كيف دمر السيسي القمح وباع للمصريين “العتبة الخضراء”»؟

- ‎فيأخبار

كتب سيد توكل:

مع استمرار بيع نظام السيسي وتروج كذبة "المليون ونصف فدان" بدأت تلك الأكذوبة تتحطم مع انتعاش الموانئ المصرية والأمريكية بحركة نشاط تصدير القمح إلى المصر بملايين الأطنان، حيث أعلن اللواء محمد مصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية بحكومة الانقلاب، أن مصر اتفقت مع الولايات المتحدة على تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية في مجال استيراد القمح، إضافة إلى استمرار القمح الروسي.

وعقد مصيلحي اجتماعا مع وفد أمريكي يزور القاهرة حاليا ويضم جوسلين براون، نائب رئيس العلاقات الزراعية الخارجية، وتيم براون مدير شئون التكنولوجيا والعلوم، وران فيرودونيك الوزير المفوض الزراعي في السفارة الأمريكية بالقاهرة.

وأشار، في بيان، إلى أنه تم الاتفاق على دخول الموردين والشركات الأمريكية في مناقصات استيراد القمح خلال المرحلة المقبلة، والاستفادة من السوق الأمريكية في توفير الحاصلات الزراعية الأخرى في إطار تنويع الموردين والدول التي يتم التعامل معها.

وبلغت فاتورة واردات سلطات الانقلاب من القمح 1.7 مليار دولار خلال العام المالي 2016/2015، مقابل نحو 2 مليار دولار في العام المالي السابق عليه، حسب بيانات البنك المركزي المصري.

العتبة الخضراء!
ويرى الدكتور رضا عيسي الخبير الاقتصادي أن قرار استيراد القمح يعتبر صدمة مفاجئة تضرب الشركات الاستثمارية في مشروع المليون ونصف مليون فدان، فالحكومة والسيسي أعلنوا أن الخير القادم من أراض المليون ونصف فدان وفي النهاية يتضح أن الحكومة نفسها لا تتجرأ على دفع تكلفة زراعتها.

وأشار إلى أن ذلك الأمر طبيعي في ظل أزمة المياه، حيث أعلن علن عنها الدكتور سامح عطية صقر رئيس قطاع المياه الجوفية في وزارة الري، بأن المياه الجوفية المتاحة في مصر لا تكفي إلا لزراعة 26 ‎%‎فقط، قائلا:"مشروع المليون ونصف فدان بالنسبة لمن اشتروا فيه تحول إلى "مشروع شراء العتبة الخضرا تمام".

وكان بعض المستثمرين قد اتفقوا على زراعة محصول بنجر السكر، وهو أحد المحاصيل التي أقرت الوزارة زراعتها في الأراضي المستصلحة الجديدة؛ لتحملها الملوحة المرتفعة، إلا أن المقرر المائي الذي رصدته وزارة الري، وهو 1200 متر مكعب للفدان، لا يكفي الاحتياجات المائية للمحصول؛ حيث إن البنجر يحتاج إلى 4500 متر مكعب؛ مما يحكم على المحصول بالموت قبل زراعته.

وهو ما حدث، حيث انسحب المستثمرون من المشاركة في استصلاح المليون ونصف فدان، بعد توقيع اتفاقية زراعة 183 ألف فدان من البنجر، إثر تلك التصريحات المفاجئة.

مرسي والقمح
وبعد أن كانت مصر تتحدث عن تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح في عصر الرئيس محمد مرسي، أصبحت الآن أكبر الدول المستوردة للقمح المسرطن، الذي يحتوي على فطر "الإرجوت" المسبب لمرض السرطان، الأمر الذي أكده الدكتور هاني الكاتب، مستشار رئيس الانقلاب لشئون الزراعة:"لا نملك طريقة واحدة لحل أزمة القمح".

وتعد مصر أكبر مستورد للقمح في العالم، وتستهلك سنويا ما بين 18 إلى 19 مليون طن قمح.

ويحارب جنرالات العسكر زراعة القمح في مصر، حيث يواجه الفلاح الكثير من المعوقات، التي دفعت أغلبهم إلى هجرة زراعة القمح، ويمثل توريد القمح الخطوة الأهم لدى الفلاحين عقب حصاده، ويواجه الفلاحون في عدد من المحافظات عدة مشاكل في توريد القمح، أبرزها قلة الشون في بعض المحافظات، وارتفاع أجور العمالة اللازمة للحصاد، ما جعل المزارعين يهجرون زراعة القمح.