في الذكرى الـ12 للمجزرة والـ5 لاستشهاده.. د. عصام العريان: الاعتصام كان سلميًا والفض جريمة مروعة

- ‎فيتقارير

 

ارتبط الدكتور عصام العريان بقدر الله بذكرى رابعة أولا بإعلانه لمحكمة الإنقلاب وقضاة المشانق، قبل 4 سنوات من وفاته في السجن (بعد حكم بالإعدام بحقه في قضية فض رابعة العدوية) أن الاعتصام كان سلميا والفض جريمة مروعة وذلك في 12 أغسطس 2017.

وتحل في الـ 13 أغسطس ذكري استشهاد الدكتور عصام العريان الخامسة نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور سعد الكتاتني، وعضو مكتب الارشاد السابق في جماعة الإخوان المسلمين وأصغر برلماني مصري، ومستشار رئيس الجمهورية ورفيق درب الرئيس الشهيد محمد مرسي رحمه الله.

"رابعة" مجزرة

وطالب العريان رحمة الله عليه بالتحقيق في فض الاعتصام خلال جلسة محاكمته التي عقدت في ذلك اليوم من 2017 وقال القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين، عصام العريان، إن "الفض الأمني لاعتصامي رابعة، والنهضة، مجزرة"، مطالبا بفتح تحقيق بشأنها.

 

جاء ذلك خلال نظر محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، في قضية "فض اعتصام رابعة"، المتهم فيها عدد من قيادات الإخوان.

 

ومن بين المتهمين المرشد العام لـ"جماعة الإخوان المسلمين" الدكتور محمد بديع، وأسامة، نجل محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في مصر، والدكتور محمد البلتاجي والدكتور اسامة ياسين والدكتور عبدالرحمن البر و737 آخرين.

وقال العريان، في كلمة سمحت بها هيئة المحكمة إن "ما حدث في رابعة مجزرة لم يشهدها تاريخ مصر". مطالبا باستدعاء 3 مسئولين هم عدلي منصور، "الرئيس" المصري السابق المؤقت، ورئيس الوزراء الأسبق، حازم الببلاوي، ومحمد البرادعي، نائب منصور وقتها لـ"سؤالهم بشأن الأحداث".

 

فيما وجهت النيابة للمتهمين في تلك القضية تهما بينها "تدبير تجمهر مسلح، والاشتراك فيه بميدان رابعة العدوية وقطع الطرق، والقتل العمد مع سبق الإصرار للمواطنين وقوات الشرطة المكلفة بفض تجمهرهم، وتعمد تعطيل سير وسائل النقل"، وهي التهم التي ينفيها المتهمون.

 

استشفاف مبكر للمؤامرة

وفي يناير من ذلك العام، كان للدكتور العريان رأي في المؤامرة التي تُحاك باستخدام الجيش محذرا من أنه "إذا لم يكمل مرسي مدته فلن يكمل أي رئيس آخر مدته" في تصريحات صحفية نقلته عنها الأناضول.
 

وقال نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الحاكم، في تصريح خاص لـ"الأناضول": إن "الانقلاب على الديمقراطية وأدواتها في خصومة سياسية يهدد التحول الديمقراطي في مصر بشكل عام".

 

قال عصام العريان، إنه "من حق أي مصري أن يتظاهر سلميًّا للتعبير عن رأيه، وليس من حق أي جهة أو حزب أو قوى سياسية منع المصريين من هذا الحق".

 

واستدرك "لكن الأمر هنا يتعلق باحترام مبادئ الديمقراطية، فالانقلاب على الديمقراطية وأدواتها في خصومة سياسية يهدد التحول الديمقراطي في مصر بشكل عام، ويؤثر بالضرورة على أي خطوة قادمة، بما في ذلك استقرار أي رئيس جديد في منصبه".

