كتب حسين علام:

قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي، إن مزاعم حسن نصر الله بأن حزب الله موجود فى سوريا من أجل فلسطين، غير مقنع بل الصحيح أنه موجود هناك من أجل إيران، ثم إننا إذا دققنا فى المشهد جيدا فسنجد أن ثورة الشعب السورى على نظام الأسد هى التى يمكن أن تكون من أجل فلسطين.

وأكد هويدي خلال مقاله بصحيفة "الشروق" اليوم الاثنين، أن حزب الله موجود فى سوريا لأن إيران هناك أولا، وارتباط الحزب بالسياسة الإيرانية تؤيده شواهد عدة، موضحا أن الوجود الإيرانى فى سورية بمثابة الجسر أو القناة التى توفر لحزب الله ما يحتاجه من سلاح وذخيرة وتدريب وغير ذلك، أما حكاية فلسطين فقد أصبحت مجرد غطاء للوجود الإيرانى ولاستمرار حزب الله، تماما كما أن الأسد كان دائم التشدق بحكاية فلسطين ومعسكر الممانعة.

وشدد على أن ثورة الشعب السورى هى التى يمكن أن تحرر فلسطين، وأضيف إلى ذلك تعميما يزعم أن تحرير الشعوب العربية من الاستبداد وحده الذى يخدم القضية، بما يؤدى إلى تحرير فلسطين فى نهاية المطاف، قائلا: " حجتى فى ذلك أن الأنظمة العربية هى التى تسلمت الملف وتصدت للقضية من «النكبة» فى أربعينيات القرن الماضى، ومن حقنا أن نتساءل يعد أكثر من ستين عاما على الإنجازات والاخفاقات التى أسفر عنها احتكارها للقضية، منذ كانت قضية مركزية إلى أن صارت لعبة يعبث بها البعض ممن باتوا يطلقون الحديث من السلام الدافئء مع إسرائيل أو يتحدثون عن التطبيع معها واعتبارها طريقا مرشحا يخدم نهضة الأمة".

وتابع: "تاريخيا ظلت أغلب الأنظمة تساوم وتماطل، ثم بدأت تتلاعب بالقضية، لكن الشعوب هى التى دفعت الثمن وهى التى كانت تقتل فى ساحات المواجهة.. وبعد أن فاض بها الكيل، ونفد صبر الشعوب فإنها هبت فى انتفاضتها التى شاعت تسميتها بالربيع العربى استهدفت بها استعادة حقها فى الحرية والكرامة والعدل.. لن نبالغ إذا قلنا أن الشعوب هى التى لا تزال تقف صامدة فى ساحة المواجهة مع إسرائيل. فلا هى نسيت ولا هى ساومت. ونضالها داخل الأرض المحتلة وخارجها يشهد بأن حلم تحرير الأوطان من الاستبداد لم يجهض بعد. الأمر الذى يعنى أن جذوة الأمل فى تحرير فلسطين لم تنطفئ بعد".

وكشف هويدي عن أن إسرائىل تقف إلى جانب الثورة المضادة فى العالم العربى فى سعيها لإفشال تجارب الربيع وإجهاض انتفاضات الشعوب. وكانت اسرائيل أكثر صراحة وجرأة حين اعتبرت نفسها جزءا مما سمى بدول الاعتدال فى المنطقة. وتنامت مشاعر المودة بين الطرفين بمضى الوقت حتى أصبحنا هذه الأيام بصدد لانتقال من الغزل إلى التطبيع، أو من الخطبة والتعارف إلى الزواج العلنى الذى يفترض أن يعقد فى العام القادم. على الأقل فذلك ما توحى به المقدمات التى نراها بأعيننا ونقرأ عناوينها هذه الأيام فى بعض الصحف العربية.

وقال إنه إذا صح ذلك التحليل فإنه الادعاء بدعم نظام الأسد من أجل فلسطين، أو التعويل على النظام العربى الراهن فى استعادة الأرض والحقوق السليبة يصبح نوعا من التدليس السياسى الذى يراد به تخدير الشعوب العربية وتسويق الوهم لها، موضحا أن التطورات الحاصلة فى العالم العربى الأولى أن قضية فلسطين لم تفقد أولويتها فى جدول أعمال النظام العربى فحسب، ولكنها لم تعد مدرجة على الجدول أصلا، حتى إشعار لاحق على الأقل، كما أن انفراط العقد العربى ولد حالة من الانكفاء على الذات فى المنطقة حولت شعار العمل العربى المشترك إلى نوع من الأساطير، أستثنى من ذلك المجال الأمنى الذى لم يعد وثيقا بين الأنظمة العربية فحسب. ولكنه بات يشمل «تعاونا» استراتيجيا مع إسرائيل أيضا.

Facebook Comments