كتب: بكار النوبي
حذر الخبير الاقتصادي الدكتور مصطفى محمود شاهين من أن تفقد مصر حصتها من التجارة الدولية؛ بسبب سوء الأداء والإدارة من جانب حكومة الانقلاب؛ على خلفية أزمة "الفراولة المصرية" في ولاية فيرجينيا الأمريكية، والتي أعلنت وزارة الصحة الأمريكية عن أنها أدت إلى إصابة 10 أشخاص بفيروس الوباء الكبدي A.

وانتقد الخبير الاقتصادي- في مقاله المنشور مساء اليوم الإثنين بموقع "عربي 2" تحت عنوان «الفراولة المصرية وثقافة الأجنبي أولا»- تجاهل حكومة الانقلاب لأزمة "الفراولة"، وأنها "عاملة ودن من طين والأخرى من عجين".

ويشدد الكاتب على أن العالم لن ينتظر طويلا من مصر أو من موظيفها التأكد من صحة الغذاء الذي يأكلونه أو يصدرونه، فهناك آلاف المصدرين من دول عديدة يمكن أن تحل محل المنتجين المصريين، وربما بجودة أعلى وبأسعار أرخص.

ويشير الكاتب إلى أنه، في يوم الجمعة الماضي، أعلنت وزارة الصحة بولاية فيرجينيا الأمريكية عن تأكدها من تعرض 10 من مواطنيها للإصابة بالتهاب الكبدي الوبائي A، وذلك بسبب تناولهم عصير فراولة من محل شهير للعصائر، مصدرا الفراولة المستوردة من مصر.

وأكدت وزارة الصحة أن الاصابات تأكدت من 5 إلى 8 أغسطس، وطلبت من المواطنين التوجه إلى أقرب مركز صحي لتلقي العلاج بأسرع ما يمكن، وطلبت من كل المواطنين الذين ترددوا على هذه المحال، خلال 50 يوما الماضية، عمل التحليلات اللازمة للتأكد من خلوهم من المرض.

ويلفت "شاهين" إلى أن الحكومات المنتخبة تسارع إلى حماية مواطنيها وإرشادهم نحو الوقاية من الأمراض، والسعي نحو الحد من انتشار الأمراض، على العكس من ذلك نجد أن الأمر على مستوى الحكومة المصرية لم يحظ بأي اهتمام يذكر على الإطلاق، فقد نفى رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي بوزارة الزراعة وصول أية إخطارات من الحجر الزراعي الأمريكي بوجود أية أخطار للفراولة المصرية، وأكد أن وزارة الصحة المصرية هي المسؤولة عن صحة الغذاء، المهم عند المسؤول أن يرفع الأمر من على عاتقه ويرميه على عاتق شخص آخر.

ويواصل الخبير الاقتصادي انتقاده للأوضاع، مضيفا «في مصر لن تجد مسؤولا يعلن عن أنه يتحمل المسؤولية ويسعى لعلاج الخلل، أو يتخذ قرارا من أجل الإصلاح، فقلي بالله عليك: هل اتخذ قرارا لعلاح مشاكل حوادث الطرق في مصر أو الوقاية من أمراض قاتلة لا تصيب الإنسان فقط بكوارث صحية، بل تصيب الاقتصاد بكوارث أيضا؟، فلك أن تتخيل أن مصر تصدر بـ140 مليون دولار سنويا، يعني ببساطة يمكن لمصر أن تفقد كل حصتها من التجارة العالمية في ظل هذا السلوك السيئ في إدارة التجارة الدولية».

ويمضي الكاتب في استنكاره «فرغم تسارع وانتقال الأنباء، إلا أن المسؤولين في مصر ما زالوا في غيهم، وفي انتظار من الطرف الآخر أن يبلغهم بتحقيقات الأمر، مع أنه لا يوجد في مصر حتى هذه اللحظة مركز للتأكد من سلامة الغذاء، فالمصريون يأكلون لحم الحمير ويشربون من مياه المجاري، وتنتشر أمراض مثل الالتهاب الكبدي الوبائي، سواء من زيارتك لطبيب الأسنان، أو ذهابك لقص شعرك، أو تبرعك بالدم لأحد من أهلك، فتجد أن المواطنين يصابون بأمراض مثل فيروس "سي" للكبد أو أمراض تنتقل بنقل الدم ولا يحرك ذلك ساكنا».

ويتهم الكاتب الانقلاب العسكري بالتسبب في تكليس العقلية المصرية، مؤكدا أن "الأزمة في مصر أزمة عقلية مصرية ترهلت وتخلفت عن إدراك كيف يسير العالم، وأن الانقلاب العسكري وعسكرة الاقتصاد يدفعان إلى تكلس الشخصية المصرية وانزوائها والسعي وراء تملق الآخرين ونفاق المسؤولين، وكله تمام يا أفندم".

ويحذر الخبير الاقتصادي من أن هذه الثقافة مهلكة للاقتصاد المصري؛ لأنها ستقضي على أي إبداع للشخصية المصرية، لأن ذلك مخالف لما تعلمناه من دروس في الاقتصاد، من أنه إذا أرادت تجربة التنمية الاقتصادية أن تنجح في دولة ما فعليها أن تشبع احتياجات مواطنيها وتهتم بجودة منتجاتها لأهلها أولا، أما ما يحدث في مصر هو ثقافة الأجنبي أولا، فهو مفضل على ابن البلد، والتي أودت بالمصريين واقتصادهم إلى الهاوية.
 

Facebook Comments