 

ونفى القيادي الإخواني وجود تهديد حقيقي لبقاء مرسي في منصبه، قائلاً "لا يوجد تهديد حقيقي لاستمرار الرئيس، فالتهديد الحقيقي يتمثل في الانقلابات العسكرية أو السخط الشعبي العام، وليس بسلوك بعض المعارضة لسبيل غير ديمقراطي للتعبير عن مواقفها".

 

وردًا على سؤاله عما إذا كان خرق حظر التجول في مدن القناة لا يعبّر عن سخط شعبي عام، أجاب "بالطبع لا.. فدائما لا يلتزم المصريون بحظر التجول".

 

ورأى العريان أن "المشهد يتجه لانفراجة، ودليل ذلك تصاعد العنف في الاحتجاجات، والذي يثبت أن من يسلكه قلة لا تمثل تيارًا أو غضبًا شعبيًّا عامًا، لأن المصريين بطبعهم يرفضون العنف، كما شاهدنا في ثورة 25 يناير التي التزمت السلمية رغم كل ما تعرّض له الثوار من عنف واستهداف".

 

وشهدت مصر على مدار خمسة أيام موجة عنف احتجاجية في عدة محافظات أبرزها العاصمة القاهرة، ومدن قناة السويس (بورسعيد – الإسماعيلية – السويس)، سقط فيها 51 قتيلاً بينهم رجلا شرطة.

 

وكانت لجنة الحوار الوطني قد شكّلت لجنة مصغرة للتفاوض مع جبهة الإنقاذ المعارضة وإقناعها بالمشاركة في جلساته، إلا أن الجبهة لم تتخذ "موقفًا معلنًا" بالمشاركة في الحوار من عدمها بحسب ما صرّح به عضو الجبهة محمد أبو الغار في وقت سابق.

 

 

العريان يحترم المشاركة المنضبطة

وناقشت مؤسسة الرئاسة المصرية مع قوى وأحزاب سياسية المواد المقترح تعديلها في الدستور الجديد الذي أقرّ في 25 ديسمبر 2012، لكن "جبهة الإنقاذ" قاطعت الجولات الست للحوار الوطني الذي بدأ في الأول من ديسمبر2012، بزعم أنها لا تعتبره "حوارًا فعليًّا قائمًا".

وانتخب مرسي رئيسًا لمصر صيف 2012 لفترة تمتد لأربع سنوات، وقدم الدكتور عصام العريان استقالته من منصبه كمستشار للرئيس للشئون السياسية "بهدف إرساء مبدأ الفصل بين السلطات" بعدما تولى رئاسة الكتلة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة في مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان والمسئول عن التشريع في ذلك الوقت بعدما هدم المجلس الأعلى للقوات المسلحة مجلس الشعب بقرار أودعوه درج المحكمة الدستورية بحسب ما كشف كمال الجنروري في تهديده للدكتور الكتاتني).

وفي 7 يناير من 2013 أعلن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية في مصر، د.ياسر علي أنه تم قبول استقالة عصام العريان

وسبب د.عصام العريان الاستقالة في بيان أشار "لانشغاله الشديد بمهمته كرئيس للهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة، ولتضارب المصالح بعد إقرار الدستور الجديد، حيث لا يجوز بموجب نصوصه أن أجمع بين موقعين؛ أحدهما في سلطة التشريع والآخر في السلطة التنفيذية".

وقرر الرئيس الشهيد د. محمد مرسي المضي قدما في الدعوة لانتخابات برلمانية جديدة عوضا عما دمره طنطاوي وعصابة العسكر، فاعتبر حزب الحرية والعدالة الإسلامي الحاكم في مصر، أن دعوات قيادات معارضة لمقاطعة الانتخابات البرلمانية التي كانت مقررة في الأسبوع الأخير من شهر أبريل 2013 "لن تجد أي صدى في الشارع"، مؤكدا أن المشاركة في هذه الانتخابات "هي التي تحدد شرعيتها".

