كتب- أسامة حمدان:

 

"بومة مفيش كلام" تلك العبارة التي يتم تداولها الأن بشكل علني في مقاهي وأتوبيسات ومكروباصات وقطارات مصر المحروسة، ويقصد بـ"البومة" قائد الانقلاب العسكري، عبد الفتاح السيسي، الذي منع وزير الكهرباء في حكومته من إعلان نبأ احتضار السد العالي، بعد توقف ضخ المياه خلفه بسبب موافقة "البومة" على بناء سد النهضة.

 

الرمق الأخير!

 

وفيما يبدو ان السد العالي دخل مرحلة الرمق الأخير قبل الغرغرة، حيث تراجع إنتاجه من الكهرباء إلى نحو 900 ميغاوات بعد أن كان

ينتج 2100 ميجاوت.

 

وبحسب موقع "هافينغتون بوست عربي" فإن هذا الأمر بدأ بشكل تدريجي منذ عام ونصف تقريباً، بعد انخفاض منسوب المياه أمام السد، ومعظم الوحدات الـ12 بمحطة السد العالي باتت تعمل بنصف طاقتها، ويوجد نحو 3 وحدات تخرج من الخدمة كل فترة لأعمال الصيانة، ومن الممكن أن تصل لـ3 أشهر خارج الخدمة.

 

ويأتي ذلك في أعقاب موافقة "بومة" الانقلاب على بناء سد النهضة الإثيوبي، وانخفاض المياه في بحيرة ناصر بسبب نقص الأمطار في المنبع، وهو ما يهدد بوصول السد العالي إلى مرحلة "الحشرجة" وخروج الروح بفقدان الطاقة الكلية للسد خلال 4 أعوام بعد انتهاء سد النهضة من تخزين المياه.

 

السيسي يخفي المصيبة!

 

وفي ذلة لسان اعترف وزير الكهرباء في حكومة الانقلاب أمام السيسي، خلال زيارتهم لمحطة كهرباء أسيوط، بأن السد العالي خرج من الخدمة تماماً كأحد أهم مصادر توليد الكهرباء في البلاد، وبعدها قاطعه السيسي وأمره بعدم الإدلاء بمزيد من الفضايح!

 

وتصدر بعدها هاشتاغ #السد_خارج_الخدمة، ومطالبات رواد مواقع الشبكات الاجتماعية حكومة الانقلاب بتوضيح التفاصيل وعدم حجب المعلومات.

 

من جانبه قال الدكتور محمد اليماني المتحدث الرسمي لوزارة الكهرباء في حكومة الانقلاب، إن السد العالي يعمل بكامل طاقته 1900 ميغاوات، زاعماً أن وزير الكهرباء خلال تصريحاته أراد التوضيح بأنه في حال خروج السد العالي من الخدمة أو أي محطة أخرى، فإنه بمقدار الشبكة الكهربائية على مستوى مصر تعويض العجز!

 

وأضاف اليماني، أنه في بعض الأحيان ممكن تخرج "وحدة" أو اثنين من السد الذي يعمل بعدد 12 وحدة، وذلك لصيانتها أو لبعض الأعطال ولكن سريعاً ما نقوم بالإصلاحات اللازمة وبعدها تعود للخدمة.

 

وحسب العديد من المواقع الأخرى، فإن عدد توربينات السد العالي 12 توربينة قدرة التوربينة 175 ميغاوات القدرة الإجمالية للمحطة 2100 ميغاوات.

 

في الوقت الذي ذكرت التحليلات أن منسوب المياه بدء في الانخفاض أمام بحيرة السد العالي بداية من يناير 2015، ولم يحدث ارتفاع في البحيرة مع قدوم صيف 2015 لأول مرة في التاريخ، بعكس دورة الفيضان، لأنه من الطبيعي ارتفاع منسوب البحيرة بدءاً من منتصف العام حتى يصل لأقصى ارتفاع مع نهايته.

 

توقعات القمر الصناعي

 

ويبدأ منسوب البحيرة في الانخفاض مجدداً بذات سرعة الارتفاع أو أقل قليلاً حتى حلول شهر يوليو، وهكذا تستمر الدوره السنوية، ومعنى ذلك أن إثيوبيا بدأت في تقليل المياه بشكل ضخم بدرجة أنها لا تغطي الاستهلاك المصري العادي.

 

وفي عام 2015 تناقص منسوب بحيرة ناصر بحوالي 4 أمتار، ولكي تملأ إثيوبيا خزانها يجب أن يتناقص منسوب بحيرة ناصر بمقدار حوالي 16 متراً من منسوبها وهو ما بدأ بالفعل في صيف 2015، وهو الصيف الذي تشير فيه البيانات أن إثيوبيا بدأت في ملء الخزان.

 

وإذا كانت إثيوبيا تقطع عن مصر ما يكافئ حوالي ٤ أمتار كل عام من تدفقات النيل، إذن ستحتاج إثيوبيا لمده ٤ أعوام حتى تملأ بحيرة سد النهضة العظيم، وهكذا ينقطع السد العالي عن إنتاج الكهرباء نهائياً إضافة إلى الأضرار المتوقعة من نقص المياه وفقاً لإحصائيات صفحة "جودة" وتوقعات القمر الصناعي جاسون2 المتخصص في تجميع منسوب مياه البحيرات والأنهار في العالم.

Facebook Comments