سوريا في طريقها للاستقرار بعد تولي أحمد الشرع الرئاسة رسميا

- ‎فيعربي ودولي

أدى تعيين أحمد الشرع  رئيساً للمرحلة الانتقالية لسوريا، حلحلة كبيرة في السياسات الداخلية والخارجةـ حيث حلّ مجلس الشعب والفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية والجيش، كما حل حزب البعث الذي حكم البلاد على مدار خمسة عقود. أيضاً، أوقف الشرع العمل بالدستور السابق انتظاراً لإعلان دستوري مرتقب ليكون المرجع القانوني للبلاد في المرحلة الانتقالية، ومن المفترض أن تستمر المرحلة الانتقالية لأربع سنوات.

 

أما خارجيا فخبر إعلان تعيينه رئيسا، أدى لتسارع التهنئة والمباركات من العديد من الدول العربية والغربية، حيث كانت قطر أول المهنأين ورئيسها أول الزائرين بينما كانت السعودية أول المستقبلين له في أراضيها، كما أن أشد معارضيه الجنرال عبدالفتاح السيسي كان من أوائل المهنئين له بتوليه رئاسة سوريا.

 

صداقة السعودية

 

ووصل رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، الأحد، إلى السعودية في أول زيارة له خارج البلاد، الشرع الذي صرح سابقاً بأنه ولد في السعودية “حيث كان يعمل والده في ذلك الوقت، وعاش فيها لبضع سنوات في بداية حياته”، قال خلال مقابلة مع قناة العربية السعودية في ديسمبر 2024، إنه يتوقع أن يكون للسعودية “دور كبير جداً” في سوريا، حيث يمكن أن تستفيد من “فرص استثمارية كبرى” بعد سقوط حكم الأسد.

 

وقال “بالتأكيد السعودية سيكون لها دور كبير في مستقبل سوريا. الحالة التنموية التي نسعى إليها أيضا سيكون السعوديون أيضا شركاء فيها”.

 

ومنذ تسلم الشرع للمرحلة الانتقالية في سوريا، بدأت تحركات دبلوماسية سعودية. كما زار وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني السعودية مطلع شهر يناير 2025، كأول وجهة خارجية له بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

 

وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان كان قد زار دمشق أيضاً أواخر يناير، وأكد خلال زيارته وقوف بلاده إلى جانب الإدارة السورية الجديدة ودعمها في مسألة رفع العقوبات الغربية.

 

كما أطلق “مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية”، جسراً جوياً لدعم الشعب السوري الذي يعاني من تراجع الاقتصاد في بلاده.

 

وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، من أوائل القادة الذين هنأوا الشرع بهذه الخطوة، متمنين له “التوفيق والنجاح في قيادة بلدكم الشقيق نحو مستقبل مزدهر يحقق تطلعات الشعب السوري”.

 

الدول العربية التي سارعت بالتهنئة

 

يشار إلى أن الدول العربية التي هنأت الشرع بالرئاسة هي كل من السعودية وقطر والأردن والإمارات والبحرين ومصر والكويت وعمان ومجلس القيادة الرئاسي اليمني والسلطة الفلسطينية.

 

وفيما يتعلق بباقي الدول العربية، فلا تزال مواقف كل من تونس وليبيا والمغرب والسودان متوافقة مع بعضها ولم ترسل أي منها إلى الآن أي رسالة تهنئة للشرع.

موقف دول الجوار والصامتين

 

ولم ترسل العديد من الدول العربية، حتى اليوم الأحد رسائل تهنئة لأحمد الشرع بعد أن نصبته إدارة العمليات العسكرية رئيسا لسوريا في المرحلة الانتقالية، وذلك بعد مرور أكثر من أربعة أيام على تعيينه في هذا المنصب.

 

فيما يتعلق بدول جوار سوريا، وعلى عكس الأردن الذي سارع لتهنئة الشرع بعد ساعات من تسلمه منصبه، لم يتخذ كل من العراق ولبنان ذات الخطوة حتى الآن.

 

والمعروف أن العلاقات بين بغداد ودمشق تراجعت كثيرا بعد سقوط نظام بشار الأسد، حليف إيران، التي لا تزال تمتلك أوراق نفوذ في العراق تتمثل في الفصائل المسلحة الموالية لها.

 

كذلك هناك الإطار التنسيقي هو ائتلاف يضم في الغالب أحزابا سياسية شيعية متحالفة مع إيران، وهو الذي أوصل رئيس الوزراء العراقي الحالي محمد شياع السوداني إلى السلطة أواخر عام 2022.

 

وينطبق ذات الأمر على لبنان، حيث لا يزال حزب الله، حليف طهران، يحظى بنفوذ واسع، على الرغم من الضربات الموجعة التي تلقاها مؤخرا بمقتل العديد من كبار قادته، وعلى رأسهم أمينهم العام السابق حسن نصر الله على يد إسرائيل.

 

ولطالما كانت لسوريا اليد الطولى في الحياة السياسية في لبنان، إذ فرضت وصاية استمرت ثلاثة عقود وتحكمت بمفاصل الحياة السياسية، قبل سحب قواتها منه عام 2005 تحت ضغوط شعبية داخلية وأخرى دولية بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

 

ولم تتخذ الجزائر أيضا لغاية الآن أي خطوات تجاه السلطات الجديدة في سوريا ولم تبعث رسائل تهنئة لرئيسها الجديد أحمد الشرع.

 

وكانت الجزائر في صدارة الدول العربية القليلة التي تحفظت على قرار تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية أواخر نوفمبر 2011، وظلت متمسكة بمواقفها السياسية والديبلوماسية تجاه دمشق.

 

السيسي يهنئ الشرع بتوليه رئاسة سوريا

ومن جهته فإن عبدالفتاح السيسي الذي كان من أكبر داعمي بشار الأسد، وجه الجمعة تهنئة للرئيس السوري الجديد أحمد الشرع بمناسبة توليه المنصب، متمنيا له النجاح في تحقيق تطلعات الشعب السوري.

 

ونقل بيان للرئاسة المصرية على منصة “إكس” عن السيسي قوله “أتوجّه بالتهنئة للسيد أحمد الشرع لتولّيه منصب رئاسة الجمهورية العربية السورية خلال المرحلة الانتقالية” وأضاف “تمنياتي له بالنجاح في تحقيق تطلّعات الشعب السوري نحو مزيد من التقدم والازدهار.

 

والأربعاء الماضي، أعلنت الإدارة السورية الجديدة تعيين الشرع رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية، وذلك بعد أقلّ من شهرين على قيادته هجوما لفصائل معارضة أطاح بالرئيس بشار الأسد.

 

كما أعلن عن قرارات أخرى منها حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية القائمة في النظام المخلوع، ومجلس الشعب، وحزب البعث الذي حكم البلاد على مدى عقود، وإلغاء العمل بالدستور السابق.

 

يذكر أنه بعد 13 عاما من الحرب الدامية، تواجه سوريا التي كانت في عزلة دولية خلال عهد الأسد العديد من التحديات، من إعادة بناء مؤسسات الدولة، وإطلاق عجلة الإعمار، فضلا عن إعادة تأسيس البنى التحتية، والقوات المسلحة، وإعادة اللاجئين، والنهوض بالاقتصاد المتهالك، وغيرها الكثير.