في جمهورية الانحلال العسكري لا شيء بات مستغربًا، بعدما أصبحت الأخلاق هدفا للرمي بالرصاص، وأُغلقت المساجد بدعوى مكافحة كورونا، بينما تركت الأستوديوهات مفتوحة على مصراعيها لتصوير مسلسلات وأفلام إفساد شهر رمضان الكريم، وبما أن الحال هكذا خرجت دِيدان الحرام ترعى وتأكل من خشاش العسكر.
فتاة تدعى “حنين حسام” فتحت ماخورًا لممارسة الدعارة على برنامج “تيك توك”، وبكل جرأة، ولأنها تعلم أنها في مأمن من العقاب، أطلقت دعوة لكل فتاة وسيدة مصرية، للدخول على قناة قامت بتدشينها خصيصا لغرض البث المباشر طوال 24 ساعة، من داخل غرف النوم والبيوت ومن وراء الآباء والأمهات، مقابل راتب يبدأ من 35 دولارا ويصل إلى 3000 دولار.
خدوا بالكم من بناتكم
لم تتحرك داخلية الانقلاب للقبض على الفتاة “حنين”، ولم يقم أي محامٍ من أتباع الجهات السيادية برفع أي قضية ضدها، مما أثار نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، ولو كانت “حنين” قد خرجت تنتقد عصابة العسكر أو تشتكي من القمع والغلاء، لتم محاصرة بيتها واعتقالها والحكم عليها بسنوات من السجن، مثلما حدث لأكثر من فتاة آخرهم آية كمال الدين، والتي قامت بالإبلاغ عنها الممثلة الكومبارس بدرية طلبة.
تقول الناشطة نسرين محمود: “طب انتى رخصية وتبيعى نفسك عشان الفلوس. عاوزة كل البنات تعمل زيك ليه. وكمان بتختارهم صغيرين. عشان اللعب فى الدماغ أسهل.. يا جماعة خدوا بالكم من بناتكم، فين الدور الرقابى للدولة يتدخل”.
وتسبّبت جائحة وباء كورونا في إلزام الملايين حول العالم بالمكوث في البيت، وذلك بعد تصدر حملات التوعية بشأن الحجر المنزلي لمنع تفشي وباء كورونا القاتل، قبل فرض حظر التجوال إجباريًا في العديد من دول العالم، أدى ذلك إلى انتشار مجانين الشهر مثل حنين محمد الشهيرة بـ”هرم مصر الرابع” .
وشرع ملايين المواطنين حول العالم في قضاء أوقاتهم خلال الحجر المنزلي عبر ممارسة العديد من الهوايات والأعمال المهمة، فيما ذهب آخرون إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل أكبر، إذ أعلن كثيرون للعامة كيف يقضون أوقاتهم في الحجر المنزلي؟ وذلك عبر تصوير مقاطع فيديو قصيرة ومشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي مثلما حدث مع حنين.
وعبر استخدام تطبيق الفيديوهات الشهير TikTok عرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي “حنين حسام”، حيث بدأت من خلاله صناعة عشرات الفيديوهات المركبة على مقاطع غنائية أو تمثيلية، بهدف لفت الأنظار والانتباه إليها، فيما قام العديد من الشباب المراهقين بتداول مقاطعها، الأمر الذي جعلها خلال الأيام الماضية يحتل صدارة مواقع التواصل الاجتماعي.
يقول الناشط أحمد محمود: “الموضوع ده منتشر من زمان فيه شركات أجنبية بتديره، وللأسف بنات من جميع الدول العربية بلا استثناء.. اللهم الطف بنا واسترها على ولايانا”.
تطرف السيسي
دعاوى الفجور تأتي في سياق ما أعلنه السفيه السيسي من محاربته للدين، وفي أول حوار صحفي له مع الواشنطن بوست، بعد مرور شهر واحد على انقلابه العسكري، أكد جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي للصحفية أنه ما قدم إلى الحكم إلا لإجهاض المشروع الإسلامي الذي أراده الرئيس “محمد مرسي”، حيث قال نصا: “لو كان الانقلاب عليه لفشله، كنا صبرنا عليه لانتهاء مدته، ولكنه أراد إحياء المشروع الإسلامي والخلافة”.
وبعد عام كامل من هذا الحوار، وفي لقاء له مع فضائية “العربية” ذات التوجه العلماني قال نصا: “لن يكون في مصر قيادات دينية ولن أسمح بذلك، فأنا المسئول عن الأخلاق والقيم والمبادئ”، ثم أكمل قائلا: “والدين أيضا”، وهنا قاطعته المذيعة متسائلة: “والدين أيضا؟!”، فأكد السيسي فكرته: “وعن الدين أيضا”.
لكنّه عاد في عام 2017 أكثر صراحة ووضوحا في تعامله مع الإسلام، حين صرح لشبكة “فوكس نيوز” الأمريكية المعروفة بتوجهاتها المتطرفة: أنه لا مكان للدين في الحياة السياسية بعهده.
لم تكن إذا تصريحات السفيه السيسي في ذكرى ميلاد الرسول الأعظم هذا العام 1440 هجريا 2018 ميلاديا، والتي أساء فيها للإسلام والمسلمين، وقلل من خطورة الدعوات للتخلي عن السنة النبوية، مختلفة عن سياق حرب بدأها مبكرا، ومبكرا للغاية، مع الخيوط الأولى لمؤامرته للاستيلاء على حكم مصر.
تصريحات السفيه السيسي صادمة وجارحة لمشاعر المسلمين في شتى بقاع الأرض، حيث اعتبر السيسي أن “اتباع سنة النبي- صلى الله عليه وسلم- مجرد أقوال لبعض الناس، والمشكلة تتمثل في القراءة الخاطئة لأصول الإسلام، قائلا: “يا ترى الذين كانوا يقولون لا نأخذ بسنة النبي- صلى الله عليه وسلم-، ونأخذ بالقرآن فقط، إساءتهم أكبر؟ أم الإساءة التي تورط فيها المسلمون بفهمهم الخاطئ ونشر التطرف في العالم كله؟”.