أن تجد حلا مع مصر للطيران لزيادة عدد المقاعد، خاصة وأن سعر التذكرة غير المدعمة يصل إلى ١٨٥٠ جنيها، يضاف إليها ١٥٠٠ جنيه تذكرة المركب و٥٠٠ جنيهًا للإرشاد والتنقلات، بإجمالي ٣٨٥٠ جنيهًا، بما يزيد عن تكلفة رحلة إلى قبرص لمدة ٦ أيام وليس ٤ أيام، شاملة مبلغ ٢٠٠ جنيه، ورحلة إلى إسطنبول لمدة أسبوع شاملة الإقامة والتنقلات.

واعتبروا أن ذلك يمثل بابا للفساد، بعدما خصصت وزارة السياحة مبلغ ١١ مليون جنيه لدعم المبادرة، إلا أن عدد المقاعد التي خصصتها مصر للطيران تتكلف مليون جنيه فقط.
 

Facebook Comments