شاهد| حقيقة الموجة الثانية لكورونا.. وأسباب التحذيرات من تخفيف الحظر 

- ‎فيتقارير

تجاوز عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد عالميا 4 ملايين حالة، وعاد معدل الإصابات الجديدة في ألمانيا للتسارع مجددا بعد أيام قليلة من تقليل قيود التباعد الاجتماعي، ما أثار مخاوف من خروج الجائحة مجددًا عن حدود السيطرة .

وكانت المستشار أنجيلا ميركل قد رضخت لضغوط من قيادات الولايات الألمانية لعودة الحياة الاجتماعية وإنعاش الاقتصاد، وأعلنت الأربعاء الماضي عن إجراءات تشمل فتح المزيد من المتاجر وعودة الدراسة تدريجيا.

أما عربيا فما زالت أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد تواصل الارتفاع، ففي مصر سجلت 346 حالة جديدة و8 وفيات، ليبلغ إجمالي الحالات 9746 حالة وبلغت الوفيات 533 حالة وفاة، وسط نداءات بفرض حظر شامل لمدة أسبوعين .

عالم ما بعد كورونا

عند انتهاء جائحة كورونا ستنظر البشرية إلى العديد من البلدان على أنها فشلت، لا يهم ما إذا كان هذا الحكم عادلا بشكل موضوعي، فالحقيقة هي أن العالم لن يكون كما كان قبل كورونا، هذه كلمات هنري كسنجر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، الذي يقول إن الظروف الاستثنائية المصاحبة لفيروس كورونا استدعت إلى ذاكرته شعوره عندما كان جنديا في الحرب العالمية الثانية، حيث يطغى عليه حاليا الإحساس بالخطر من كل جانب، والذي لا يستهدف شخصا بعينه وإنما يضرب بشكل عشوائي ومدمر .

كلمات معبرة تصف الحالة التي يعيشها الآن، بعد أن حصد كورونا مئات الآلاف من الضحايا وملايين المصابين دون علاج ودون معرفة مصدر الفيروس أو تحجيم انتشاره.

صحيفة الجارديان نشرت مقالًا للمحرر الدبلوماسي باتريك ونتر، تساءل فيه: هل بدأت ردود فعل دول العالم على الجائحة تُحدث تغييرا في ميزان القوى بين الصين والغرب، بعد اتهام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبكين بأنها المتسبب الرئيس في وجود الفيروس؟ كما سلط الضوء على وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ما يحدث في العالم الآن بأنه حرب ضد عدو غير مرئي لا نعرف كيف ستكون النهاية ولا نتائجها.

ويرى الصحفي الفرنسي الشهير، بيير هارسكي، أن إرسال الصين مساعدات طبية إلى فرنسا وإيطاليا هي خطوات رمزية تؤكد تحولها إلى قوة عظمى حريصة على إظهار موقعها الدولي الجديد، من خلال المساعدات الإنسانية التي تقدمها للدول، وصربيا التي كانت تأمل لعقود أنها تُقبل كجزءٍ من الغرب أو حليفة لهم، فهي تعلن اليوم من خلال رئيسها ألكسندر فوتشيش عن إدراكهم بأن التضامن العالمي أمر غير موجود، والتضامن الأوروبي غير موجود، لقد كانت قصة خيالية على الورق، قبل أن يخاطب الصين واصفا إياها بالطرف الوحيد الذي يستطيع مساعدتنا في هذا الوضع الصعب.

مشاهد عديدة تؤكد لقادة العالم والدبلوماسيين ومحللي الجغرافيا السياسية، أنهم شهود على انبلاج عصر جديد بعينٍ على مكافحة الوباء، وأخرى على ما تخلفه هذه الأزمة من إرث للعالم قد يعيد تشكيل النظام العالمي كله من جديد.

موجة ثانية    

وقال الدكتور مصطفى جاويش، المسئول السابق بوزارة الصحة المصرية، إن تخفيف عدد من الدول الأوروبية من إجراءات الحظر لا يعني أنها تجاوزت المرحلة الصعبة، لكن في أوروبا هناك معادلة صعبة بين الاقتصاد والنمو الاقتصادي، وبين فرض الحظر ومنع انتشار الفيروس، لكن التجارب حتى الآن مقلقة وغير مبشرة .

وأضاف جاويش، في مداخلة هاتفية لبرنامج "ليالي وطن"، على قناة وطن، أن ألمانيا بدأت تتراجع عن تخفيف الحظر بعد عودة معدلات الإصابة للارتفاع، وهو ما دفع رئيس الوزراء البريطاني إلى الإعلان عن فك الحظر على 5 مراحل، وبالتالي يصبح الرهان الآن على سلوكيات المواطنين عن تطبيق الحظر، وهل يستجيب المواطنون إلى فكرة التباعد الاجتماعي ومنع العدوى الذاتية.

وأوضح جاويش أن رفع الحجر لا بد أن يكون وفق ضوابط وإجراءات وقائية، مؤكدا أن إنهاء الحظر مرهون بإنتاج لقاح أو مصل لفيروس كورونا، وهذا لن يحدث قبل بداية الشتاء المقبل، مضيفا أن سنغافورة بعد أن أعلنت خلو البلاد من الفيروس ورفعت إجراءات العزل سجلت 500 حالة في يوم واحد.

وأشار إلى أن الخبراء يتوقعون حدوث موجة ثانية من فيروس كورونا، على غرار ما حدث في الإنفلونزا الإسبانية عام 1918، حينما أعلن الخبراء انتهاء الوباء فوجئوا بموجة ثانية أشد ضراوة من الموجة الأولى، وتكرر الأمر عام 1957 أيضا مع الإنفلونزا الموسمية، وكذلك عام 1966، وفي عام 2009 بعد أن أعلن العالم عن تراجع إنفلونزا الخنازير فوجئنا بموجة ثانية في 2010 أشد من الموجة الأولى، وهذه قاعدة ثابتة في التاريخ الوبائي لكل الأمراض.