خصّت صحيفة “وول ستريت جورنال” كلا من اللواء أحمد العسيري نائبا لرئيس المخابرات السعودية، وسعود القحطاني المستشار بالديوان الملكي السعودي والمستشار الإعلامي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لاعتبارهما من أكبر المطبعين مع الكيان الصهيوني وشكلا معا وحدة هيكلية تنوب عن ولي العهد في العلاقات السعودية الصهيونية.
وقالت الصحيفة: إن “عسيري سافر سرّا إلى “إسرائيل” عدة مرات، والقحطاني أصدر بيانات لتحسين صورة إسرائيل في المملكة، وإقامة علاقات وثيقة بين السعودية و”إسرائيل”، والتي واجهت بحسب الصحيفة “نكسات حيث إن كليهما أحمد عسيري وسعود القحطاني أديا دورا هاما في جهود سرية للتطبيع وفُصلا من مناصبهما في جريمة قتل خاشقجي”.
وكشفت “وول ستريت جورنال” عن أن أحمد العسيري، الذي عزل بسبب مقتل الصحفي خاشقجي كان متورطًا في شراء برامج تجسس من شركات إسرائيلية.
وأفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” أمس الثلاثاء نقلا عن مصادر مطلعة على الزيارات بأن مسؤولا استخباراتيا سعوديا بارزا، الذي أقيل بسبب تورطه المشتبه به في مقتل الصحفي جمال خاشقجي، قام برحلات سرية إلى “إسرائيل” نيابة عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
زيارات بالنيابة
ووفقا لمصادر الصحيفة، فقد زار اللواء أحمد العسيري، نائب رئيس الاستخبارات السعودية السابق الذي أقالته الرياض في أكتوبر؛ “إسرائيل” لمناقشة كيف يمكن أن تستفيد المملكة العربية السعودية من تكنولوجيا المراقبة “الإسرائيلية”.

وقالت “وول ستريت جورنال” إن سعود القحطاني، وهو من أقرب مساعدي بن سلمان، والذي تم إقالته أيضا بسبب مقتل خاشقجي، شارك أيضا في جهود سرية لتحسين العلاقات السعودية – “الإسرائيلية”.
وأبلغت المصادر الصحيفة أن القحطاني، المستشار الإعلامي في ولي العهد، أصدر توجيهات للصحافة السعودية للمساعدة في تخفيف صورة “إسرائيل”، وشارك في شراء الرياض لتكنولوجيا التجسس من الشركات الإسرائيلية.
وقال مسئول سعودي: “كان القحطاني اللاعب الرئيسي في كل هذا.. لقد أراد الأفضل وكان يعلم أن الشركات “الإسرائيلية” تقدم الأفضل”.
وكشفت الصحيفة أن الولايات المتحدة كانت حلقة وصل والقوة الدافعة في الجهود الرامية إلى تحسين العلاقات بين إسرائيل والسعودية، حيث شجعت إدارة الرئيس دونالد ترامب العلاقات القوية بين الحكومة الإسرائيلية ودول الخليج كطريقة لمواجهة إيران.
وحسبما أوردته وول ستريت جورنال، تدرس الحكومة السعودية استثمار ما لا يقل عن 100 مليون دولار في شركات تكنولوجية “إسرائيلية” مختلفة، في حين ترى الشركات “الإسرائيلية” أن السعودية لديها سوق مربحة لمنتجاتها.
ومع ذلك، فإن الغضب العالمي في أعقاب مقتل خاشقجي كان بمثابة نكسة لازدهار العلاقات السعودية – “الإسرائيلية”؛ حيث لا تريد الرياض أن تكون غارقة في فضيحة أخرى.
وقال مسئول رفيع بالحكومة “السعودية” لصحيفة وول ستريت جورنال: “لقد اتضحت الأمور بالتأكيد بعد مقتل خاشقجي”.
عمر عبدالعزيز
وفي وقت سابق من هذا الشهر، ذكر منشق سعودي في كندا أنه كان يقاضي شركة برمجيات “إسرائيلية” قال إنها ساعدت الرياض على اختراق هاتفه للتجسس على مراسلاته مع خاشقجي، الذي قتل في القنصلية السعودية في اسطنبول في 2 أكتوبر.
وذكر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني في وقت سابق أن العسيري كان شخصية رئيسية في إنشاء وحدة خاصة أنشأها ولي العهد لاستهداف المعارضين السعوديين في الخارج، عرفت باسم “Tiger Squad”.
وقال المصدر “العسيري معروف جيدا بين زملائه بـ”نمور الجنوب”، ومنذ حرب التحالف على اليمن، بدأت وسائل الإعلام السعودية أيضا في تسمية العسيري بـ”الوحش”، وكان يحب هذا اللقب”.
وقال المصدر إن كلا من العسيري والقحطاني هما جزء من وحدة هيكلية.
ويعتبر عمر عبد العزيز ناقدا بارزا لحكومة المملكة العربية السعودية وولي عهدها القوي، ادعى أن شركة NSO الإسرائيلية ساعدت الرياض في اختراق هاتفه، مما سمح للحكومة السعودية بمراقبة رسائل واتساب بينه وبين خاشقجي في الأسابيع التي سبقت موت الصحفي.
وتعتبر رسائل WhatsApp الخاصة بهم، والتي شاركها عبد العزيز مع CNN، ترسم صورة للاثنين يخلقان استراتيجية لبناء معارضة بن سلمان.
ويُعتقد أن خاشقجي قد قُتل على يد فرقة مؤلفة من 15 رجلاً، وصل جميعهم إلى تركيا قادمين من الرياض في الساعات التي سبقت وفاته.
ونفت السعودية أن يكون بن سلمان متورطا في المؤامرة لقتل خاشقجي، لكن مجلس الشيوخ الأمريكي صوت الأسبوع الماضي بالإجماع لصالح قرار ينص على أن ولي العهد مسؤول عن مقتل خاشقجي.
