كتب: أسامة حمدان
(السيسي والسبسي).. ليس من آخر مفارقات القدر أن يتقاسما حروف اسميهما، بل لهما قواسم أخرى مشتركة أهمها عداوة كل ما هو إسلامي، غير أنهما بات يحكمان دولتين احترق فيهما الربيع العربي، وأصبح هشيما تذروه الديكتاتورية.
ولأن البيض الفاسد يتدحرج مجتمعًا جوار بعضه البعض، يستقبل قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، غدًا الأحد، الرئيس التونسي الباجى قايد السبسى، بقصر الاتحادية الرئاسي.
مشاركة تيار "الإسلام السياسي" في الحكم بتونس، حسمها السبسي في مقابلة تلفزيونية مع إحدى الفضائيات المصرية، معلناً رفضه التعامل مع الإسلام السياسي، بما يعني استبعاد وملاحقة الإخوان والإسلاميين عموماً في تونس.
وكان السبسي قد صرح على هامش مشاركته في أعمال القمة العربية الماضية، التي استضافها قائد الانقلاب بمصر، أن "الإسلام السياسي حركات سياسية قبل أن تكون دينية لكنها تستغلّ الإسلام للوصول إلى الحكم".
وقال أيضًا إن "تونس بلد مسلم منذ القرن السابع، ولا بد أن نفرق بين الإسلام السياسي والإسلام، ونحن لا نتعامل الإسلام السياسي نحن نتعامل مع المسلمين".
تلك التصريحات جاءت متوافقة مع سياسات الانقلاب في مصر ، حيث يرى البعض أن صراع الهوية والسلطة بين الإسلاميين والعسكر في مصر وتونس ما زال مفتوحا على مصراعيه، وتواجه حركة النهضة المشاركة حاليا بالائتلاف الحكومي، الذي تقوده حركة نداء تونس التي أسسها السبسي، تشويها لصورتها وتضييقاً عليها من الجنرال الحاكم.
الهجوم على الإسلام هو ما يميز السيسي والسبسي، وعلى خطى الثاني قال الأول :" إن تيار الإسلام السياسي كانت لديه فرصة للمشاركة ولكن عند التطبيق العملي اصطدمت أيديولوجيته وأدبياته بالواقع، إذ يقدم تنظيراً لم يتم اختباره عملياً وعندما يصل إلى السلطة لا يتعامل بالشكل المناسب مع الواقع ومن ثم لا يحقق نجاحاً"، مع ان كل شواهد العام اليتيم الذي قضاه الإسلاميون في السلطة، تشهد بان فريق الرئيس مرسي كان يواصل النجاح رغم تعقيدات المشهد.
وقال السيسي في كلمة سابقة له بمناسبة المولد النبوي الشريف، إنه "ليس معقولا أن يكون الفكر الذي نقدسه على مئات السنين يدفع الأمة بكاملها للقلق والخطر والقتل والتدمير في الدنيا كلها"، وأضاف أن هذا الفكر "يعني أن 1.6 مليار (مسلم) حيقتلوا الدنيا كلها التي يعيش فيها سبعة مليارات عشان يعيشوا هم"!
وقتها قال محمد الصغير، مستشار وزير الأوقاف المصري السابق، إن السيسي يدعو لانقلاب ديني بعد أن قام بانقلاب عسكري على أول تجربة حرية في مصر .
تلك القواسم المشتركة بين الباجي قائد السبسي وقائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، تجعل من الزيارة حدثا مهما بين النظامين المشتركين في عداوة الربيع العربي والإخوان المسلمين، وهو ما يعني أن البيض الفاسد يتدحرج على بعضه.
Facebook Comments