شاهد.. “25 يناير” السيسي يفشل في احتواء الشباب.. والثورة تطرق الأبواب

- ‎فيتقارير

كتب – هيثم العابد

حالة من الجدل والارتباك تسيطر على الشارع المِصْري مع اقتراب الذكرى الخامسة لثورة الـ25 من يناير، التى تأتي حبلى بإرهاصات ثورة جديدة تنسج خيوط الغضب فى رحم الميدان، لتطيح بما تبقى من دولة العسكر، بينما يبدو حشد النظام يسير على قدم وساق من أجل احتواء غضبة الشارع واللعب على وتر فزاعة الفوضى ولا مانع من استدعاء سوريا والعراق فى المشهد الهزلي.

العسكر يدرك جيدًا أن المشهد المرتقب لن يشبه السنوات الأربع الماضية فى ظل الغضب المتنامي فى الشارع بعد تزايد حالات القتل خارج القانون فى المعتقلات وسلخانات الداخلية، وانهيار مؤسسات الدولة وتراجع المؤشرات الاقتصادية وغلاء الأسعار ونقص السلع الحياتية وتوالي الصفعات خارجيا على "قفا" الانقلاب، ما يعيد الدولة إلى حدود 24 يناير 2011 وربما فى صورة أكثر قتامة.

مع اقتراب الذكرى الخامسة لثورة الخامس والعشرين من يناير، رصدت شبكة "الجزيرة" الإخبارية، زيادة محاولات النظام العسكري احتواء الشباب الذي قاد الثورة، لكنه خرج بعدها بخفي حنين حسب البعض.

وأوضح التقرير أن حركات ثورية رفضت ما تداولته بعض الصحف عن محاولة الرئاسة المِصْرية عقد لقاءات مع شباب ثورة 25 يناير وأحداث 30 يونيو، للحديث معهم في بعض القضايا وتعيين بعضهم في مجلس النواب المقبل.

بعض الشباب اعتبروا -ما سموها- دعوة الاحتواء بأنها شكلية، ولم تصل إلى الكوادر الثورية، واقتصرت فقط على أشخاص لا يمثلون الثورة أو الحراك النضالي المتواصل فى الشارع المِصْري، خاصة في ظل أن الكوادر الشبابية من رموز ثورة يناير يقبعون في سجون العسكر.

وأوضح التقرير أنه وحسب ذات المصادر، فإن اللقاء الهزلي المزمع إقامته مع أشباه الشباب ومدعي الثورية، سيتم خلاله استبعاد ملف الاعتقالات والإخفاء القسري وقانون التظاهر وملف الحريات والقتل خارج القانون وفاشية مليشيات الانقلاب، ليحقق الغرض الكامل منه بتقديم مسكنات وهمية للشباب.

وبالتوازي مع هذه الدعوة المسرحية من جانب العسكر، ظهرت أصوات إعلامية موالية للسلطة ترى ضرورة ألا يتسرع الشباب بثورة جديدة، فى مشهد ساخر كان بطله الإعلامي المثير للجدل عمرو أديب، الذى طالب بتأجيل الثورة عاما أو اثنين، حتى تقف البلد على قدميها، متجاهلا الفشل الذريع والفساد الذى عشش على مفاصل الدولة وأكل مؤسساتها.

وفى المقابل، أعاد آخرون –حسب التقرير- خطاب الإعلاميين المؤيدين لنظام المخلوع مبارك إبان 25 يناير، والذين اعتبروا الثورة دعوة للفوضى، وهو الفريق الذى ضم كافة الأذرع الإعلامية، وانضم إليهم المنبطحون على عتبات البيادة.

وختم التقرير إلى أنه -حسب مراقبين- فإن السيسي يواجه معضلة كبيرة مع الشباب العازفين عن المشاركة السياسية، والذين عزفوا عن الحضور أو المشاركة في أي استحقاقات انتخابية وقعت عقب انقلاب الثالث من يوليو عام 2013، وهو مؤشر على نتائج محاولات العسكر لاحتواء غضبة الشارع، ويفتح باب الأمل لعودة الشباب الثوري إلى ميادين الحرية.