استولت قوات جيش السيسي على 37 مدرسة وحولتها إلى قواعد عسكرية، بينما دمرت عشرات المدارس الأخرى خلال حرب استمرت 10 سنوات مع المسلحين في سيناء ، حسبما وجدت منظمة حقوقية في تقييم أولي.
وفي تحقيق استمر شهورا تمت مشاركته مع صحيفة "الجارديان" قبل إصداره رسميا، اتهمت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان ومقرها المملكة المتحدة جيش السيسي بالمساس بحق الأطفال في التعليم خلال حملته ضد المسلحين في شمال سيناء.
وباستخدام صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو والصور وشهادات الشهود الذين يعيشون في المنطقة ذات الكثافة السكانية المنخفضة، وجدت المجموعة أن الجيش نفذ استهدافا غير ضروري لمدارس معينة، مما تسبب في صدمة على مستوى المجتمع.
وقال أحمد سالم، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة سيناء لحقوق الإنسان "تستخدم المدارس كقواعد لأنها غالبا ما تبنى بارتفاع طابقين أو ثلاثة طوابق، في حين أن معظم المباني في المنطقة من طابق واحد، إنه يمنح الجيش مكانا لوضع القناصة".
وقالت المنظمة إنها "وجدت أن 59 مدرسة دمرت في اشتباكات بين الجيش والمسلحين وأضافت أنه في ثلاث حالات هاجم متشددون مدارس أو دمروها، و إن الطلاب تركوا بدون تعليم وزادت الأمية".
منذ عام 2013 ، قاتلت سلطات الانقلاب تمردا مرتبطا بتنظيم الدولة الإسلامية في سيناء ، حيث نفذ المسلحون عشرات الهجمات على قوات الأمن والمدنيين، أعقب الصراع الثورة المصرية عام 2011، التي أطيح فيها بحسني مبارك، وعقب الانقلاب على حكومة الرئيس محمد مرسي.
لا يزال الجنرال عبد الفتاح السيسي، الذي نسق عملية الاستيلاء على السلطة، يحكم اليوم وكثف في السنوات الأخيرة الهجوم الواسع النطاق في شبه جزيرة سيناء الشاسعة.
وكان من الصعب تحديد حصيلة الصراع على المدنيين لأن العمليات كانت مخفية إلى حد كبير عن الجمهور، مع منع الصحفيين والمراقبين الخارجيين من دخول المنطقة، وتجنب العنف في الغالب المنتجعات السياحية في الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي قدمتها مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان مدارس ذات وجود عسكري، بما في ذلك بناء أبراج إذاعية وتحصينات، مثل الجدران المبنية من الطوب في المنطقة المحيطة.
وأظهرت صور لمدرسة المهدية الابتدائية المشتركة في منطقة رفح أن الأراضي الزراعية المحيطة بالمدرسة قد سويت بالأرض، بحسب مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، وأظهرت مقاطع فيديو تم التقاطها على مستوى الأرض أفرادا عسكريين وعربات مدرعة داخل المدرسة.
ونقلت المنظمة الحقوقية عن أب كان أطفاله يذهبون إلى المهدية، قوله إن "اثنين من أطفاله الثلاثة أنهيا تعليمهما منذ ذلك الحين لأن المدارس في مناطق أخرى غير مجهزة لتوفير أماكن إضافية" وقالت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان إن "حكومة السيسي فشلت في نقل الأطفال بشكل كاف بعد الاستيلاء على مدارسهم".
ودمرت مدرسة أخرى، هي مدرسة الشاطئ الابتدائية المشتركة في منطقة الشيخ زويد، تدميرا كاملا، وفقا لمقطع فيديو يظهر المبنى في حالة خراب.
وأظهر مقطع فيديو منفصل لجماعات مسلحة موالية للحكومة في سيناء مكاتب مكسورة وسبورة تضررت من الشظايا.
وفي حالات أخرى، وضع مسلحون عبوات ناسفة داخل المدارس لمنع الجيش من استخدامها، بحسب المنظمة.
واتهمت جماعات حقوقية حكومة السيسي والمسلحين بارتكاب جرائم خلال الأعمال العدائية في شمال سيناء التي يقطنها نحو نصف مليون شخص، سبق أن زعمت هيومن رايتس ووتش أن الأطراف المتحاربة انتهكت قوانين الحرب وارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان، كما زعمت أن قوات الأمن قتلت عشرات الإرهابيين المزعومين في عمليات قتل خارج نطاق القضاء.
وأدت مجموعة متزايدة من القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى إجماع على ضرورة حماية المدارس من الاستخدام العسكري أثناء النزاع المسلح.
وقالت المؤسسة إنها "أرسلت رسائل إلى وزير التربية والتعليم بحكومة السيسي، ورئيس لجنة التعليم في برلمان الانقلاب، ومحافظ شمال سيناء، ووكيل وزارة التربية والتعليم في شمال سيناء للتعليق على النتائج الأولية التي توصلت إليها، لكنها لم تتلق أي رد".
سبق أن زعمت حكومة السيسي في وسائل الإعلام المحلية أنها مولت بناء مدارس جديدة في شمال سيناء على مدى السنوات القليلة الماضية، تعارض مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان هذا، قائلة إن "96 مدرسة في شمال سيناء لا يمكن استخدامها وأن العديد من الأطفال المسجلين رسميا في المدارس هم في الواقع خارج التعليم، واتصلت صحيفة الجارديان بوزارة الخارجية بحكومة السيسي للتعليق".
https://www.theguardian.com/world/2023/mar/30/egyptian-army-has-turned-sinai-schools-into-military-bases-says-rights-group