علق رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس على حادث الدائري الإقليمي في المنوفية، محملا سائق التريلا مسؤولية الحادث، مشيرًا إلى أن إلقاء اللوم على وزير النقل الفريق كامل الوزير، "أمر غريب"؟!
وقال ساويرس عبر حسابه بمنصة "إكس": "عندما يقود سائق تريلا بلا رخصة ويتعاطى المخدرات ويتسبب في المأساة التي حدثت أليس هو المسؤول عن هذه الكارثة ووجب أن يحاكم؟ إن إلقاء اللوم على وزير النقل هو أمر غريب، لا بد من تشديد الرقابة على سائقي النقل ورخصهم في المقام الأول.".
وعلق على أحد متابعي رجل الأعمال عبر منصة إكس، على التغريدة إذ كاتب هل شركتك لها علاقة بالمشروع، هل شركة أوراسكوم لها علاقة بالمشروع، ما مدى المشاريع التي تنفذها أوراسكوم لوزارة النقل.
ورد ساويرس عليه كاتبًا: ليس لدى سهم واحد في شركة أوراسكوم للإنشاء!! فهي ملك لأخي وبالتالي لا أعرف، ولا علاقة برأيي في هذه الحادثة بذلك، لكني استنكر أن نترك الجاني الأصلي ونحول البوصلة إلى وزير النقل لأسباب لا أعلمها… وهو في رأيي من أكثر الوزراء اجتهادا وجدية في عمله.؟!
الصحفي حافظ الميرازي ردا على دفاع نجيب ساويرس عن كامل الوزير أمام اتهامه بالتقصير والمطالبة بخضوعه للمساءلة بسبب حادث المنوفية: "من المهم توسيع نطاق المحاسبة ليشمل شركة أوراسكوم التي هبطت الأرض في الجزء الذي نفذته من الطريق الإقليمي"
وإزاء طلب الميرازي كان رجل الأعمال نجيب ساويرس، صرح في مايو الماضي خلال مقابلة صحفية على هامش زيارته لجامعة هارفارد: "لازم نخرج الجيش من الاقتصاد، ده يخوف المستثمرين، الجيش مش وظيفته البيزنس، ولا بيدفع ضرائب ولا جمارك".
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يعبر فيها ساويرس عن رفضه لتوسع الجيش في النشاط الاقتصادي، إذ وجه نفس الانتقاد منذ أربعة أعوام، وذلك رغم أن وقتها كانت أعمال "ساويرس" تتزايد مع المؤسسة العسكرية عبر شركة أوراسكوم للإنشاءات، التي كان يمتلك نسبة 5.8% من أسهمها، قبل أن يبيعها لشقيقه ناصف ساويرس في نهاية عام 2024 (قبل أقل من 7 أشهر فقط)
ورصدت منصة (Saheeh Masr صحيح مصر) أبرز 14 مشروعًا (وليس حصر بالمشاريع) جمعت بين نجيب ساويرس والجيش، منهم 11 مشروعا في العاصمة الإدارية ومدينة العلمين الجديدة، ومحاولة دخول شراكة مع الجيش في حلايب وشلاتين.
وفي العام الماضي، وقبل أن يبيع "نجيب" حصته إلى أخيه ناصف ساويرس بنهاية ديسمبر الماضي، حققت شركة أوراسكوم للإنشاءات إيرادات بقيمة 3.25 مليارات دولار، وأرباح قبل خصم الضرائب بلغت 158.3 مليون دولار، وفقا للتقارير المالية الصادرة عن شركة أوراسكوم.
وحققت شركة أوراسكوم صافي أرباح خلال السنوات الخمس بين 2020 و2024 بقيمة 342.4 مليون دولار، أي ما يعادل 17.3 مليار جنيه، وقد حققت الشركة نحو نصف أرباحها من مشروعاتها داخل مصر، وفقا للتقارير المالية الصادرة عن الشركة.
وبعد خروج نجيب ساويرس من شركة أوراسكوم للإنشاءات، امتلك ناصف ساويرس النسبة الأكبر بحصة 42.36%، وسميح ساويرس بنسبة 12.5%..
أوراسكوم مع الجيش
وتشارك "أوراسكوم" في العديد من المشروعات التي تشرف عليها الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة، أو تعود ملكيتها بشكل مباشر للقوات المسلحة.
ومنذ تولي رئيس الانقلاب الحكم عام 2014، شاركت أوراسكوم في مشروع أنفاق بورسعيد، ويضم 3 أنفاق نفقين للسيارات ونفق للسكك الحديدية، بتكلفة بلغت نحو 4.2 مليارات دولار.
كما شاركت أوراسكوم في مشروع المتحف المصري الكبير، الذي تتجاوز تكلفته مليار دولار، وتشرف عليه أيضا الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وتبلغ المساحة الإجمالية للمتحف حوالي 117 فدانا، بإجمالي مساحة مبنية تبلغ نحو 167 ألف متر مربع، مقسمة بشكل رئيس إلى ثلاث فئات أساسية: "صالات العرض، مركز المؤتمرات، ومناطق المناظر الطبيعية والتجزئة التجارية والمطاعم"…
وفي العاصمة الإدارية، إذ يدخل الجيش شريكا في ملكيتها بنسبة 51% مع هيئة المجتمعات العمرانية، حازت أوراسكوم على 7 مشروعات، وفقًا للموقع الإلكتروني للشركة.
