السعودية تتحالف عسكريا مع باكستان.. تساؤلات على “التواصل” بعد ابتعاد الرياض عن “مسافة السكة”!

- ‎فيتقارير

يرى مراقبون أن ابتعاد الخليج عن التحالف مع جيش "مسافة السكة"، وهي الجملة التي سبق أن أعلنها السيسي قبل الحملة التي شنها التحالف العربي على الحوثيين في اليمن ولم تؤت ثمارها، نتيجة طبيعية لانفضاضه عنهم فضلا عن انشغال الجيش المصري بالاقتصاد والدواء وشركات الهواتف ومحطات البنزين والاستيراد وتصدير السلع الغذائية بأنواعها مع تقهقر الاهتمام العسكري إلى حد بعيد!

وفي 17 سبتمبر الحالي وقعت المملكة العربية السعودية وباكستان، اتفاقية دفاع مشترك بعد أسبوع واحد فقط من العدوان الصهيوني على قطر في 9 سبتمبر 2025، وبعد يومين فقط من القمة العربية الإسلامية التي عقدت في الدوحة في 15 سبتمبر 2025.

وبحسب "رويترز"؛ تهدف الاتفاقية إلى تطوير جوانب التعاون الدفاعي بين البلدين وتعزيز الردع المشترك ضد أي عدوان، وتنص الاتفاقية على أن أي عدوان على أي من البلدين يعد عدوانا على كليهما.

واعتبرت وكالة باكستان العربية إن الاتفاقية تطور تاريخي بارز، بعده أعلن وزير دفاع باكستان عن تشكيل ناتو إسلامي وأطلق على اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك (SMDA) وتجسد عمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، وتعكس قوة تعاونهما الدفاعي المتنامي.

الاتفاق وقعه قادة البلدين باعتباره محطة مفصلية في تاريخ العلاقات الثنائية، يهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية المشتركة ومواجهة التحديات والتهديدات الراهنة والمتوقعة.

وقالت الوكالة إنه كان لرئيس أركان الجيش الباكستاني، المشير سيد عاصم منير، دور محوري في إنجاح هذا الاتفاق الذي يجعل من باكستان شريكًا أساسيًا للمملكة في حماية الحرمين الشريفين.

واعتبرت أن الاتفاق يمثل تتويجًا لعقود طويلة من التعاون العسكري والأمني بين البلدين، شمل تدريبات مشتركة ومناورات متعددة الأطراف وتعاونًا في الصناعات الدفاعية. كما يرسخ هذا الإنجاز أهداف البلدين المشتركة في ترسيخ السلام وتعزيز الأمن الإقليمي والدولي.

ويُعد الاتفاق خطوة استراتيجية من شأنها أن تمنح البلدين مزيدًا من القوة في مجالات الأمن والدفاع والاقتصاد والدبلوماسية، ليقف كل منهما سندًا للآخر في مواجهة أي تهديد محتمل.

وعلق الأكاديمي د.محمد المختار الشنقيطي @mshinqiti "..أسعدُ خبر بالنسبة لي منذ العدوان الصهيوني على #الدوحة هو اتفاقية الدفاع المشترك بين #السعودية و #باكستان. فإذا انضافت هذه الاتفاقية إلى الشراكة الاستراتيجية بين قطر وتركيا، وبين سوريا وتركيا، فهذا يعني أن أمتنا تستعيد قوتها، وتبني حصانتها. فهذه بدايات طيبة عسى الله أن يتممها.".

لماذا ابتعد عن جيش المكرونة
الناشط على فيسبوك عبدالغني ناجي أو (الفاجومي) كتب تحت عنوان "جيش المكرونة"، "امبارح السعودية وقعت اتفاقية دفاع مشترك مع باكستان، والنهارده الإمارات عملت نفس الخطوة مع الهند، وبكره هنسمع عن قطر اللي بتوثّق علاقتها بتركيا. كل دول الخليج شايفة مصلحتها في بناء تحالفات حقيقية مع جيوش قوية عندها تاريخ وقدرة قتالية ومصانع سلاح واقتصاد يقدر يموّل جيش يحارب.".

