انهيار المنظومة التعليمية يكشف عن كوارث وجرائم ارتكبها نظام الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي فى حق مصر والمصريين ومن ضمن هذه الكوارث خضوع السيسي لإملاءات صندوق النقد والبنك الدولى بالغاء مجانية التعليم ما جعله يفتح الباب أمام القطاع الخاص للعمل فى مجال التعليم وإنشاء جامعات وكليات ومعاهد دون توافر المعايير والشروط المطلوبة .
فى هذا السياق وصل عدد كليات طب الأسنان فى الجامعات الحكومية وجامعة الأزهر الشريف وفقا لإحصائيات رسمية إلى19 كلية حكومية، بينما يبلغ عدد كليات طب الأسنان فى الجامعات الخاصة 17 كلية، وفى الجامعات الأهلية الجديدة حوالى 17 كلية أيضا، ليصبح إجمالي عدد كليات طب الأسنان حوالى 53 كلية، وبإضافة الجامعات الأهلية الجديدة يتجاوز عدد الكليات 80 كلية.
ووفقا لإحصائيات صادرة عن نقابة أطباء الأسنان، هناك 70 ألف طالب فى كليات طب الأسنان الحكومية والخاصة والأهلية فى مصر ، بالإضافة إلى 7 آلاف طالب يدرسون بالخارج.
هذه الأعداد الكبيرة تسببت فى خروج طب الأسنان من قائمة كليات القمة كما تسببت فى تراجع فرص العمل لخريجى طب الأسنان خاصة بعد الغاء التكليف
يشار إلى أن الحد الأدنى للقبول بكليات طب الأسنان، لطلاب شعبة علمى علوم العام الماضى 2024/2025، فى الجامعات الحكومية بلغ 92.8%، بينما بلغ الحد الأدنى للقبول بالجامعات الخاصة والأهلية لنفس العام، 78% إلى 77% حسب الجامعة.
تنسيق الجامعات
هذه التحديات التى تواجه كليات طب الأسنان وخريجيها فى زمن الانقلاب دفعت الدكتور وليد الديب نقيب أطباء الأسنان بالإسكندرية، إلى تحذير طلاب الثانوية العامة دفعة 2025، قبل انطلاق موسم تنسيق القبول بالجامعات،من الالتحاق بكليات طب الأسنان، وطالبهم فى حالة الإقبال على الالتحاق بإحدى كليات طب الأسنان بالجامعات الخاصة أو الأهلية أو أفرع الجامعات الدولية، بضرورة مراجعة نقابة أطباء الأسنان بالإسكندرية، للاستفسار وتوضيح أمور كثيرة متعلقة بهذا الشأن، حفاظا على مستقبلهم.
وكشف الديب فى تصريحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن خريجى كليات طب الأسنان بلا تدريب حقيقي، ولا فرص بالعيادات ولا تكليف، وبلا فرص للسفر للخارج، وبلا فرص للدراسات العليا، الأمر الذى استدعى أن يقوم النقيب العام لنقابة أطباء الأسنان بإحالته للتحقيق.
مهنة خربة
وأبدى الديب امتعاضه لإحالته للتحقيق وقال إنه لم يتوقع ذلك، ولكنه توقع أن تطلبه النقابة العامة لأطباء الأسنان، للاستماع لمقترحاته لتطوير وتحسين المهنة، والحفاظ على ما تبقى منها وعدم إهدار موارد دولة العسكر الاقتصادية، بسبب السياسات الخاطئة.
وأعرب عن إسفه لأن مهنة طبيب الأسنان أصبحت مهنة خربة، بسبب قبول أعداد رهيبة بكليات طب الأسنان لا تتناسب تماما مع سوق العمل بحانب عدم وجود أماكن بالدراسات العليا تتيح للخريج الحصول على ماجستير والسفر للخارج وعدم تكليف الدفعة الجديدة ٢٠٢٣ إلا بالاحتياج وعدم وجود أى فرص للخريجين الجدد بالعيادات الخاصة .
وكشف الديب عن تشغيل أطباء الأسنان فى أعمال إدارية وصلت إلى المطالبة بعملهم كأمناء مخازن ومسئولى دفتر الحضور والانصراف.
كليات جديدة
فى المقابل أكدت مصادر مطلعة توجه وزارة التعليم العالي بحكومة الانقلاب لتقليص أعداد الطلاب المقبولين في كليات طب الأسنان خلال العام الدراسي المقبل 2025/2026، وذلك في ظل الإقبال المتزايد على هذه الكليات مقارنة باحتياجات سوق العمل الفعلية.
وأوضحت المصادر، أن النقابة العامة لأطباء الأسنان خاطبت الوزارة في إبريل الماضي، مطالبة بوقف إنشاء كليات جديدة لطب الأسنان، وتقليل أعداد المقبولين سنويًا، مع ضرورة الالتزام بالمعايير الدولية في القبول.
وأشارت النقابة إلى أن الجامعات الأمريكية لا تستوعب أكثر من 50 طالبًا في كل دفعة، بينما يتجاوز عدد خريجي دفعة واحدة في مصر 12 ألف طبيب سنويًا.
وأكدت المصادر، أن الكثير من كليات طب الأسنان، بالجامعات الخاصة، لا تمتلك مستشفيات جامعية للأسنان، ما يؤدى إلى ضعف التدريب السريري، كما أن بعض الكليات تعتمد على التعاقد مع مراكز خاصة أو وحدات خارجية لإتمام التدريب، وهو ما يقلل من كفاءة خريجيها مقارنة بالكليات العريقة بالجامعات الحكومية.
