“أنا سينجل”.. إعلام العسكر يتجاهل كورونا وسد النهضة ويتفرغ لحل أزمة راقصة!

- ‎فيتقارير

بدلًا من التفكير وعقد الندوات وورش العمل واستضافة المتخصصين لحل كوارث سد النهضة وكورونا وأزمة السيول، أفردت صحف ومواقع العسكر مساحتها الإعلامية للراقصات يتحدثنّ عن مشاكلهن، وعزمهن مواصلة الكفاح والنجاح في تدمير أخلاق المصريين.

وعلى صحيفة “اليوم السابع” وجريدة “الجمهورية” و”الوطن” و”المصري اليوم”، عبّرت الراقصة الروسية “جوهرة” عن استيائها الشديد لما تداوله البعض عن خطوبتها من مطرب المهرجانات عمر كمال، وأكدت أنها لم ترتبط مطلقًا بأى شخص، خاصة أنها تسعى حاليًا لحل أزمتها الأخيرة!.

وفي تصريحات حصرية لـ”اليوم السابع”، وثيقة الصلة بالمخابرات العامة، قالت “جوهرة”: إن مسألة ارتباطها غير واردة حاليًا، مشيرة إلى أنها تفكر في عملها فقط، وتسعى حاليًا لاستعادة مكانتها في الرقص الاستعراضي بعد فترة غياب.

ممنوع!

ولا حديث في مصر يعلو فوق أزمة فشل مفاوضات سد النهضة، والمخاوف المشروعة من انتشار فيروس كورونا، وهو ما أثار تساؤلات لدى المواطنين حول دور برلمان الدم في هذين الملفين، لا سيما أن رئيس المجلس وأعضاءه يتجنبون الحديث عنهما تماما، على الرغم من الاختصاصات الدستورية الممنوحة للسلطة التشريعية في مساءلة حكومة الانقلاب، وارتباط الملفين بصحة وحياة جميع المصريين.

وكشفت مصادر في برلمان الدم عن أن رئيس المجلس، علي عبد العال، أعطى تعليمات لرؤساء لجان العلاقات الخارجية والشئون الإفريقية والشئون الصحية في البرلمان، بعدم الدعوة إلى اجتماعات من شأنها مناقشة أيّ من الملفين، أو طلب استدعاء الوزراء المختصين أو أيّ من ممثلي حكومة الانقلاب، للرد على الأسئلة أو طلبات الإحاطة أو البيانات العاجلة التي تقدم بها النواب بشأنهما.

وأفادت مصادر بأن هناك حالة من الغضب المكتوم بين أعضاء هذه اللجان، خصوصا أن المواطنين يلقون باللوم عليهم في دوائرهم، على خلفية تجاهلهم الملفات المهمة التي تشغل الرأي العام، وتركيزهم على قضايا أخرى فرعية وغير مهمة للمواطن عوضا عنها، بما يؤثر سلبا على فرص النواب في انتخابات برلمان الدم المرتقبة نهاية العام.

وأضافت المصادر أن وفدا مصغرا من لجنة الشئون الصحية التقى عبد العال، للمطالبة بموافقته على عقد اجتماع للجنة هذا الأسبوع، لاستعراض إجراءات وزارة الصحة في حكومة الانقلاب، والخاصة بمواجهة فيروس كورونا، وإصدار اللجنة لتوصياتها في هذا الشأن، غير أن الأخير رفض الموافقة على عقد الاجتماع بحجة سفر الوزيرة هالة زايد إلى الصين، وانشغال قيادات وزارة الانقلاب في المتابعة الميدانية للحالات المشتبه في إصابتها.

الراقصات أولًا!

وبحسب المصادر، فقد جدد عبد العال مطالبته للجنتي العلاقات الخارجية والشئون الإفريقية، بعدم التطرق لأزمة سد النهضة على الإطلاق، سواء من قريب أو بعيد، وهو ما يُشكل مخالفة صريحة للائحة برلمان الدم، لما يمثله هذا الموضوع من اختصاص أصيل للجنتين، مشيرة إلى أن لجنة الشئون الإفريقية استحدثت داخل برلمان الدم، في عام 2016، لبحث ملف سد النهضة على وجه التحديد.

ورفض “عبد العال”، ويمثل أحد أذرع السفيه السيسي، مناقشة أزمة كورونا أو ملف سد النهضة، بإيعاز من الأمين العام لبرلمان الدم، المستشار المنتدب من مجلس الدولة محمود فوزي، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ المجالس النيابية، التي جرى العرف فيها على استعراض الملفات ذات الأولوية للمواطن، ولو عن طريق عقد اجتماعات “صورية” للخروج بتوصيات “شكلية”.

وأضاف المصدر أن برلمان الدم يملك كافة الصلاحيات الدستورية لاستعراض أي أزمة تهم الرأي العام، حتى لا يكون منفصلا عن الواقع وما يجري في الشارع، مستطردًا أن دعوة الخبراء والمختصين من الحكومة أو الأكاديميين، لبحث تطورات مفاوضات سد النهضة، أو إجراءات القضاء على فيروس كورونا، هو أقل ما يفعله أعضاء برلمان الدم “حفظا لماء الوجه” أمام الناخبين!.

وبخصوص أزمة الراقصة “جوهرة” التي قدمها العسكر على أزمة سد النهضة وفيروس كورونا، يقول الفنان المعارض وجدي العربي: إن العسكر منذ استولوا على السلطة في مصر وهم يعتمدون بشكل أساسي على الفن من أجل السيطرة على مشاعر وعقول ووجدان وتوجهات الشعب المصري، مستغلين زيادة نسبة الأمية بين أبنائه، لتمكنهم من السيطرة على المجتمع، وتقديس العسكر، وتمجيد الاستبداد بقوالب فنية متعددة.

وأبدى العربي استغرابه من الفنانين الذين كانوا يتشدقون بالكلام عن الحرية والديمقراطية والعدالة، ثم انقلبوا على مبادئهم ووقفوا إلى جانب الانقلاب الدموي على الرئيس الشهيد محمد مرسي.

وعلل العربي مواقف الفنانين الانقلابيين، بالإضافة إلى رموز الأزهر والكنيسة والرياضة والجامعات والسياسة، بأن مخابرات العسكر قد تمتلك لهم سيديهات فاضحة تهددهم بها، مستدركا بأنه لا يمكنه أن يثبت ذلك ما لم يسمع بأذنيه، أو يرى بعينيه.