وتساءل: "لكن فين مصر من الصورة دي؟ فين "الجيش الكبير" اللي طول عمره الإعلام بيقعد يزعق ويقول"الجيش الأقوى في المنطقة"؟..

ورد: "الحقيقة المؤلمة إن محدش من دول الخليج بيفكر يربط مصيره باتفاقية دفاع مشترك مع جيش السيسي. والسبب بسيط: ده مش جيش، ده شركة مقاولات، مطاعم، مزارع سمك، ومصانع مكرونة. جيش شغله الأساسي إنه يقتل شعبه، ينهب خيراته، يبيع أرضه، ويفرط في شريان حياته "النيل".. إزاي دولة محترمة تحط ثقتها في جيش فقد احترام شعبه؟.. إزاي يعتمدوا على جيش بيخسر معركته الداخلية ضد الجوع والفقر والقهر، وبيكسب معركته الوحيدة ضد المواطن الغلبان اللي بيطالب بحياة كريمة؟.. النهارده الخليج بيتحالف مع قوى حقيقية، بيوجّه رسائل واضحة للعالم كله إن زمن الضعف خلص. أما مصر، مع الأسف، عايشة تحت حكم عساكر كل همّهم البيزنس والمصالح الشخصية، جيش فقد هيبته وكرامته يوم ما اتخلّى عن دوره في حماية الأرض وصار مجرد حارس على سلطة فرد.

ورأى الكاتب أن "جيش المكرونة مش هيدخل التاريخ من بابه الواسع زي ما بيحلموا في إعلام النظام. جيش المكرونة هيتذكره الناس كأكبر وصمة عار في تاريخ مصر العسكري.".

https://www.facebook.com/photo/?fbid=817182054173476&set=a.117954694096219

لماذا ليس مصر؟
وعن لماذا ابتعدت السعودية عن مصر؟، رأى محمد عبدالرحيم Mohamed Abd Elrahman على فيسبوك أن".. الخطوة أثارت تساؤلات كثيرة، لماذا باكستان وليست مصر الحليف العربي التاريخي والأقرب جغرافيا وسياسيا."

ورأى أن "باكستان هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك سلاحا نوويا، ما يمنحها ورقة ردع في مواجهة التهديدات المتصاعدة خاصة من إيران . كما أن تاريخ التعاون العسكري بين البلدين ممتد منذ عقود، من تدريب قوات إلى تطوير الدفاع الجوي، وهو ما جعل الثقة متبادلة والالتزام الباكستاني مؤكد في حال وقوع أي تهديد".

ورأى أن "مصر تبقى ركيزة الأمة العربية وجيشها واحد من أقوى 10 جيوش في العالم، يمتلك قدرات متقدمة وخبرات قتالية وتاريخية هائلة. غير أن انشغالاتها الداخلية وظروفها الاقتصادية تجعلها أقل قدرة على الدخول في اتفاقية دفاع ثنائية مُلزمة بهذا الحجم، إضافة إلى أن أولوياتها الجغرافية تتركز على المتوسط والبحر الأحمر بينما السعودية تبحث عن مظلة مباشرة في الخليج ومضيق هرمز".

رأي "عبدالرحيم" الذي وافق لجان إلكترونية "أن السعودية لم تستبدل مصر بباكستان، بل وزعت الأدوار: مصر تبقى القوة العربية الأكبر وعمق الأمن القومي العربي والبحر الأحمر، وباكستان تقدم عنصر الردع النووي، وهكذا تبني المملكة شبكة تحالفات أكثر تنوعا لحماية أمنها وتعزيز مكانتها في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية".

وخليجيا عبر المستشار الكويتي ناصر الدويلة @nasser_duwailah عن سعادته بما وصفه "اعظم خبر سمعته ..توقيع الدفاع المشترك بين السعودية وباكستان وهذا الخبر وضع الامه على الطريق الصحيح في مواجهة المعركة القادمة وسيؤثر هذا الخبر جدا على كل العالم المتآمر على الامة واسأل الله ان يوفق امة الاسلام للرشاد .. ".

