بعد تحذيرات شيخ الأزهر …هل تواجه حكومة الانقلاب غول المدارس الدولية ؟

- ‎فيتقارير

 

 

آثارت تحذيرات الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر من توجه وزارة تعليم الانقلاب إلى التوسع فى نشر المدارس الدولية فى البلاد رغم خطورتها على الهوية الثقافية المصرية ردود فعل مؤيدة من جانب خبراء التربية 

وأكد الخبراء أن بعض المدارس الدولية أصبحت تقدم ثقافة موازية قد تتناقض مع ما يدرس فى المنظومة المصرية، ما قد يؤدى إلى نشوء أجيال بلا انتماء واضح أو مرجعية ثقافية راسخة .

وطالبوا حكومة الانقلاب بوقفة حاسمة إزاء هذه المدارس وضبط اداءها بالتزامن مع اصلاح المنظومة التعليمية الحكومية التى تعانى من الانهيار فى الوقت الحالى .

 

كان الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قد وجه رسالة مباشرة إلى محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم بحكومة الانقلاب أعرب فيها عن قلقه من الانجراف المتسارع نحو المدارس الأجنبية والدولية، معتبراً أن هذا التوجه لم يعد خياراً تعليمياً بل تهديداً مباشراً لهوية الأجيال القادمة، ما يتطلب وقفة حاسمة لإعادة الاعتبار للمدرسة الحكومية ودورها فى تشكيل الوعى الوطنى.

 

تحول مقلق

 

وقال الإمام الأكبر خلال لقاء جمعه بعدد من قيادات التعليم، إن هناك تحولاً مجتمعياً مقلقاً يتمثل فى اتجاه كثير من العائلات، خاصة من النخب والطبقات الوسطى، نحو المدارس الدولية، على حساب التعليم الوطنى الذى طالما كان عماد بناء الشخصية المصرية.

وحذر من أن استمرار هذا الميل قد يفرز جيلاً مفصولاً عن جذوره الثقافية والدينية، تربى على مناهج لا تنتمى إلى بيئته، ولا تعكس قيمه أو تاريخه.

وشدد شيخ الأزهر على ضرورة مراجعة دور المدرسة الحكومية وإعادة الهيبة إلى المعلم والمؤسسة التعليمية، مؤكداً أن التعليم ليس مجرد تلقين، بل هو أداة لترسيخ الانتماء وتعزيز الهوية، وأن غياب اللغة العربية والدين عن كثير من المدارس الدولية بات أمراً مقلقاً لا يمكن السكوت عنه.

وأشار إلى أن بعض المناهج الأجنبية قد تحمل رسائل غير محايدة، تروج بلباس علمى، لكنها فى جوهرها تسهم فى تغريب الطلاب عن ثقافتهم، داعياً إلى فرض رقابة واضحة على مضمون هذه المناهج، وربطها بمرجعية وطنية تضمن احترام الخصوصية الثقافية والدينية للمجتمع المصرى.

 

التعليم الحكومى

 

من جانبه، قال الدكتور حاتم علام، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، إن تصريحات الإمام الأكبر تمثل جرس إنذار حقيقياً، مشيراً إلى أن هروب الأسر من التعليم الحكومى يعود إلى تراجع مستواه، سواء من حيث البنية التحتية أو كفاءة المعلمين والمحتوى الدراسى .

وأكد علام فى تصريحات صحفية أن هذا التراجع هو ما دفع العديد من الأسر إلى البحث عن بدائل أكثر تنظيماً، حتى لو كانت على حساب القيم الأصيلة.

 

المعلم

 

فى السياق ذاته، أكدت أستاذة الإعلام التربوى الدكتورة منى الحديدى، أن أزمة التعليم تبدأ من المعلم، الذى فقد خلال العقود الأخيرة كثيراً من مكانته الاجتماعية، ما انعكس على أدائه ودوره فى العملية التعليمية.

وشددت منى الحديدى فى تصريحات صحفية على أهمية الاستثمار فى المعلم من خلال تحسين دخله وتدريبه باستمرار على الأساليب الحديثة، ليكون قادراً على المنافسة داخل سوق التعليم.

 

ثقافة موازية

 

فى المقابل قال خبير سياسات التعليم الدكتور مجدى الغزالى، ان المشكلة لا تكمن فى تعدد نظم التعليم، بل فى غياب رؤية موحدة تضمن غرس القيم والثوابت الوطنية داخل كل مؤسسة تعليمية، بصرف النظر عن مرجعيتها أو لغتها.

وأشار الغزالى فى تصريحات صحفية إلى أن بعض المدارس الدولية أصبحت تقدم ثقافة موازية قد تتناقض تماماً مع ما يدرس فى المنظومة المصرية، ما قد يؤدى إلى نشوء أجيال بلا انتماء واضح أو مرجعية ثقافية راسخة.