 

وانتقد عصام العريان نائب رئيس الحرية والعدالة ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب الدعوات للمقاطعة. وقال في تصريحات صحفية "الهروب من الاختبار الشعبي ﻻ يعنى سوى أن البعض يريد تولى سلطة تنفيذية دون تفويض ديمقراطي".

 

وأضاف "منذ اندﻻع الثورة يفرض أشخاص، لهم كل التقدير، أنفسهم على الساحة السياسية، إما أعضاء في مجلس رئاسي، أو رؤساء لحكومة إنقاذ، ولم نعرف عنهم أنهم خاضوا طوال حياتهم أي انتخابات أو تعرضوا ﻻختبار جاد".

 

وكان محمد البرادعي رئيس حزب الدستور الليبرالي وأحد أقطاب المعارضة في مصر قد دعا إلى مقاطعة الانتخابات المقبلة لفضح ما وصفها بـ"الديمقراطية المزيفة" كما أعلن "التيار الشعبي" الذي يضم أحزابًا يسارية وناصرية بقيادة المعارض حمدين صباحي مقاطعة الانتخابات في ظل ما وصفه بـ"النظام القمعي".

تربص الإمارات

كما يُنسب للدكتور عصام العريان لهجته الحازمة تجاه التدخل الإماراتي في مصر وعلى مستوى دعم الانقلابيين لإيقاع مصر، والذي انكشف بوقوع الإنقلاب، وكان له تصريح شهير نقله شاب هاو مجال الإعلام صور بكاميراته د. عصام العريان على درجة قريبة جدا منها، وهو يتحدث مع عمرو موسى عن الإمارات بشكل التلميح وعن أحلامهم بإخراج مبارك من خلال وساطة وزير خارجية المخلوع عمرو موسى.

وأذيع الفيديو على (أون تي في) قناة ساويرس شريك الإمارات في 24 أكتوبر 2012م بعد 3 شهور من تولي الرئيس مرسي الحكم ، وشوهد د. العريان يقول لعمرو موسى "قول لحبايبك يبطلوا لعب". وقل لهم "كمان ثلاث أرباع الفلوس عندهم في البنك الوطني (بنك الإمارات الوطني) وأضاف، "قول لهم ينسوا إن مبارك حيطلع… وواحد من الشيوخ قال لي ده زي أبويا ..تحبس أبويا ..".
 

https://www.google.com/url?sa=t&source=web&rct=j&opi=89978449&url=https://www.youtube.com/watch%3Fv%3DnfG8Lc-Xhuc&ved=2ahUKEwj_nPC0xYiPAxXSlP0HHQo-KcsQtwJ6BAgSEAI&usg=AOvVaw1LTH8Rycw4kLnVgTX9-MoJ

الفيديو المتداول يكشف أن مؤامرات الإمارات كانت عند "العريان" وبالتالي كانت عند جماعة الإخوان المسلمين، وأن تطورها اتضح من تحذيره من الانقلابات لإسقاط الرئيس.

وفي مثل هذا اليوم، 13 أغسطس 2020، أي منذ 5 سنوات، توفي المعتقل الدكتور "عصام العريان" أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين، بعد قتل بطيء استمر لمدة 7 سنوات داخل سجن العقرب منذ اعتقاله وحتى وفاته.

 

وكان قد صرح أكثر من مرة في جلسات المحاكمات بمحاولة النظام قتله بالبطيء ومنع أبسط حقوقه الشخصية عنه كأدوات النظافة الشخصية والحلاقة وغيرها، بالإضافة إلى إصابته بالتهاب الكبد الوبائي أثناء فترة اعتقاله، ومنع الأدوية والعلاج عنه.

 

وحُكِمَ عليه في عدة قضايا بالإعدام والمؤبد وأحكامًا أخرى بلغت 23 عامًا.

 

تُوفي في محبسه بسجن العقرب عن عمر ناهز 66 عامًا قضاها بمسيرة سياسية حافلة بين جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة ومجلس الشعب.