مشاريع العاصمة
وتضمنت قائمة مشروعات أوراسكوم في العاصمة:
"مبنى مجلس الوزراء الجديد، كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية، دار الأوبرا والمركز الثقافي الجديد، فندق الماسة، نادي الصيد الدولي، البنك المركزي المصري، عقدة الشبكة 1 (NN1)" ومحطة توليد الكهرباء بالعاصمة الإدارية بقدرة 4800 ميجاوات، بالشراكة مع شركة سيمنس الألمانية.
وحصلت أوراسكوم على 4 مشروعات في مدينة العلمين الجديدة من القوات المسلحة المالكة للمشروع، واشتملت المشروعات على: "أبراج العلمين، فندق الماسة بالعلمين، مدينة العلمين الجديدة (المرحلة الأولى)، محطة معالجة مياه الصرف الصحي في العلمين الجديدة".
وفي 2020، تفاوض رجل الأعمال نجيب ساويرس للحصول على نسبة 51% من شركة "شلاتين للثروة المعدنية"، وهي الشركة التي تمتلك القوات المسلحة نسبة 34% من أسهمها، و35% للهيئة العامة للثروة المعدنية، و24% لبنك الاستثمار القومي، و7% للشركة المصرية للثروات، وبعد عامين، توقفت تلك المفاوضات نهائيًا بعد عدم توصل الطرفين إلى اتفاق يُرضي كل الأطراف إلا أن شركة أوراسكوم تتعاون مع الجيش مباشرة.
مشروعات النقل
وتعاونت أوراسكوم مع مشروعات الحكومة الضخمة والنقل تحديدا بالشراكة مع كامل الوزير وحكومة السيسي، في مشروع قطار المونوريل، إذ تتولى شركة أوراسكوم تصميم وبناء جميع أعمال البنية التحتية للمشروع، بما في ذلك المحطات، وتمتلك المشروع وزارة النقل.
وحصلت أوراسكوم على دور في مشروع مترو القاهرة الكبرى في الخطوط الأربعة من خلال شراكة مع شركات فرنسية ومصرية، ويتبع المشروع الهيئة العامة للأنفاق. كما نفذت الشركة، بالشراكة مع سيمنس، مشروع إنشاء محطة توليد الكهرباء بالبرلس في 2018.
محطات الكهرباء والمياه
ونفذت أوراسكوم محطة كهرباء أسيوط الكهرومائية الجديدة بالتعاون مع شركتي فينسي والمقاولون العرب في 2018، فضلا عن مشروع إنشاء محطة معالجة مياه الصرف الصحي في أبي رواش لمصلحة هيئة مياه الشرب والصرف الصحي.
وحصلت أوراسكوم على عقود تنفيذ مزرعة رياح رأس غارب لمصلحة وزارة الكهرباء، وبموجب تلك العقود حصلت أوراسكوم على حصة 20% من المشروع، ونفذت الشركة، مع شركة جنرال إلكتريك، مشروع محطة كهرباء غرب دمياط في 2018، ويهدف المشروع إلى زيادة توليد الكهرباء بنحو 50% من إنتاج محطة غرب دمياط.
وحصلت أوراسكوم على مشروع لإنشاء منشأة بحرية لمصلحة شركة أنابيب البترول "سوميد" في 2017، ويهدف إلى تطوير وتشغيل محطة مركزية للمنتجات المكررة في العين السخنة.
كما حصلت على عقد الهندسة والتوريد والبناء لمصنع كيما أسوان، المملوك لشركة الصناعات الكيماوية الحكومية، في 2019.
ونفذت أوراسكوم مشروع إنشاء مراكز البيانات في العاصمة الإدارية الجديدة، حيث أنشأت مبنى متعدد الطوابق مخصصا لمركز البيانات وغرف الاتصالات.
وبرأي الأكاديمي رضوان جاب الله على (فيسبوك) أن ساويرس يمارس (الوطنية النفعية) وقال: ".. لا أرى أن ساويرس صار وطنيا بانتقاده الصريح لانخراط العسكر في الاقتصاد وتركهم لمهمتهم الأساسية.. وأن جرعة الوطنية صارت أكثر من أحمد موسى أو عكاشة أو لميس أو أديب أو محمد رمضان أو نادر بكار أو غيرهم، فهؤلاء انكشفوا من مجريات الأحداث ليسوا إلا أذرعا للدولة البوليسية الأمنية كل محدد له دور فتكون حبة الشجاعة مثل حبة الجبن مثل حبة الخداع مثل حبة الترامادول .. فهؤلاء بيادق سلطة يستخدمون ولا يقدحون من رؤوسهم بل من رأس سامسونج!".