وافقت النيابة الإدارية على حكم المحكمة التأديبية العليا في القضية 199 لسنة 59 قضائية بمجازاة مدير عام بقناة النيل للمنوعات بعقوبة الإحالة للمعاش، بزعم ثبوت قيامه بالإساءة والطعن في نظام القيادة السياسية ومؤسسات الدولة القضائية والعسكرية والشرطية، من خلال “فيس بوك”.
وقالت المحكمة التأديبية إن “مدير القناة ” ثبت قيامه بمناهضة الجيش والشرطة، ونقد لنظام الحكم في الدولة وإهانة مؤسساتها، من خلال صفحته الشخصية بـ”فيسبوك”، من خلال التحريات، واعتراف المتهم بعد مواجهته.
واعتبرت النيابة الإدارية في بيان، أن “هذه المنشورات لها بالغ الأثر، ليس فقط على المتهم وحده، بل يتعداه إلى المجتمع؛ لأن من شأنها الإخلال بالنظام العام بالدولة وتكدير الأمن العام والعمل على إثارة الفوضى؛ ما يؤدي إلى الإضرار بالمصلحة العامة والأمن القومي للبلاد، وهو ما يعد خروجًا منه عن مقتضى الواجب الوظيفي”، على حد قولها.
وزعمت أن ذلك يعد خروجًا منه على مقتضى الواجب الوظيفي، الذي يفرض على الموظف العام أن يحافظ على كرامة وظيفته، وألا يسلك مسلكًا من شأنه المساس بها سواء كان داخل نطاق العمل أو خارجه؛ لأن سلوك العامل وسمعته خارج الوظيفة ينعكس تمامًا على عمله الوظيفي.

عزة الحناوي
وسبق لسلطة العسكر ،وقف العديد من الإعلاميين والمذيعين بعد انتقادهم للذات الانقلابية وكان من بينهم الإعلامية والمذيعة” عزة الحناوىط” ؛ حيث قرر عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق، إيقاف عزة الحناوي مقدمة برامج أولى بقناة القاهرة بقطاع القنوات الإقليمية، عن العمل بسبب انتقادها للمنقلب السيسى بعدما تحدثت فى برنامجها” عاوزك تشتغل بدل ما تقول للناس اشتغلوا”.
رشا مجدى
كما تم وقف المذيعة رشا مجدي عن العمل بقناة “صدى البلد”، بعد أن اتهمت بإساءة التعبير عن مأساة الحادث الإرهابي الواقع بمسجد الروضة.
رشا مجدي قالت تعليقا على الحادث: أنا عقلي مش قادر يستوعب الحادث، شفنا هجمات بين الإرهابيين والشرطة والجيش، وقلنا إنه عنف متبادل معاهم، وهذه الجماعات المتطرفة بتهاجم العديد من الكنائس، وقلنا آه معتبرين إنه دين غير الدين الإسلامي وعدو ليهم برضه، وقلنا ماشي، لكن مسلمين إزاي.
وتم حذف الفيديو الخاص بالمذيعة، وإيقافها عن العمل لحين التحقيق معها، في الوقت الذي أكدت فيه رئيسة القناة أنها قالت ما قالته بنية سليمة.قبل أن يتم العفو عنها بعد اعتذارها.
هالة شكر
كما عاقب قطاع”ماسبيرو” إحدى المذيعات؛ لأنها نطقت بالحق وقالت “الرئيس محمد مرسي” أثناء إذاعة أحد الأخبار.
وقال خالد مهنّى رئيس قطاع الأخبار في اتحاد الإذاعة والتليفزيون (ماسبيرو)، إنه “تمت إحالة المذيعة هالة شكر للتحقيق عقب قرءاتها نشرة أخبار فى 23 /6/2016 بدعوى مخالفتها للإسكربت المكتوب على الهواء”.
