قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن ما يحدث من إجراءات يقوم بها العسكر بنزول أفراد الجيش في الشارع كبائعين لحوم وجبنة هو إهانة للجيش والعسكرية المِصْرية، بإغراق الجيش في تجارة اللحوم والخضروات المجمدة؟ متسائلا: "لماذا يستمرون في خدش صورتها، بإرسال الجنود والضباط في عربات متنقلة، تبيع السلع للناس في القرى والمدن؟".
وتساءل قنديل -في مقاله بصحيفة "العربي الجديد"، اليوم الخميس- عن أن أي دولة في العالم يتحول الجيش إلى بائع خضار، أو موزع لحوم، أو منافس للشركات والأفراد في تنظيم حفلات الزواج؟ قائلا: "أذكر أنني كنت ومجموعة من الزملاء الصحافيين والإعلاميين المِصْريين في العاصمة الدنمركية كوبنهاغن، نهايات عام 2012، حين أصيب المارة في شوارع العاصمة بالوجوم والصدمة عند مرور مدرعة عسكرية الشوارع؛ حيث وقف المواطنون يلتقطون صورًا لهذا الكائن العجيب الذي يمرق في الشوارع ليلاً".. قال لنا مرافقنا وقتها: إن هذا حدث تاريخي؛ لأن هناك أجيالاً كاملة في الدنمارك لم تشاهد آلية عسكريةً، تحمل جنودًا طوال عمرها، إلا في أفلام الحرب القديمة، لذا فإن مشهد مرور مدرعة بين المدنيين لا يتكرّر إلا كل عقود".
وأضاف قنديل أن في العالم كله، الجيش مكانه المعسكرات خارج الحواري والأزقة، يندر أن ترى جنديًّا أو ضابطًا في الشارع، بينما في مِصْر توجد العسكرية وتحضر، وتشتبك، حد الابتذال، في التفاصيل اليومية الصغيرة، من اللف بسيارات اللحوم والخضار، إلى مطاردة التلميذات والتلاميذ، إلى تشغيل الأغنيات الراقصة في الميادين، والتمايل عليها، قائلا: "لو قلت إن هذا لا يليق بجيش بلدك، ستكون التهمة الجاهزة أنك خائن وحاقد وعميل وكاره لوطنك".
Facebook Comments