في 31 أغسطس 2025، أبحر "أسطول الصمود العالمي" من برشلونة بإسبانيا، في أكبر محاولة تضامنية لكسر الحصار البحري "الإسرائيلي" عن غزة، ويضم الأسطول عشرات السفن والقوارب (أكثر من 50 حتى الآن)، تحمل مساعدات إنسانية وناشطين من 44 دولة، بما في ذلك نواب أوروبيين وشخصيات بارزة مثل الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ ورئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو.
ويهدف الأسطول إلى فتح ممر إنساني بحري لكسر الحصار الإسرائيلي المستمر منذ عام 2007، وتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية في غزة.
وقالت منصة الذكاء الاجتماعي (AI) إن تمرير أساطيل أو قوافل إلى غزة دون تنسيق دولي أو موافقة مصرية سيظل مستبعدًا إلى حد كبير. لكن الضغط الشعبي والميداني يمكن أن يعيد تحريك الملف ويؤدي إلى تسويات رمزية، مثل إدخال مساعدات أو زيارات محدودة.
استعدادات ومشاركة دولية واسعة
والتحضيرات التنظيمية شملت تدريب المشاركين على سيناريوهات مواجهة محتملة، وضمة جهود لوجستية واسعة تشمل تأهيل سفن، تجهيز الوقود والأعلام، وتبني السلامة النفسية والأمنية للمتضامنين.
وتم إغلاق باب التسجيل بعد وصول نحو 30,000 رغبة مشاركة من متطوعين حول العالم ويمكن أن يصل عدد السفن المشاركة بالأسطول إلى 70 سفينة حال انضمام قوافل جديدة من إيطاليا وتونس ودول أخرى، لينطلق تدريجيًا نحو غزة .
والمنظمون، ومن ضمنهم سيف أبو كشك، يؤكدون أن أي اعتراض من الناحية الإسرائيلية للأسطول – خصوصًا عبر استخدام القوة – سيُعد جريمة حرب. هم ينظمون هذا التحرك بسبب فشل الحكومات في الوقوف بجدية ضد الأوضاع الإنسانية في غزة .
وقالت غريتا ثونبرغ إن المهمة لا يجب أن تقع على عاتق الناشطين فقط—على السياسيين أن يتحركوا لمنع جرائم الحرب والإبادة الجماعية
اسطول عمر المخترا
ومن ليبيا يستعد الليبيون لإطلاق أسطول "عمر المختار" الذي يستعد للإبحار من إلى غزة في مهمة إنسانية جريئة لكسر الحــصار وإيصال المساعدات، بمشاركة رئيس وزراء ليبي سابق، وأطباء، وصحفيين، ومدافعين عن حقوق الإنسان من 40 دولة.
وبعدما تقاعست الحكومات، تحرك المجتمع المدني، حيث أن مهمة أسطول "عمر المختار" إنسانية جريئة لكسر الحصار وإيصال المساعدات، بمشاركة تعد امتدادًا لمبادرات سابقة كسرت الحصار، مثل القافلة الدولية عام 2009 وباخرة مرمرة عام 2010.
منذ عام 2007، حاولت عدة أساطيل دولية كسر الحصار المفروض على غزة، كان من أبرزها أسطول الحرية عام 2010 الذي شمل سفينة "مافي مرمرة" التركية، حيث قتل عدد من المتضامنين أثناء محاولة الجيش الإسرائيلي اعتراضها
في عام 2025، تم اعتراض سفن مثل: الضمير، الذي وقع استهدافه بصاروخ بعيد عن السواحل والمياه الدولية، وسفينة مادلين التي انطلقت من إيطاليا في يونيو، واعتُقل عليها الناشطون بمن فيهم غريتا ثونبرغ، قبل أن يتم اصطحابهم إلى ميناء أشدود "الإسرائيلي".
قوافل برية مثل "قافلة الصمود" (Soumoud Convoy):
وفي 9 يونيو 2025، انطلقت قافلة ضخمة من تونس بالسيارات والحافلات، تضم ما بين 1,000 إلى 1,500 ناشطًا من شمال إفريقيا (تونس، الجزائر، ليبيا، موريتانيا، المغرب)، في مبادرة رمزية لكسر الحصار المفروض على غزة.
ودخلت القافلة ليبيا عبر مدينة الزاوية، وتلقت الترحاب والدعم من المجتمع المحلي وبعض السلطات، قبل أن تُوقف من قبل قوات اللواء خليفة حفتر عند سرت، بسبب عدم توفر تصاريح رسمية.
واضطرت القافلة للانسحاب والتراجع إلى مصراتة بعد اعتقال ما بين 13 إلى 15 ناشطًا، ورفض السلطات الليبية الشرقية ومن ثم المصرية السماح لها بالاستمرار نحو غــزة عبر معبر رفح.
تحليل واقعي لاحتمال تمرير "أساطيل بحرية أو قوافل برية" إلى غزة، وخاصة تلك التي تنطلق من دول شمال إفريقيا، مثل ليبيا أو تونس.
ورصد الذكاء الاصطناعي العوامل التي قد تدفع باتجاه تمريرها:
الضغط الشعبي والإعلامي:
الدعم الشعبي الكبير في شمال إفريقيا لغزة قد يُحرج الأنظمة السياسية ويضغط عليها لتسهيل أو عدم منع مرور القوافل والأساطيل، خاصة في الدول التي تخشى الغضب الشعبي أو تعاني من هشاشة سياسية.
حسابات سياسية لبعض الحكومات:
بعض الجهات قد ترى في دعم القوافل فرصة لتحسين صورتها الإقليمية أو لتسجيل نقاط سياسية ضد خصومها، خاصة في ظل التوترات الإقليمية.
الدعم التركي أو الجزائري المحتمل:
تركيا لديها سجل في دعم أساطيل بحرية رمزية (مثل أسطول الحرية 2010)، وقد تكون طرفًا داعمًا لوجستيًا أو إعلاميًا.
الجزائر أبدت مواقف رسمية أكثر دعمًا لغزة مقارنة بدول عربية أخرى.
في أن العوامل التي قد تعيق تمرير القوافل أو الأساطيل:
الرفض المصري القاطع:
معبر رفح يظل الخنق الوحيد البري الممكن لغزة، وتتحكم فيه مصر. السلطات المصرية غالبًا ما ترفض مرور قوافل شعبية غير خاضعة للتنسيق الرسمي، خشيةً من الإحراج أو الفوضى.
ضغوط إسرائيلية وأمريكية:
إسرائيل تعتبر أي محاولة لكسر الحصار (حتى الرمزية) تهديدًا أمنيًا، وتضغط على الدول المجاورة (مصر، قبرص، اليونان) لمنع تحرّك تلك الأساطيل.
الولايات المتحدة غالبًا ما تواكب الموقف الإسرائيلي، وتحذر من “تسييس” الإغاثة أو “دعم كيانات مصنفة إرهابية”.
انقسام السلطة في ليبيا:
الصراع بين حكومة طرابلس وقوات حفتر يجعل تمرير أي قافلة مسألة أمنية وسياسية شائكة، كما رأينا مع قافلة "الصمود".
وقال إنه من غير المرجح أن يُسمح لأسطول بحري بالوصول لغزة فعليًا، سواء عبر مصر أو سواحل غزة المحاصرة. إن حدث، سيكون في شكل رمزي ويتعرض للاعتراض أو المنع، مضيفا أن هناك احتمال لعودة محاولات قوافل برية من تونس أو الجزائر مرورًا بليبيا، لكن من غير المرجح أن تسمح مصر لها بالعبور إلى غزة دون تنسيق أمني صارم.