فجر عاطف صحصاح
قال الداعية والباحث الإسلامى عصام تليمة: إن الانقلابيين فى مصر قد تجاوزوا كل حد فى الإثم والانتهاك، وأضاف فى تصريحاته للـ"الحرية والعدالة" أنه مما لا شك فيه أن قتل النفس التى حرم الله جريمة كبرى قال عنها الله فى كتابه: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا….}. [المائدة: 32]، فما بالنا وقد اجتمعت عدة محرمات انتهكت فى هذه الجريمة، وهى جريمة سفك الدم المعصوم، وجريمة سفك الدم فى الشهر الحرام، وقد كانت العرب فى جاهليتها وشركها يلقى فيها ولى الدم مثلا قاتل أبيه فلا يجرؤ أن يرفع عليه سلاحا لقتله فى الأشهر الحرم، ومن قوانين مصلحة السجون المصرية أن المحكوم عليه بالإعدام يؤخر التنفيذ إذا صادف الأشهر الحرم، فما بالنا بهؤلاء وقد تجاوزوا الحدود والشرائع، ولم يلتزموا بخلق ولا دين، فقد ارتكبوا جرائم مجتمعة بقتل هؤلاء المتظاهرين السلميين، وما بالنا القتل بمال الشعب، ومن جيش وشرطة الشعب، المخولين بحماية الشعب؟! فهؤلاء ملعونون فى الدنيا والآخرة، وأدعو المسلمين فى كل مكان فى صيامهم بالدعاء على هؤلاء الناس وهلاكهم والانتقام منهم. ومن ناحية أخرى طبعا كل من يشارك ويوافق ويؤيد فهو شريك فى الجريمة، وفى الإثم فإذا كان الساكت عن الحق شيطان أخرس، فما بالنا بالمؤيد للباطل.
وحول ما قد يصيب البعض من إحساس باليأس بعض الشىء من بشاعة ما يحدث، أضاف تليمة: لست معهم فى اليأس من النصر، فنصوص القرآن تبشر الإنسان وتدعوه لعدم اليأس؛ لأنه فى الإسلام حرام شرعا، فلم يُذكر اليأس فى القرآن إلا مقرونا بصفتين الكفر والضلال، قال تعالى: (إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ)، وقال: (قَالَ وَمَنْ يَقْنَط مِنْ رَحْمَة رَبّه إِلَّا الضَّالُّونَ).
وعن البشريات يقول تعالى: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا) أى: لَمَّا أَيِسَتْ الرُّسُل أَنْ يَسْتَجِيب لَهُمْ قَوْمهمْ، وبالطبع فإذا شعر الإنسان بشىء من الإحباط -الذى هو مرحلة طبيعية قد يمر بها الإنسان- فعليه ألا يستسلم لها، وقد قال تعالى على لسان قوم موسى: (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ). وفى هذه اللحظة كانت النجاة والنصر، ومن تاريخنا المعاصر استمر أجدادنا من الفلاحين والعمال فى ثورة 1919 لمدة عامين كاملين فى الشارع ثم انتصروا.
ومن جانبه شدد -تليمة- على ضرورة التزام السلمية التامة من قبل الثوار، فقال: إنه لا يصح أبدا الخروج عن السلمية فهى أقوى سلاح، والانقلاب يريد استدراجنا للعنف، لأنه يعلم إذا استُدرجنا لذلك أصبح إنهاء الثورة سهلا ولا يحتاج أكثر من ساعات؛ أما بالسلمية فسوف نقهره يقينا.
Facebook Comments