وخالفت المذيعة نص نشرة الساعة الخامسة وقالت: “تمَّ الحكم على السيد الرئيس بالسجن 20 سنة”، وفي نهاية النشرة قامت بالتعديل وقالت “الرئيس المعزول محمد مرسي”.
مذيعو القرآن الكريم
واستمرارا للانتقام من الإعلاميين والمذيعين ، قررت نادية مبروك، رئيس شبكة الإذاعة المصرية نقل 6 مذيعين من إذاعة القران الكريم إلى إذاعات أخرى، ضمت قائمة المنقولين حمزة المسير وشحاتة العرابي وإبراهيم خلف وعبدالخالق عبدالتواب وعلاء العرابي ووسام بحيري، وذلك إلى شبكات الثقافية والبرنامج العام والتعليمية والقاهرة الكبرى.
وقال مصدر مطلع إن “قرار النقل سياسي وليس له علاقة بتقوية البرامج داخل بعض المحطات الإذاعية وضخ دماء شبابية جديدة في هذه المحطات.
كانت داخلية الانقلاب، قد قامت باعتقال الدكتور محمود خليل، كبير مذيعي شبكة إذاعة القرآن الكريم بزعم الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين وحيازته سلاحا ناريا!
وادعت نادية مبروك، رئيسة قطاع الإذاعة بالهيئة الوطنية للإعلام، أنه “تم استبعاده منذ فترة، من تقديم برامج الهواء والمسجلة أيضا، وتم حصر نشاطه في كتابة مواد تحريرية يتم مراجعتها بعناية شديدة من خلال رؤسائه”.
كان محمود خليل مديرا عاما لبرامج علوم القرآن بشبكة القرآن الكريم، وكبير مذيعي الشبكة، وتخرج في كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 1982، وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في تخصص الإعلام، وعلى ليسانس أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن من جامعة الأزهر.
غير المغضوب عليهم
الإعلام أول الأسلحة التي سعى العسكر إلى تجريد معارضيهم منه منذ إعلان الانقلاب؛ وذلك لإدراكهم أهمية الدعاية في إنجاح الانقلاب.
وبدأ اهتمام المنقلب عبد الفتاح السيسي ببناء “ذراع إعلامية للدولة” حين كان وزيرا للدفاع، حيث أطلقت حينها حملة إعلامية مركزة ضد الرئيس محمد مرسي مهدت الطريق أمام الانقلاب عليه بعد سنة من استلام مهامه رئيسا لمصر، وبعد أشهر من اختياره السيسي وزيرا للدفاع.

تكشُّف السيطرة
لم تتكشف بسرعة مراحل التخطيط الأولى التي اعتمدها نظام السيسي وأجهزة الدولة العميقة لإعادة السيطرة على المشهد الإعلامي بعد ثورة 25 يناير، إلا أنه مع مرور الزمن وبداية تسريب مكالمات الضباط وفيديوهات اللقاءات، بدأت تتكشف خيوط المؤامرة التي صاغت المشهد الإعلامي تمهيدا للانقلاب.
قبيل نهاية العام الماضي أعلن عن استحواذ شركة جديدة هي شركة “إيجل كابيتال” للاستثمارات المالية على حصة كبرى من سوق الإعلام المصري؛ بشرائها أغلب أسهم “مجموعة إعلام المصريين” التي كانت غالبية أسهمها مملوكة لرجل الأعمال أحمد أبو هشيمة.
ولا توجد عن الشركة الجديدة أي معلومات مرجعية في البورصة المصرية لأنها تأسست فقط قبل عام، وترأس مجلس إدارتها وزيرة الاستثمار السابقة داليا خورشيد، وهي أيضا زوجة محافظ البنك المركزي المصري طارق عامر.
ولم تكن الطريقة التي ظهرت بها مجموعة “إيغل كابيتال” فريدة في سوق الإعلام المصري في عهد السيسي، فقد بدأ استحواذ رجال مقربين منه على وسائل الإعلام التي كانت مملوكة لرجال نظام حسني مبارك.
