الرسالة البارزة التي حملها مؤتمر الأزهر لنصرة القدس كانت الدعوة لزيارة القدس التي رفع رايتها محمود عباس ابو مازن “رئيس” السلطة الفلسطينية وصمت عنها شيخ الأزهر بتوجيه من “ابوظبي” ودعم من “الرياض” مباشر وغير مباشر.
فالكاتب السعودي جمال خاشقجي “رآها بعضهم تستحق الدعم، منذ فترة وناشطون عرب وأتراك وأوروبيون وأمريكيون مسلمون يقومون بذلك، حان الوقت ان نزور القدس وندعم اَهلها وصمودهم”.
وسبق لأمين عام منظمة العالم الإسلامي، إياد مدني، الذي سبق وسخر من ثلاجة السيسي الفارغة إلا من المياه 10 سنوات، أن دعا المسلمين لزيارة القدس، واعتبرها سعوديون دعوة إلى التطبيع وأمرا كان بخانة المحرمات.
فيما قال الكاتب السعودي محمد الخالد: “حلمي هو زيارة #القدس ولا أنكر ذلك على الإطلاق وصرحت به مرارًا وتكرارًا، وهذه الأيام الرئيس الفلسطيني محمود عباس يدعونا لزيارة القدس لفتة ذكية من سياسي محنك .. هل ستصنع هذه الدعوة تغيرًا جذريًا في التعامل مع دولة #إسرائيل؟ أرجوكم لا تكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم”.
ولفت عبدالخالق عبدالله المستشار السياسي لمحمد بن زايد إلى افتتاحية رئيس تحرير “الاتحاد” محمد الحمادي والذي كتب صباح اليوم في صحيفة أبوظبي: “لو لم يخرج مؤتمر “نصرة القدس” الذي يعقد في القاهرة اليوم وغدا بغير الدعوة لزيارة القدس وإصدار فتوى بالسماح للمسلمين بالصلاة في المسجد الأقصى لكفى المؤتمر ولسجل نصراً كبيراً للقدس وللأقصى وللقضية الفلسطينية بمجملها”.
توجيه استباقي
وكأنما كان مقال محمد الحمادي “لماذا عزل المسلمون القدس واعتزلوها؟!”، توجيهًا استباقيًا للمؤتمر الذي يعقد تحت راية اتحاد حكماء المسلمين الذي يترأسه شيخ الأزهر، كواجهة لإملاء الأجندة الصهيونية غير البعيدة عن أجندة أبوظبي.
وغالط ألحمادي نفسه عندما كتب “..وكما يقولون إن أهل مكة أدرى بشعابها، فبلا شك إن أهل القدس أدرى بمصلحة مدينتهم المقدسة، ونحن نرى ونسمع كثيرًا من المقدسيين يتمنون أن ينتهي هذا الحظر على سفر المسلمين والعرب بالتحديد إلى القدس؛ وذلك بسبب فتاوى دينية سابقة ومواقف قومية متشددة، فمنذ أن ترك العرب القدس وتركوا المقدسيين وحيدين يواجهون المحتل الإسرائيلي لم يستفد من هذا الوضع غير الاحتلال الإسرائيلي الذي أحكم قبضته على المدينة التي يسيطر على أجزاء كبيرة منها يوماً بعد يوم”.
واستند في مقاله إلى فتوى شاذة من مجمع فقهي غيّر فتواه بشأن قيادة المرأة السعودية للسيارة فقال: “..فإننا بحاجة لتجاوز أي فتوى تمنع زيارة القدس، ونؤكد على فتوى مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي، وغيرها من الفتاوى والقرارات التي تقول (إن الحكم الشرعي للزيارة مندوب ومرغّب فيه) تأكيداً على الفتوى الصادرة عن المؤتمر الدولي “الطريق إلى القدس”الذي عقد بعمان الأردن 2014م.
طرد البحرينيين
ويغفل “الحمادي” –بتوصية من سيده محمد بن زايد- أن وزارة الأوقاف الفلسطينية، ودائرة اوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، والمواطنين المقدسيين طردوا الوفد البحريني من المسجد الأقصى في 10 ديسمبر الماضي.
وكانت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي كشفت إن وفدا بحرينيا يضم 24 شخصا من جمعية “هذه هي البحرين” يزور إسرائيل وبشكل علني للمرة الأولى.
كما يغفلون عن سؤال وزير الخارجية المصري السابق أحمد ماهر الذي قذفه المقدسيون بالأحذية والبيض لدى زيارته للقدس وأداء الصلاة فيه، وذلك على هامش مؤتمر تطبيعي مع العدو الصهيوني، فضلاً عن غفلتهم عن زيارة الشيخ علي جمعة للأٌقصى والقدس التي قال عنها إنها كانت “فقط نكاية في الإخوان المسلمين”.
فضلاً عن استغناء تواضروس الثاني عن منهج أباه شنودة في الاتفاق على عدم زيارة القدس والآن يزورون القدس والكنيسة الخاص بالأرثوذكس التي حصلوا عليها بدعم صهيوني من إحدى الكنائس الأوروبية، ويحج سنويا مئات المسيحيين المصريين إلى القدس.
فضلاً عن زيارة وفود إماراتية ثقافية واقتصادية للقدس والمسجد الأقصى، مع وعود من الصهاينة بعدم وضع “الختم” الصهيوني على جوازات السفر، وهو ما لم ينفذ.
الدولة العبرية
ودعا “عباس” العرب والمسلمين والمسيحيين الى زيارة المدينة المقدسة ردا على قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بها عاصمة لاسرائيل.
وقال عباس: “نتمنى عليكم ألا تتركونا وحدنا” بعد قرار ترامب، مضيفا ان “قدوم العرب والمسلمين والمسيحيين الى القدس، نصرة لها وحماية للمقدسات وليس تطبيعا مع الاحتلال”.
وباستثناء مصر والاردن اللتين وقعتا معاهدة سلام مع اسرائيل، لا تقيم الدول العربية علاقات مع الدولة العبرية وبالتالي لا يقوم مواطنوها باي زيارات لها.
وترفض الدول العربية اي شكل من اشكال التطبيع مع اسرائيل وخصوصا القيام باي زيارات اليها. وتقتضي زيارة القدس الحصول على تأشيرة دخول من اسرائيل وهو ما يعتبره العرب تطبيعا.
ولم يشر عباس في كلمته الى قرار واشنطن امس الاول الثلاثاء تجميد نصف الاموال المخصصة لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا).
من جهته القى شيخ الازهر احمد الطيب خطابا شديدة اللهجة لم يستخدم فيه كلمة اسرائيل على الاطلاق وانما اشار الى الدولة العبرية بـ “الكيان الصهيوني”.
واعتبر الطيب أن ما تشهده المنطقة من نزاعات قد تؤدي الى تقسيمها “وتعيين الكيان الصهيوني شرطيا على المنطقة”.
وطالب بصفة خاصة بـ”إعادة الوعي بالقدس والقضية الفلسطينية” في الدول العربية.
وانتقد المقررات والمناهج الدراسية العربية مؤكدا “لا يوجد مقرر واحد يخصص للتعريف بالقضية والقاء الضوء على ماضيها وحاضرها”.