كتب حسين علام:
قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن مصر لم يعد فيها سوى كائنات تخلت عن بشريتها بعد أن هاجر "إنسان ما قبل الفض" في إشارة لمذبحة "اعتصامي ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر"، مضيفا أن "إنسان ما بعد الفض"، حمل على كفا مؤسسة الفاشية الجديدة، تهدهده وتلاعبه، وتغازله، حتى أصبح من الفاشيون الجدد إلى حين يأتي دوره تحت أحذية جنرالات العسكر.
وأشار قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الجمعة- إلى "محمد أبوالغار، عجوز السياسة المصرية، المتخصص في علاج أمراض العقم، يقبض على فاشيته كالقابض على الجمر، فخور بما اقترفت يداه، قبل وبعد إراقة دماء آلاف المعتصمين السلميين في ميدان رابعة العدوية، شديد الوفاء لساديّته ومكارثيته التي تقوم على الفصل العنصري بين المصري المتعايش مع سلطة الانقلاب، والمصري الرافض جرائمها الدموية، فيتحدث عن مصالحةٍ حتمية، واجبة فورًا، بين نظام عبدالفتاح السيسي والذين أيدوه وعضدوه واستدعوه إلى الحكم، ممن يسميهم "القوى المدنية"، لهدف وحيد، هو الحيلولة دون سقوط الجنرال الفاشل، بكل القياسات، ما ينذر بعودة "الإخوان" إلى السلطة".
كما ضرب مثالا آخر بـ"الفاشية المتأصلة"، وهو علاء الأسواني، طبيب الأسنان، الذي يتحمس لاقتلاع البشر الذين لا يحبهم، من الحياة، بالدرجة ذاتها التي يتعاطى بها مع عمليات خلع الضروس والأسنان، فقبل أن يسجل عبارة إدانة خجولة لتعرية وتعذيب أستاذ الطب، محمد البلتاجي، يرص عبارات الإدانة القاطعة للإخوان المسلمين، وتحميلهم مسئولية الأوضاع الكارثية، تحت حكم السيسي".
وقال قنديل: " في ذكرى جريمة القرن "رابعة" أن تتساءل: كم ألف شاب اختطفوا من الحياة إلى أقبية التعذيب وظلام القبور، كي يستمر السيد محمد أبو الغار كابسًا على أنفاس الحياة السياسية، منظرًا ومفتيًا ومتاجرًا في بضاعة فاسدة، مكونها الرئيسي الحفاظ على حكم السيسي بأي شكل، كي لا يكون البديل عودة الإخوان؟ وكم ألف مواطن قتل، وكم فتاة انتهكت إنسانيتها وشرفها، كي يتسنى لعصام حجي لعب دور صانع البديل المنافس، ولكي يكتب علاء الأسواني تغريدةً يمثل فيها دور المعارض المجروح من نظام السيسي؟".
وأكد أن "كل من قبِل منصبًا رسميًّا، أو تم تصعيده وظيفيًّا بعد مذبحة "رابعة"، هو موافق على الدم، ومخرجات الدم، وبالتالي، يتحمل قسمًا من المشاركة فيه، ولو بأثر رجعي، وكل من لم يعتذر عن دوره المباشر، أو غير المباشر، في المذبحة، ليس من حقه الكلام عن العدالة أو عن المستقبل، أو عن استعادة مسار ديمقراطي، أو حالة مجتمعيةٍ تليق بالبشر. وكل من لا يعتذر للدم لا يمكن تصديق أنه حريص على حقن الدم وصيانته..لا يستطيع أن يشارك في صناعة مستقبل متحضر من لم يغسل يديه من ماضٍ متوحش".