ودعا "الدويلة"، "حكومة الكويت ان تبادر إلى توقيع دفاع مشترك مع باكستان وتركيا فامريكا لم تنفع قطر عندما كان العدوان اسرائيليا واليوم وبعد ان اعلن نتنياهو بدء السباق نحو الكويت الذراع الأيسر لهجوم “إسرائيل” الكبرى لا بد من قطع هذه الذراع كما فعلت الشقيقه السعوديه حين قطعت الذراع الايمن لهجوم “إسرائيل” الكبرى بالاتفاق مع باكستان والحرب توشك ان تندلع بيننا وبين يهود فاستعدوا لها بما تستحق من جهد وعمل".

تحالف الردع النووي

وعبر مراقبون أن جذور التعاون بين الرياض وإسلام آباد ليست وليدة الاتفاق، وأن الرياض استضافت منذ عقود ضباطاً باكستانيين لتدريب القوات المسلحة السعودية، وشاركت أيضا بخبراتها في مجالات الدفاع الجوي والأمن الداخلي.

وقال البعض إن السعودية ساهمت ماليًا في البرنامج النووي الباكستاني منذ ثمانينيات القرن الماضي (بشكل غير معلن) وهو ما جعل التعاون العسكري دائماً محاطًا بالبعد الاستراتيجي.

وسبق للقوات الباكستانية أن تواجدت في السعودية خلال حرب الخليج الأولى" العروبه 90" للدفاع عن السعودية، وبالمشاركة في تدريبات عسكرية مشتركة، إلا أنه بإعلان الاتفاق لم تعد العلاقة قاصرة على تدريبات أو استشارات، بل أصبحت التزامات دفاعية ملزمة" أي اعتداء على أحد الطرفين يُعتبر اعتداءً على الآخر عوضا عن التصنيع العسكري والإنتاج الدفاعي، وتبادل المعلومات الاستخباراتية والأمنية.

توقيت الاتفاق
وأشار بعض المراقبين إلى أن توقيت توقيع الاتفاقية مباشرة بعد التصعيد ضد قطر من تل أبيب يرسل رسالة ردع مزدوجة للخارج (إسرائيل و إيران) وللداخل الخليجي بأن السعودية تقود ترتيبات دفاعية حقيقية وليست مجرد بيانات.
واضاف هؤلاء أن الاتفاقية تضيف ثقلًا أمنيًا للسعودية على المستوى الاقليمي والخليجي، ما يشجع بقية دول مجلس التعاون الخليجي على الدخول في ترتيبات مشابهة.

المحلل السياسي "حاتم صابر" قال إن "الاتفاقية تُظهر توجهًا سعوديًا لتنويع مصادر الحماية والأمن بعيدًا عن الاعتماد الكامل على الولايات المتحدة، خاصة مع التوترات الأخيرة في الموقف الأمريكي من قضايا المنطقة وتخاذل امريكا بل تواطئها في التدليس علي اسرائيل في ضرب العمق الخليجي  القطري في الدوحة".

ورأى أن "دخول باكستان (بجيشها الكبير وقدراتها الصاروخية النوويه) في تحالف رسمي مع السعودية يعيد تشكيل موازين القوى بالمنطقة، ويعطي رسالة أن أي استهداف مباشر للسعودية قد يفتح جبهة مع ثاني أكبر جيش مسلم.".

ورجح مزيدا من الضغط وردود فعل من واشنطن وتل أبيب، تجاه الاتفاق وربما من الهند أيضًا. وأن الاتفاق وجه رسالة للخصوم الإقليميين من أن "أي تفكير في ضرب السعودية لن يُواجه برد سعودي فقط، بل برد مشترك مع قوة نووية."

وحذّر من أن "أي محاولة لإشعال مواجهة عسكرية واسعة قد تفتح الباب أمام حرب عالمية مدمّرة تفني فيها البشرية، لتشابك المصالح وتعارضها…".

https://www.facebook.com/dr.essamabdelshafy/posts/pfbid027RbtBdf5gshJGeWMsbp9mHvd5VS1kixWwqxhQ32fMpskS21tA9FfjuyzuBkV3a4hl