أكدت روسيا عدم رغبتها في محاربة أي دولة، وحرصها على التعاون مع تركيا لمحاربة ما سمته “الإرهاب في سوريا” .
من جانبها أكدت أنقرة أنه لا مشكلة لديها مع موسكو في سوريا، وأنها تسعى لحمل دمشق على إنهاء المجازر، يأتي هذا قبيل قمة روسية تركية مرتقبة الخميس بشأن إدلب.
ما هي الرسائل التي تريد موسكو وأنقرة توجيهها بشأن إدلب قبل أيام من قمة بوتين وأردوغان المرتقبة في موسكو؟ وما مدى نجاعة التعويل على هذه القمة في التوصل إلى تفاهمات تنهي الأزمة في شمال غرب سوريا؟
وبحسب تقرير بثته قناة الجزيرة، فعلى وقع تصعيد عسكري كبير بين القوات الحكومية والمعارضة السورية شمال غربي سوريا، أعلن الجانبان الروسي والتركي عن قمة مرتقبة بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان في موسكو يوم الخميس المقبل.
استبق الطرفان القمة بتأكيد حرصهما على تجنب المواجهة في سوريا مع تشديد كل طرف على التمسك بمواقفه مما يجري، فموسكو التي جددت حرصها على التعاون مع أنقرة في سوريا لم تفوت الفرصة على تأكيد دعمها في المقابل على ما سمته حق الجيش السوري في مواجهة الإرهابيين في إدلب، في حين صرحت تركيا بأن سلوك دروب دبلوماسية لن يثنها عن المضي قدما في عملياتها العسكرية في سوريا.
لم يختلف أحد مع الناطق باسم الكرملين حين قال: إن مباحثات بوتين وأردوغان المرتقبة الخميس بشأن إدلب لن تكون سهلة، فقد تباينت بوضوح مصالح حليفي اتفاق سوتشي مع بدء عمليات النظام السوري على إدلب.
بدا ذلك جليًّا يوم 27 فبراير الماضي، حين قُتل 33 جنديًّا في هجوم استهدف موكبهم، يومها اتضح أن كل شيء ليس تحت السيطرة كما تردد موسكو دائما، وهو ما قد يفسر أيضا قبولها عقد قمة مع تركيا في هذا التوقيت.
حرص الناطق باسم الكرملين ديمتري بسكوف على القول، في معرض إعلانه عن قمة الخميس، إن بلاده متمسكة بدعم نظام الأسد في مواصلة القتال ضد من سماهم الإرهابيين، مضيفا أن موسكو تولي أهمية كبرى للتعاون مع الشركاء الأتراك في سوريا.
ويبدو أن تصريح الكرملين هذا يرسم الإطار العام لحدود ما قد تفضي إليه مباحثات بوتين وأردوغان المرتقبة، وهي بذلك لا تسهم في توضيح ملامح اليوم التالي في إدلب بقدر ما تزيده غموضا، ومع ذلك يراهن مراقبون على قدرة الرجلين على التوصل إلى تفاهمات لخفض التوتر، حتى إذا كان من المرجح خرقها عقب ذلك وفي المراوحة بين الصدام أحيانا والتقارب أحيانا أخرى، يزداد خطر المواجهة باضطراد، مع إعلان روسيا أنها لم تعد تضمن حماية الطيران التركي في سوريا.
موسكو تعلم أيضا أن التعجيل بانتصار نهائي لبشار الأسد في إدلب سيكون الضربة القاضية لشراكتها مع أنقرة، وهي التي ما فتئت تعلن تمسكها بهذه الشراكة وحاجتها إليها، كما أنه سيشكل ضربة قاضية لاتفاق سوتشي وأيضا أستانة المبرم في عام 2017، مع كل من أنقرة وإيران.