أحرز لاعب الجمباز التركي ذو الأصول المصرية "آدم أصيل" الميدالية الذهبية للرجال للجمباز بالبطولة الأوروبية المقامة في ألمانيا، في وقت تظهر فيه المشكلة الحقيقية بالفساد داخل الاتحادات الرياضية في مصر والمحاباة، والدليل أن من يحصل على ميداليات من اللاعبين المصريين أغلبهم ينفق على تنمية نفسه للبطولات وفي الأولمبياد الأخير شاركت لاعبة الشيش، وهي حامل فلم يعد أمام اللاعبين إلى الهروب أو التجنس بجنسيات أخرى.
والتركي آدم أصيل لاعب الجمباز وصل للنهائي في الأولمبياد وأحز الميدالية الذهبية وهو المصري عبدالرحمن مجدي الزمزمي صاحب قصة هروبه الشهيرة 2018، وكان له تصريح شهير قال فيه: "كنت بقول للاتحاد المصري للجمباز عايز أكون بطل عالمي أولمبي كان الرد بيجيلي بهزار ويضحكوا عليا ويقولوا إحنا فين وهما فين ".
وفي 4 أغسطس 2024 ، أحرز "أصيل" ميدالية أولمبية بعد وصوله إلى نهائي الجمباز بأولمبياد باريس .
وشارك المصري عبدالرحمن مجدي باسم مصر من سنة 2011 وحتى 2017 وصاحب قصة هروبه الشهيرة لتركيا ثم غير اسمه إلى عبد الرحمن الجمل ثم إلى آدم أصيل.
وقال: "لقد غيرت بلدي لأصبح شيئا مهما للغاية في العالم، أريد أن يُعرف اسمي في جميع أنحاء العالم، هذا هو السبب في أنني غيرت اسمي، لأنني أردت أن أكون لاعب جمباز جديد للجميع".
وكانت إنجازا رياضيا له أحرزها 2022، حيث فاز ببطولة العالم في الجمباز، ومن ثم فاز ببطولة أوروبا في الجمباز، واقترب من ذهبية باريس وهو أعلى وسام رياضي في مجاله.
لواءات الأولمبية
وحصلت بعثة مصر في الولمبياد الأخير فقط على 3 ميداليات في بطولة باريس وكان حجم الانفاق نحو 1.25 مليار جنيه بعدما كان صدمة أن حجم الانفاق على البعثة و22 لعبة حجزت لعبتي سلاح الشيش والجمباز منها نحو 29 مليون جنيه في حين كانت لاعبة الشيش حامل في الشهر السابع.
وكانت أسماء المسؤولين عن الفشل في اولمبياد باريس رؤساء الاتحادات الرياضية التالية أسماؤهم.
اللواء شريف القماطي رئيس الاتحاد المصري للتجديف.
اللواء محمد محمود رئيس الاتحاد المصري للمصارعة.
اللواء حازم الدمهوجي رئيس الاتحاد المصري للخماسي الحديث.
اللواء حازم حسني رئيس الاتحاد المصري للرماية.
اللواء أيمن شويتة رئيس الاتحاد المصري لـ"الكانوي والكياك"
اللواء محمود بركات رئيس الاتحاد المصري للقوة.
وقال مراقبون إن 164 فرد لاعب مصري صرفت حكومة السيسي على ذمتهم هذه المبالغ الضخمة، ولإثبات الفساد كان الدعم مخيبا للآمال في أن تأتي نتيجة ذلك على الأقل نصفهم من ميداليات الذهب في حين لم تحقق سوى 3 ميداليات.
وأوضحت أنه لعسكرة الرياضة عواقب عدة ومخاطر جمة، تضاف على مخاطر عسكرة السياسة والاقتصاد والمجتمع.
وأشارت إلى أن السبب يكمن في أنه يقضي على أركان أساسية في الدولة، وفي مقدّمتها حكم القانون ودولة المؤسّسات، بشكل متدرّج وخفي، وفي صدارة هذه المؤسّسات الجيش والقضاء والإعلام والجامعات.
العسكرة أنماط
وأبانت الدراسة أن العسكرة ليست نمطا مصريا فقط، بل نهجا قمعيا في كثير من دول العالم، التي تتخاصم مع الديمقراطية، وتؤمن بالاستبداد والسلطوية، كما في الدول الشيوعية.
ولفتت إلى أنه في الانظمة الشمولية، كما في الصين وكوريا الشمالية و الاتحاد السوفييتي ودول شرق أوروبا وبعض دول أميركا الوسطى والجنوبية قبل انتقالها إلى الديمقراطية)، حيث تكون هناك علاقة مركّبة بين القوة والثقافة والعنف، والحفاظ على الأوضاع القائمة ومعادلات القوة والهيمنة والسيطرة يتم عن طريق العنف، والتلقين المذهبي واعتماد خطاب رسمي يقوم على قلب الحقائق وترويج عبارات وطنية زائفة أو الخطر الداهم.
إلا أن النمط المصري في العسكرة يختلف تماما عن تلك الدول، إذ تركز لعسكرة في دول العالم الشمولية زرع روح الوطنية والولاء بين الشباب، واحترام المؤسسات والدفاع عن الوطن، على عكس النهج المصري، الذي لا يستهدف إلا الإخضاع والبزنس المالي، وهو ما يكفّر الرياضيين والشباب بالوطن، وسيكون جل اهتمامهم هو الخروج منه.
أبرز التداعيات
وأوضحت الدراسة أن نتائج دخول العسكر المجال الرياضي، أنه جلب الكثير من المشاكل والأزمات، المؤثرة على مستقبل الأندية المصرية، بل بات بمثابة خطوة تنذر بنهاية أندية كبيرة وعريقة مثل الأهلي والزمالك، والتي ستجف مصادر دخلها الرئيسية والمتمثلة في بيع العضويات، بعد أن يتحول الدخل بالكامل إلى الكيان الجديد الذي لا يقبل أبدا أن يشاركه أحد في ولائمه، وليس ببعيد عنا ما حدث للقنوات الفضائية التي أصبحت خاوية على عروشها بمجرد أن قرر العسكر منافستها.
وأضافت أنه خطورة اتجاه العسكر الجديد في ضوء أزمات الرياضة المصرية، وضعف المردودات وتقليص الميزانيات من قبل الحكومة، وهو ما يجري التفكير فيه من قبل مستثمرين خليجيين وعرب، كما جرى بين تركي آل الشيخ ونادي نادي الأسيوطي سبورت وتغير اسمه لـ"الأهرام"، ثم أصبح بيراميدز.
وأكدت أن غالبية الأندية تعاني من نقص السيولة في ظل احتكار شركات تابعة للعسكر تحتكر سوق الإعلانات كشركة برزنتيشن، وهو ما يغير الخريطة الرياضية بمصر في الفترة المقبلة، بجانب سلسلة التغيرات الاجتماعية، واتجاه المجتمع المصري نحو الطبقية الاجتماعية، والاستقرار المجتمعي بالبلاد.
ولفتت إلى أنه مع سيادة العسكرة والفساد والتخبط في الأوساط الرياضية تتزايد حالات هجرة اللاعبين وهروبهم من البعثات لرياضية، بل والتجنّس بجنسيات مختلفة للعب باسم البلد الجديد.