لم ينس ثوار 25 يناير ميدان الحرية، المعروف باسم ميدان التحرير، ويجمع هؤلاء الثوار على أن “الثورة بدأت ولم تنته بعد لأن الفكرة لا تنتهي، فالطريق طويل ولن يقوم هذا الوطن بإنهاء حكم العسكر فقط، فمن المؤكد أن جسد هذا الوطن مليء بالأدران والأوساخ التي يجب تطهيرها”.
طمس هوية
فالنظام- بحسب محمد عبده- يحتل ميدان التحرير، في ظل ما قال إنه “تواصل الإجراءات الأمنية والتغييرات العمرانية بميدان التحرير، أيقونة ثورة 25 يناير 2011، ضمن مساعٍ لطمس الهوية والرمزية الثورية له في نفوس المصريين”.
وعبّر النشطاء عن دهشتهم من مدى الرعب الذي جعل الأمن يحاصر بكثافة الميادين، ويطلق المفرقعات احتفالًا باليوم البديل “عيد الشرطة”، ويقول أحمد عبد اللطيف تعليقًا على ذلك: “الشرطة بتحتفل بخيبتها في ميدان التحرير، وصوت المفرقعات واصل للبيت.. اتوكسوا يا موكوسين”.

ووصف الثوار مشاهداتهم من الميدان أمس، الذي وافق ذكرى الثورة. فيقول الشاعر والكاتب محمد الخطيري “مشيت من المظلات إلى شارع شبرا كاملا حتى رمسيس ثم إلى ميدان التحرير حوالى 30 كيلو متر.. الشعب خارج نطاق الخدمة.. مفيش حد نزل.. قعدت فى الميدان.. لسه راجع حالا.. الأمن منتشر بكثافة.. بعض العائلات بتتفسح وتتصور فى الميدان.. متشكرين يا شعب.. وآسف إنى شغلت نفسى بمصلحتك”.
وتذكرت “حور” كلمات الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، لدى سماعه من يقول “نجرب وميدان التحرير موجود”، فأجابه “أنت حالم أو واهم؛ لأن ساعتها مش هيبقى في ميدان تحرير أساسًا”. وأضاف “علي مزايا” تعليقا آخر قائلا: “تم القبض على ميدان التحرير وجارٍ البحث عن متظاهرين”!.
أما يوميات حساب “واكد” أو “January 25” فقال: “رحت النهاردة الظهر أقعد على قهوة فى وسط البلد جنب ميدان التحرير، لقيت الأمن قافل كل القهاوى لدواعٍ أمنية! رغم كل القسوة والعنف اللى بيعامل بها السيسي الشعب، إلا أنه مرعوب من ذكرى #jan25!. تحية لشهداء الثورة ولكل من شارك فيها، ولكل من يؤمن بها حتى الآن”. وكتب “واحد من الناس”: “الجيش واقف فى ميدان التحرير على ما عجين الكعك يخمر”.

وقال محمد مجدي: “#السيسى من فرط رعبه من ذكرى #ثورة_25_يناير حوّل القاهرة إلى ثكنة عسكرية.. الدبابات والمدرعات وحتى القوات الخاصة موجودة لمنع حدوث مظاهرات، وجدير بالذكر أن الجنرال المذعور فاز بنسبه ٩٧٪ فى الانتخابات”!.
فضلا عن تعليقات مع صور الانتشار الأمني منتشرة مثل “بعودة الأيام” و”فريق المرعوبين”، و”سلطة الانقلاب تكثف الانتشار الأمني في ذكرى 25 يناير لترهيب الشعب”!.
استعراض قوة
وكشف حجم القوة المستخدمة عن خوف سلطة الانقلاب من أي تحركات مضادة في ذكرى 25 يناير، دفعها إلى تكثيف أمنى كبير للجيش والشرطة والقوات الخاصة في الميادين، واستعراض لأسلحة ومدرعات قوات الأمن وتخويف الشعب من التظاهر.
وشهدت الميادين والشوارع الكبرى في عدة محافظات حول الجمهورية، أمس الجمعة، انتشارا أمنيا مكثفا من قوات الأمن، وذلك بعدما ظهر رجال الأمن مدعومين بسيارات التدخل السريع وتم توزيعهم على الميادين الكبرى وحول المناطق الحيوية في كافة المحافظات خلال الساعات الماضية.
كما كثفت داخلية الانقلاب الإجراءات الأمنية بمحيط المنشآت الحيوية، كالمواقع الشرطية والسفارات والبنوك ودور العبادة، والمناطق الحدودية والأكمنة والطرق الرئيسية والسريعة بالعاصمة.