بعد إعلان المجاعة فى القطاع…هل يتحرك الحكام الخونة لإنقاذ أهالى غزة من الموت ؟

- ‎فيعربي ودولي

 

 

 

 

عقب إعلان الأمم المتحدة رسميا للمرة الأولى تفشي المجاعة في قطاع غزة، ثارت تساءلات على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعى لماذا لا يعمل الحكام الخونة على انقاذ أهالى غزة من الموت ؟ ولماذا لا تتحرك أموال الدول الغنية فى الخليج إلى هذا الاتجاه؟ وهل لو كانت مثل هذه الأزمة فى أمريكا أو أوروبا لكانت دول الخليج ستلتزم هذا الصمت المخزى ازائها ؟

 

كانت منظمة الصحة العالمية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) قد أصدرت بيانا مشتركا بجنيف أكدت فيه أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة عالقون في مجاعة. 

وطالبت المنظمات دولة الاحتلال بضمان توفر الغذاء والإمدادات الطبية لسكان غزة دون عوائق للحد من الوفيات الناجمة عن الجوع وسوء التغذية. 

وأضافت أن عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص الغذاء في قطاع غزة تضاعف 3 مرات، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار. 

وفي السياق، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن المجاعة تنتشر في جميع أنحاء قطاع غزة، وقالت إنها المرة الأولى التي ترصد فيها تفشي المجاعة في الشرق الأوسط. 

وبالتزامن مع البيان الأممي المشترك، أصدر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مبادرة عالمية متخصصة في قياس الأمن الغذائي وسوء التغذية، تقريرا قال فيه إن المجاعة تتفشى في محافظة غزة. 

وأضاف أن أكثر من نصف مليون شخص بغزة يواجهون ظروفا تتسم بالجوع والعوز والموت، متوقعا أن تمتد المجاعة إلى دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بنهاية الشهر الحالي، وشدد على ضرورة وقف المجاعة في غزة بأي ثمن مؤكدا أن سوء التغذية الحاد سيتفاقم بسرعة في القطاع حتى يونيو2026. 

 

تحرك فوري

 

من جانبها أعلنت حركة حماس، أنّ إعلان المجاعة في غزة وصمة عار على الاحتلال وداعميه. 

وقالت حماس فى بيان لها إنّ إعلان المجاعة في غزة يفرض تحركا فوريا لوقف الحرب وفتح المعابر. 

وأشارت إلى أنّ إعلان المجاعة في غزة شهادة دامغة على جريمة الاحتلال بحق أكثر من مليوني فلسطيني محاصر.  

ودعت حماس، إلى تحرك فوري للأمم المتحدة ومجلس الأمن لوقف الحرب ورفع الحصار عن قطاع غزة. 

 

كارثة من صنع الإنسان

 

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن المجاعة في غزة كارثة من صنع الإنسان مشيرًا إلى أن التجويع في القطاع لا يمكن أن يمر دون عقاب. 

ووصف جوتيريش، عبر منصة "إكس"، التجويع في غزة بأنه كارثة من صنع الإنسان، وفشل للإنسانية نفسها، لافتًا إلى أن الفلسطينيين وأطفالهم يموتون جوعًا . 

وشدد على أن دولة الاحتلال لديها التزامات باعتبارها "قوة احتلال" بموجب القانون الدولي، بما يشمل ضمان الإمدادات الغذائية والطبية للسكان. 

ودعا جوتيريش إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، والإفراج الفوري عن جميع المحتجزين ، والوصول الكامل وغير المقيد للمساعدات الإنسانية. 

 

"محكوم عليهم بالموت"

 

وحذّر فيليب لازاريني المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن الأطفال الأكثر جوعًا في قطاع غزة محكوم عليهم بالموت، إن لم تصل إليهم المساعدات على وجه السرعة. 

وأكد لازاريني أن مستويات الجوع أكثر حدّة في الشمال، حيث مدينة غزة التي ما زال يسكنها نحو مليون شخص بحسب التقديرات، معلنا أن أنه سيتم نشر تقييم لحجم الجوع في القطاع المحاصر قريبًا .

وأشار إلى أن المراكز الصحية التابعة للأونروا شهدت ارتفاعًا بمعدل ستة أضعاف في عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد منذ مارس الماضي. 

 

سلاح إبادة

 

وقالت رتيبة النتشة، عضو هيئة العمل الأهلي الفلسطيني، إن سياسة التجويع التي يعاني منها قطاع غزة ليست وليدة اللحظة، بل هي أداة ممنهجة تستخدمها دولة الاحتلال كسلاح للعقاب الجماعي والإبادة، مؤكدة أن ملامحها برزت منذ الأيام الأولى للحرب وتفاقمت بشكل خطير خلال الأشهر الأخيرة. 

وأكدت "رتيبة النتشة" فى تصريحات صحفية، أن ما كان يدخل من مساعدات إنسانية للقطاع لا يتجاوز 10% من الاحتياجات الأساسية من الغذاء والدواء، وهو ما أدى إلى تدهور سريع في المؤشرات الصحية والمعيشية للسكان. 

وأشارت إلى أن النقص الحاد في الغذاء والدواء، بالتزامن مع عملية "جدعون 2" الصهيونية والحصار المشدد، أدى إلى ظهور حالات وفاة بسبب الجوع، لا سيما في مدينة غزة، التي يُتوقع الإعلان رسميًا عن وصولها إلى المستوى الخامس من المجاعة، وهو الأعلى عالميًا في تصنيف الأزمات الغذائية. 

وكشفت "رتيبة النتشة" أن نحو 50% من سكان القطاع غير قادرين على الحصول على وجبة واحدة يوميًا، بينما تؤكد تقارير أممية أن بعض العائلات لا تتمكن من تناول الطعام إلا مرة واحدة كل عدة أيام، في مشهد إنساني وصفته بـ "الكارثي وغير المسبوق منذ عقود". 

 

منطقة مجاعة

 

وأكد محمد أبو عفش، مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، أن القطاع يواجه فعليًا مرحلة مجاعة كارثية تهدد حياة مئات الآلاف من السكان، مشيرًا إلى أن الوضع الصحي والغذائي بلغ مستويات غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب اصهيونية. 

وقال "أبو عفش" فى تصريحات صحفية أن المؤسسات الطبية والإنسانية في القطاع طالبت مرارًا الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بإعلان غزة "منطقة مجاعة"، إلا أن الاستجابة ما زالت دون المستوى المطلوب. 

وكشف أن نحو 20% من السيدات الحوامل، أي ما يزيد عن 60 ألف سيدة، دخلن في مرحلة المجاعة من الدرجة الخامسة، وهي أخطر مراحل سوء التغذية.   

وأشار "أبو عفش"  إلى أن أكثر من 28 ألف طفل يواجهون المصير ذاته، وهو ما يهدد حياتهم ومستقبلهم بشكل مباشر. 

وأضاف أن كبار السن، الذين يعانون أصلًا من ظروف صحية حرجة، تُركوا بلا رعاية منذ بداية الحرب، في ظل غياب الأدوية والأغذية المناسبة وحتى المحاليل الطبية، لافتًا إلى الانهيار شبه الكامل للقدرة الاستيعابية للمستشفيات في غزة. 

وشدد "أبو عفش" على أن كل المؤشرات الطبية والإنسانية تؤكد أن غزة في مرحلة حرجة للغاية من المجاعة، مطالبًا الأمم المتحدة بإصدار إعلان واضح وصريح يعكس الواقع الميداني، بما يدفع الدول والمؤسسات الدولية إلى التدخل العاجل والفاعل لإنقاذ الأرواح.