حذر الإعلامي إبراهيم عيسى، المقرب من سلطات الانقلاب، من التداعيات السلبية للأزمة الاقتصادية السعودية على الاقتصاد المصري، متوقعًا أن تتسبب هذه الأزمة في جراحات عميقة ومؤثرة على البلاد أو بحسب وصفه "حَنِتْعَوَّرْ جامد".
وقال عيسى في مقال له اليوم السبت في جريدة المقال التي يرأس تحريرها تحت عنوان "أزمة الاقتصاد السعودي تعوّر مصر": "مشكلة جوهرية هي أن الشركات الأجنبية التي دخلت إلى السوق المصرية منذ يونيو 2014 هي شركات تنفذ مشروعات بنية أساسية للدولة، وتأخذ مقابلها من خزائنها، دون أن تمد السوق المصرية بمليارات أو ملايين الدولارات أصلاً".
وأضاف: "هي مشكلة يزيدها الصمت عنها تعقيدًا، ثم تزداد عمقا مع اعتماد حكومي على منح ودعم دول الخليج، خصوصا في مجال الطاقة".
وتوقع عيسى ألا يستمر الدعم الخليجي للسيسي حتى العام القادم، بسبب الأزمة المالية التي تعصف بدول الخليج وجعلتها تعاني من صعوبات ربما لن تسمح لها باستمرار دعمها لمصر، فضلاً عن غياب استثماراتها بحسب عيسى.
وراح عيسى يهاجم المملكة العربية السعودية ويتطاول على سياساتها واتهمها بإنفاق المليارات على ما أسماها الجماعات المسلحة في سوريا "في إشارة إلى قوى الثورة" قائلاً: "الأولوية المؤكدة عند السعودية – مثلا – هي إنفاق المليارات من الدولارات على دعم الجماعات المسلحة في سوريا، وشن حرب على اليمن".
ورغم تطاول عيسى على السعودية فإنه راح يحذر من تداعيات غياب أو خفض الرز السعودي: "الأزمة الاقتصادية التي يعتم عليها الخليج تهدد الاستقرار الحكومي في مصر تماما، فقد لا يجد نفسه مدعوما بالمنح الخليجية، أو بالإنفاق المباشر في مجالات الاستثمار المصرية، بين ليلة، وضحاها".
وأشار الكاتب المقرب من سلطات الانقلاب إلى إصدار السعودية مزيدا من السندات الحكومية لسد العجز في ميزانيتها، ومواصلتها سحب المزيد من المليارات من صندوقها السيادي الاحتياطي، مع استمرار انخفاض أسعار النفط إلى أكثر من النصف، وفق قوله.
ثم شرع في الحديث عن بعد آخر للأزمة أكد أنه سوف ينعكس سلبا على مصر لا محالة: "الأزمة تتضح لك أكثر عندما يصلك من أقاربك العاملين في السعودية أنهم "سيعيدوا" ثماني عشرة وظيفة، بما يعني الاستغناء عن الأجانب نهائيًا في شغل هذه الوظائف، وقصرها على السعوديين"، مؤكدًا أن "معظم هذه الوظائف يعمل بها المصريون".
ويضف عيسى: "هذا يشي بأننا سنواجه مشكلة ذات بعدين: الأول: عودة كثير من العمالة المصرية من السعودية، والثاني: تراجع تحويلات المصريين من الخارج باهتزاز دول النفط اقتصاديًا"، مشيرًا إلى إنفاق السعودية 82 مليار دولار في عام 2014 لشراء السلاح فقط، متسائلا: "ما بالك بتشغيله في حربها اليمنية العدمية"، وفق تساؤله.
واختتم مقاله ساخرًا: "لا أعرف هل الحكومة المصرية مركزة في هذه المؤشرات، وواخدة بالها، ومتحسبة، وفاهمة إننا "حنتعوَّر" جامد، أم أنها معتمدة على قدرات "…" السيسي في إقناع حكام السعودية بدعم مصر".
Facebook Comments