فدخلت شركة “دي ميديا” -التي يملكها طارق إسماعيل ذو الصلة بالمخابرات الحربية- الساحة الإعلامية، واستولت بسرعة على قنوات تلفزيونية من بينها مجموعة قنوات “الناس”. كما أطلقت “راديو 9090 الإذاعي” وموقع “مبتدأ” الإلكتروني، إضافة إلى شبكة قنوات “دي.أم.سي”.
دعاية للسفاح
ويتعرض المشاهد يوميا لأكثر من 16 ساعة من برامج “التوك شو”، وهو ما يعادل 480 ساعة بث شهريا، تغطي وقت الذروة من الساعة السادسة مساء إلى الواحدة ليلا.
ويخصص مقدمو هذه البرامج أغلب ساعات ظهورهم للحديث الإيجابي عن النظام، وتفسير كل الأحداث لصالح الرئيس السيسي، كما يتبارون في تكرار الجمل التي ترد على لسانه في أي خطاب.
وشهدت الأشهر الماضية سلسلة من المستبعدين من الإعلاميين والصحفيين، وكان من أبرز تلك الأذرع لميس الحديدي التي تمت الإطاحة بها من قناة “سي بي سي”، ويوسف الحسيني، كما شملت قائمة الاستغناءات “أماني الخياط”، حيث قرر إعلام المصريين في مايو الماضي إيقاف برنامجها “بين السطور”.
وشملت القائمة معتز عبد الفتاح، والذي تم الاستغناء عنه منتصف أبريل الماضي من قناة ON live، و“تامر عبد المنعم” والذي توقف عن الظهور على قناة “العاصمة” من خلال برنامجه “العاصمة” مع تعيين ياسر سليم رئيسا لمجلس إدارة القناة، بالإضافة إلى توقف برنامج “خالد أبو بكر” والذي كان قد تعاقد مع شركة “تواصل” المالكة لشبكة تلفزيون “الحياة” للمشاركة في تقديم برنامج “الحياة اليوم” مع تامر أمين، في 10 مارس الماضي، إلا أنه مع تعيين ياسر سليم رئيسًا لمجلس الإدارة للشبكة، تقرر إيقاف البرنامج والاستغناء عنه.
وضمت القائمة “رانيا بدوي” التي توقف ظهورها على الشاشة منذ أن أقالتها شبكة ON، بعد حلقة واحدة شاركت فيها في برنامج “كل يوم”، إلى جانب مقدمه عمرو أديب، وذلك بعدما هاجمت داليا خورشيد، وزيرة استثمار الانقلاب آنذاك، ووصفتها بأنها أسوأ وزيرة في مصر، بالإضافة إلى “خالد صلاح” والذي لم يقدم أي برامج منذ أن أعلنت شبكة تلفزيون “النهار” عن عدم تجديد تعاقدها معه، في يناير الماضي.
رأس السيسي
وأفسحت سيطرة المخابرات على القنوات المحلية والفضائيات الساحة لمن يرغب فى التطبيل، حيث كشفت التقارير الرسمية أنها تأتي ضمن سياسة العسكر للسيطرة على كافة الصحف والقنوات والمواقع الإلكترونية؛ حتى لا يكون هناك صوت فوق صوتهم، وكان آخر مظاهر تلك السيطرة استحواذ المخابرات على قناة CBC، والتي لم تكن الأولى من نوعها، بل سبقه استحواذها على شبكة تلفزيون “الحياة”؛ وتضم مجموعة “إعلام المصريين” فى مجال الفضائيات شبكة قنوات ON، والتي تضم قنوات ON E وON Live و ON Sport، و ON Drama.
ولم يتبق على الساحة سوى “توفيق عكاشة” وبقايا “وائل الإبراشي”، فضلا عن أكاذيب المخبر الإعلامي أحمد موسى بعد ابتعاد عمرو أديب عن الساحة الإعلامية التي كانت في حوزة المخابرات.