دبلوماسيان مصريان: رفض حماس للخطة واستمرار المقاومة أفضل رد على ترامب والمتحالفين معه

- ‎فيتقارير

 

أكد معتز أحمدين خليل، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة سابقًا، أن خطة ترامب خطة "ضِيزَى" حسب التعبير القرآني، وغير قابلة للتحقيق، وهدفها استلام الأسرى ونزع سلاح حماس.

وأشار في تصريحات صحفية إلى أن "هدف وجود قوة عربية إسلامية في غزة هو إعفاء جيش الاحتلال من عناء القتال، وهذه هي حقيقة المسميات". مضيفًا أن "هناك دولًا عربية وإسلامية لا تريد إغضاب ترامب وربما تفكر في ترشيحه لجائزة نوبل، لكن تفاصيل خطته لغزة صعبة التنفيذ".

وأوضح أن "الخطة هدفها رفع الحرج عن نتنياهو بشأن الاعتراف بفلسطين والإبادة الجماعية التي ارتكبها في غزة"، محذرًا من أن "مسايرة الدول العربية والإسلامية لترامب وعدم الوقوف في وجهه تعني المزيد من المطالبات التي ستتخطى فلسطين وغزة".

استمرار المقاومة

ورأى أحمدين خليل أن "الرد المناسب على إسرائيل هو استمرار المقاومة إذا كانت تستطيع الاستمرار"، مشيرًا إلى أن "تسليم السلاح يعني مزيدًا من الاستسلام، وحماس لن يضيرها مزيد من القتال بعد كل ما حدث".

وطالب حماس والحركات المسلحة بالبقاء على موقفها قائلًا: "على المقاومة أن تظل على موقفها حتى لو تخلى عنها من تخلى عنها الآن.. لا أعرف هل الشعب الفلسطيني يقبل بهذا النوع من الاستسلام؟ ولا ينبغي أن نُلدغ من جُحر التلاعب بالكلمات مرة أخرى".

فوزي العشماوي

وفي تصريحات لقناة "التلفزيون العربي" (قطر)، قال فوزي العشماوي، مساعد وزير الخارجية المصري السابق: "من وجهة نظري المطلوب الآن ليس رأي حماس فقط، وأتفق مع الضيف الكريم في أن حماس في موقف حرج، فهي إن قبلت ستتهم بتصفية القضية وتصفية وجودها، وإن رفضت ستتحمل المسؤولية وسيطلق ترامب آلته العسكرية التي تدعم إسرائيل لكي تدمر ما هو أصلًا مدمَّر".

وسألت القناة: "هل يمكن لحماس أن ترفض هذه الخطة؟ وما هي الأوراق لدى الوسطاء والعرب عمومًا لدعم حركة حماس في موقفها الذي لا تُحسد عليه الآن؟".

فأجاب العشماوي: "أنا لا أرى إطلاقًا أن هناك أي إمكانية لحماس لكي توافق على هذا؛ فالأمور تنزعها تمامًا من كل شيء وتسلم القضية الفلسطينية للذئب الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا، بدون أي نوع من الضمانات التي تؤدي إلى أي نوع من السلام. إنه سلام مقابل الاستسلام لا يمكن تسميته إلا بذلك، فما يطرحه ترامب اليوم هو سلام مقابل الاستسلام فقط لا غير".

اتفاق لوقف الحرب أم خطة استسلام؟

وقال العشماوي إن خطة ترامب "بمثابة بنود استسلام لحركة حماس، وليست اتفاقًا لوقف الحرب في غزة". وأضاف: "هي بلا شك بنود استسلام وأقرب إلى فرض الاستسلام على الطرف الفلسطيني وعلى المقاومة الفلسطينية. لكن المثير في المؤتمر الصحفي لترامب ونتنياهو أننا لا نعلم هل يتحدثان عن الخطة نفسها. فهناك بعض التعقيبات اللافتة التي قالها نتنياهو".

وأوضح:

  • أولًا: نتنياهو تحدث بأن إسرائيل ستحافظ على وجودها الأمني وعلى السيطرة الأمنية على قطاع غزة، ولم يذكر قوة عربية ولا حتى قوة دولية على الحدود بين غزة و"إسرائيل"، إنما أكد على بقاء أمني إسرائيلي.

  • ثانيًا: قال إنه عندما يتم تسليم الأسرى لإسرائيل سيكون هناك انسحاب إسرائيلي محدود، ولم يقل إن الانسحاب سيكون تدريجيًا وصولًا إلى انسحاب كامل من القطاع كما تقول الخطة الأصلية لترامب، إنما وضع تعريفًا جديدًا للانسحاب مشروطًا بتسليم الأسرى، وبعد ذلك يحدث كما حدث في لبنان أو كما حدث مع السلطة الفلسطينية عند توقيع اتفاق أوسلو عام 1993.

  • ثالثًا: ترامب تحدث عن هيئة إشراف دولية ورئاسته الشرفية لها وعن حكومة تكنوقراط فلسطينية، لكن نتنياهو لم يأت على ذكر حكومة التكنوقراط، بل تحدث عن حكم هيئة الإشراف الدولية وأنها المسؤولة عن كل شيء.

وأشار العشماوي إلى أن نتنياهو تحدث بوضوح عن أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية، ولم يذكر أن السلطة الفلسطينية ستكون مسؤولة عن قطاع غزة، بل قال إنها يجب أن تمر بمرحلة تغيير راديكالي. متسائلًا: "لتكون ماذا؟ بعد التعاون الأمني المطلق الذي تقوم به السلطة مع الاحتلال، فما الذي يُراد من السلطة الفلسطينية أكثر من ذلك؟".

وختم بالقول: "هذه امتحانات عسيرة تُفرض على الفلسطينيين وحتى على السلطة الفلسطينية كي تستحق فقط أن تبقى موجودة. ولم يرد أي ذكر لمسألة الدولة التي لا يعترف بها نتنياهو أصلًا. فالمعايير هنا غير واضحة: هل المطلوب إعادة النظر في الكتب الدراسية الفلسطينية؟ أم الاعتراف بدولة يهودية؟ أم ماذا؟ هل هذه هي المعايير؟".