كشف استطلاع جديد للرأي أجراه "منتدى الشرق الأوسط" وهو مركز تفكير يهودي أمريكي أن 70% من الصهاينة يؤيدون سحق الفلسطينيين، ما يكشف حجم الانتشار الكبير لأفكار التطرف والعنصرية وتبني مواقف شديدة الكراهية والعداء للفلسطينيين والتحريض على ارتكاب جرائم حرب بحقهم.
ومن النتائج الكاشفة كذلك في استطلاع الرأي الذي تم الإعلان عن نتائجه أمس الأحد، أن 79% من اليهود في إسرائيل يرون أن سلوك المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين يدلل على أنها "خائفة جدا"، مما يجعلها لا تميل إلى استخدام الجهد الحربي ضدهم.
وأشارت نتائج الاستطلاع، الني نشرتها صحيفة "هارتس" إلى أن 82% من اليهود يرون أن السياسة التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية تجاه حركة "حماس" "متساهلة جدا"؛ في حين يعتقد 82% منهم أن السبب الرئيس وراء تواصل الصراع يتمثل في عدم استعداد الفلسطينيين للاعتراف بإسرائيل. ويرى 76% أنه يتوجب عدم إجراء أية مفاوضات مع الفلسطينيين قبل اعترافهم بإسرائيل.
وبحسب نتائج الاستطلاع فقد وافق 70% من اليهود على الرأي القائل بأنه يتوجب على إسرائيل الكف عن ممارسة استراتيجية "إدارة الصراع" في مواجهة الفلسطينيين والتوجه لحسمه بشكل نهائي والانتصار فيه. وتدل النتائج على أن 25% من اليهود فقط يؤيدون حل الدولتين، كمسار لإنهاء الصراع.

وفي سياق تعليقه، يرى روغل ألفر، المعلق في "هارتس" أن نتائج الاستطلاع تنسجم مع الواقع السياسي السائد في إسرائيل خلال السنوات الأخيرة. وأنها تمثل دليلاً قويا على أن اليسار الإسرائيلي قد لفظ أنفاسه ولم يعد قائما وأن أية إجراءات يمكن أن تقدم عليها الأحزاب والحركات اليسارية لن تغير هذا الواقع.
واعتبر المعلق الإسرائيلي أن نتائج الاستطلاع تدل على أن "تحميل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المسؤولية عن التطرف الذي تتسم به الساحة الحزبية تضليل"، مشيرا إلى أن هذا التطرف يعود بشكل أساس إلى التحولات التي طرأت على المجتمع الإسرائيلي نفسه.
ونبه إلى أن التحذيرات التي يطلقها الجنرالات ورؤساء هيئة الأركان وقادة جهازي المخابرات الداخلية "الشاباك" و"الموساد"، من مخاطر عدم حل الصراع لا تؤثر على توجهات الجمهور اليهودي، مشيراً إلى أن هذا الجمهور معني بانتهاج سياسات "بربرية ضد الفلسطينيين تقوم على الأذى والقمع" بحسب ترجمة الباحث المتخصص في الشأن العبري الدكتور صالح النعامي.
ولفت المصدر نفسه إلى أن قادة المعارضة الإسرائيلية الذين يعون طابع التوجهات المتطرفة للجمهور اليهودي عمدوا إلى دغدغة عواطفه عبر الإشارة إلى سجلهم في مجال قتل الفلسطينيين، مشيراً إلى أن بني غانز، زعيم تحالف "أزرق أبيض" المعارض يحرص على تذكير اليهود بأنه كرئيس هيئة أركان قتل الكثير من الغزيين خلال حرب 2014 ودمر منازلهم.
وحذر ألفر من أن نتائج استطلاع الرأي تدل على أن القيادات الإسرائيلية في سعيها لاسترضاء الجمهور اليهودي لن تتردد في المستقبل في ارتكاب المزيد من جرائم الحرب، مشيراً إلى أن هذا الجمهور يعتبر الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة في 2014 مظهر من مظاهر الضعف على الرغم من أنها أسفرت عن مقتل أكثر من ألفي فلسطيني وجرح آلاف آخرين وتدمير آلاف المنازل.
وشدد على أن نتائج استطلاع الرأي "تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأنه حتى لو تم رفع الحصانة عن نتنياهو بسبب قضايا الفساد، فإن إسرائيل لن تتحول إلى دولة قانون، على اعتبار أنه لا يمكن أن تقوم مثل هذه الدولة في حال أبدى قادتها الاستعداد لتنفيذ جرائم حرب ضد الإنسانية فقط لمجرد استرضاء جمهور الناخبين".
