بعد قصف الحوثيين لمنزله.. اتحاد علماء المسلمين و”إصلاح” اليمن ينعَون شهيد القرآن ” الحنتوس”

- ‎فيعربي ودولي

 

نعى نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ علي محمد الصلابي، في بيان نشره عبر صفحته على فيسبوك، الشعب اليمني والأمة الإسلامية في وفاة الشيخ الجليل صالح الحنتوس (رحمه الله). واعتبر أن مصاب الأمة عظيم برحيله، قائلاً:

"ودّعت الأمة الإسلامية واحدًا من رجالها الصادقين، ودعاتها العاملين، الشيخ الجليل صالح الحنتوس رحمه الله، الذي طالته الأيدي الغادرة والعصابات الإجرامية، إذ قامت بمحاصرة منزله وقتله، وحاصرت أسرته لمنع تشييعه بما يليق بمكانة هذا العالم الجليل.. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته".

وأوضح أن الشيخ صالح كان من أبرز معلمي القرآن الكريم في قرية البيضاء بمديرية السلفية بمحافظة ريمة، وقد قضى عمره في ميادين الدعوة والتعليم والإصلاح. وكان من القامات العلمية والخطابية التي أثّرت في الناس بقوة البيان وصدق الرسالة.

وأكد الصلابي أن وفاة الشيخ صالح الحنتوس كانت غيلة وغدرًا وظلمًا على أيدي العصابات الإجرامية، صباح الثلاثاء 8 محرم 1447هـ الموافق 1 يوليو 2025م، عن عمر يناهز 70 عامًا.

وكانت ميليشيا الحوثي قد هاجمت منزل الشيخ الحنتوس في مديرية السلفية بمحافظة ريمة بعد أيام من التطويق والحصار بمشاركة قوات عسكرية. ويأتي الهجوم بعد خمس سنوات من التضييق على الشيخ ومدرسته الشرعية لتحفيظ القرآن الكريم وعلوم الفقه الإسلامي، حيث أغلق المركز الذي كان يُديره، بهدف اعتقاله. وترددت أنباء عن إصابته بعد رفضه تسليم نفسه.

وقال شهود عيان إن الشيخ صالح الحنتوس دافع عن مسجده وبيته وزوجته وأولاده أمام هجوم عصابة الحوثي الإرهابية، التي أعلن بعض أفرادها أن مسجده "عدو"، وأنه "حلال الدم".

ونقل يمنيون مقطعًا صوتيًا لزوجة الشيخ، وهي محاصرة في منزلها برفقة زوجها ووالدتها التي تبلغ من العمر 90 عامًا، تطالب فيه بإنقاذهم من الهجوم الذي وصفته الميليشيا بأنه "للحفاظ على الأمن ومنع انقلاب مزعوم".

وُلد الشيخ صالح الحنتوس في محافظة ريمة اليمنية، وتولى سابقًا إدارة المعاهد العلمية قبل إلغائها، ليتفرغ لاحقًا لتأسيس دار لتحفيظ القرآن الكريم، احتضن فيها الأيتام والمحتاجين، ووفّر لهم مع زوجته التعليم والمأوى والكساء.

ومنذ ثمانينيات القرن الماضي، كرّس الشيخ حياته لتعليم القرآن كوسيلة لبناء الوعي والقيم، ما جعله هدفًا للحوثيين باعتباره رمزًا عصيًا على التطويع.

الشيخ السبعيني، المعروف بسيرته العلمية والاجتماعية، رفض الرضوخ لجماعة حاولت إخضاعه بذريعة "تحفيظ القرآن"، فقاومهم وحده، وبجانبه زوجته التي أصيبت بنيرانهم، بينما كانت تعبئ له الذخيرة.

ونقل آخرون تصريحًا للشيخ نفسه قبل استشهاده قال فيه:

"قصفونا داخل المسجد وحاولوا اغتيالي، والآن يهددون بقصف المنزل. إن شاء الله هي الشهادة، فمن قاتل دون عرضه أو ماله فهو شهيد".

نعي الإصلاح
قال نائب رئيس دائرة الإعلام والثقافة في التجمع اليمني للإصلاح، عدنان العديني، إن الشيخ الشهيد صالح الحنتوس الذي قتلته ميليشيا الحوثي الإرهابية بعد حصار وقصف منزله في محافظة ريمة، يمثل "جمهورية القيم" وليس "جمهورية الورق".

وأوضح العديني، في مقال نشره على منصة "إكس"، أن الشيخ ربّى أجيالًا من اليمنيين المؤمنين بأن السلطة ليست حقًا سلاليًا، وأن الإنسان يولد حرًا.

وأضاف أن إرسال جماعة الحوثي كتيبة كاملة لمواجهة شيخ مسن، اعتراف ضمني بأن الكهنوت ما زال مهزوزًا أمام فكرة الجمهورية والكلمة، مشددًا على أن بنادقهم لن تفلح في إسكات وصيته.

واعتبر العديني أن الشيخ حنتوس انتصر لأنه أعطى الجمهورية وجهها الحقيقي، مشيرًا إلى أن شهادته ليست وداعًا بل دعوة للعودة إلى أصل القضية.

وأكد أن الجمهورية هي خط الدفاع الأخير ضد الكهنوت، وأن صوت الشيخ أقوى من كتيبة ومن مشروع تدميري بأكمله، حتى لو تغطّى بفلسطين.

ردود فعل واسعة
قال المفكر السوداني د. تاج السر عثمان:

"انتقامًا من إسرائيل.. قتل الحوثيون معلمًا للقرآن في صنعاء!"

بينما كتب الداعية الشيخ د. محمد الصغير:

"حزن عميق أصاب الأمة الإسلامية وأدمى فؤادها بعد جريمة مقتل الشيخ صالح حنتوس شهيد القرآن.. اللهم ارحمه واغفر له وتقبله، واجعل دمه لعنة على من قتله. إنا لله وإنا إليه راجعون".

أما الشيخ المغربي الحسن بن علي الكتاني فقال:

"ما فعلته سلطات صنعاء من قتل الشيخ صالح الحنتوس وقتل أهله معه في مسجده ومدرسته أمر غير مقبول بتاتًا، ومخالف للسياسة الشرعية والحكم المرعية، حتى لو صدقنا روايتهم".