في ذكراه السابعة .. دوائر غربية: (ابن سلمان) قتل جمال خاشقجي لإغلاق المجال العام دون مساءلة

- ‎فيعربي ودولي

بين 3 و10 أكتوبر 2025، تتجدد الذكرى السابعة لعملية الاغتيال الوحشية التي طالت الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018.

وقطعت السلطات السعودية جثة الصحفي جمال خاشقجي، وأنكر ابن سلمان هذه الاتهامات في البداية، ولم يقبل المسؤولية إلا بعد عام من الحادثة، ولا يزال ينكر إعطاء الأمر بقتل خاشقجي، لكن تقريراً استخباراتياً أمريكياً يقول إنه وافق على العملية، وزادت استثمارات ترامب تنظيف صورة محمد بن سلمان دوليا.

 

وحتى هذه الساعة، لم تتحقق العدالة بعد، وبات الإفلات من العقاب لمرتكبي هذه الجريمة المروعة يمثل تهديداً خطيراً لحرية الصحافة وحقوق الإنسان حول العالم وليس فقط في الرياض. حيث  لا تزال الحقائق الكاملة المتعلقة بمن أمر ونفذ هذه الجريمة غائبة عن العلن، وتفتقر إجراءات المساءلة القضائية إلى الشفافية والمصداقية الدولية، إن الإجراءات القضائية التي اتخذتها السلطات في المملكة العربية السعودية لم ترقَ إلى مستوى ضمان تحقيق العدالة لجمال خاشقجي وأسرته ومحاسبة المتورطين رفيعي المستوى.

باحثو مركز كارنيجي

وقال أندرو ليبر، زميل غير مقيم في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ودرس السعودية بشكل مكثف قال: "الأمر على الجبهة السياسية الداخلية ارتبط بإغلاق المجال العام لأي نقاش أو انتقاد لسياسات الحكومة".

وأضاف، "قد شمل ذلك حتى بعض المبدعين داخل المملكة، بمن فيهم العام الماضي عبد العزيز المزيني، مبتكر مسلسل تلفزيوني ناجح، وحاتم النجار، بودكاستر مؤثر، وكلاهما اعتُقل واحتُجز بسبب تصورات بأنهما تجاوزا خطوطاً حمراء غير "..

كبح المجال العام

وفي مقال  نشر في "فاينينشال تايمز" البريطانية بعنوان : "كيف كبَح محمد بن سلمان نفوذ رجال الدين في السعودية؟"، قالت إن المفتي العام الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، في أحد برامجه الإذاعية المباشرة عام 2017 قال : “نعلم أن الحفلات الموسيقية والسينما مضرة ومفسدة”، محذرًا من أن هذه الفنون “فاحشة” وتضر بثقافة المسلمين وقيمهم."

وأضافت، "الأمير محمد بن سلمان لم يُعر اهتمامًا كبيرًا لتلك التحذيرات، إذ رفع القيود بعد وقت قصير، وأقصى المفتي التقليدي – الذي تُوفي الأسبوع الماضي – متعهدًا بالقضاء على “الأفكار المتطرفة”، وقال حينها: “نريد أن نعيش حياة طبيعية، حياة تعكس ديننا المتسامح وقيمنا وأعرافنا الطيبة”.

وتابعت "منذ ذلك الحين، شرع ولي العهد في أكبر عملية تحرير اجتماعي وديني في تاريخ السعودية الحديث، منذ أن تحالف أجداده مع الوهابيين في القرن الثامن عشر لتأسيس الدولة السعودية الأولى، فقد قلّص سلطات “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، وحدّ من صلاحيات القضاة في تفسير الشريعة، وخفّض نسبة المواد الدينية في المناهج الدراسية، وألغى تقريبًا الفصل العلني بين الجنسين.

وأشارت إلى أن "هذه التغييرات غيّرت حياة كثير من السعوديين (36 مليون نسمة)، وأصبحت ركيزة في أجندة التحديث الطموحة للأمير. كما كان لها صدى عالمي، إذ تحاول المملكة – التي اتُهمت طويلًا بتصدير الفكر المتطرف، خصوصًا بعد هجمات 11 سبتمبر – إعادة تشكيل صورتها الإسلامية وفق رؤية ولي العهد.".

ولفتت إلى ما قاله الدبلوماسي الأميركي السابق ديفيد روندل: “الرسالة القادمة من مكة يتردد صداها في العالم الإسلامي، والمال القادم من الرياض كذلك، لقد كانت السعودية تروّج لرؤية غير متسامحة، أما اليوم فهي تحاول تقديم نسخة أكثر تسامحًا من الإسلام”.

ورأي دبلوماسي غربي في الرياض أن ولي العهد يستحق التقدير كونه “أول زعيم عربي يتصدى بجدية للفكر الإسلامي الحركي في موطن أقدس موقعين في الإسلام”، مضيفًا: “بالنسبة لي، الذي قضيت 20 عامًا أتعامل مع تداعيات 11 سبتمبر، هذا تحول استراتيجي مهم”.

وأشار إلى أنه  باتت مظاهر الحياة اليومية مختلفة بشكل جذري:
•لم تعد المحلات تُغلق خمس مرات يوميًا للصلاة.

•دخلت النساء سوق العمل بأعداد قياسية بعد رفع حظر القيادة وتخفيف قيود اللباس.

•تُباع علنًا زهور “عيد الحب” وزينة “الكريسماس” التي كانت تُصادر سابقًا.

ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الإصلاحات لم تكن “طبيعية بالكامل”، إذ رافقها تضييق كبير على حرية التعبير. فاعتُقل منذ 2017 عشرات من الدعاة والناشطين، بينهم الشيخ سلمان العودة الذي يواجه عقوبة الإعدام بتهم منها التعاطف مع “الإخوان المسلمين”.

وعلق الباحث سلطان العُمر من معهد “نيو لاينز” في واشنطن أن “جرأة ولي العهد على مواجهة الإسلاميين انعكست في الحياة اليومية للناس. فالشباب اليوم يناقشون مشاكلهم وفق قوانين وقيم وأعراف جديدة، لا وفق أسئلة الحلال والحرام”.

 

ويضيف: “مع تراجع نفوذ العلماء، حلّ محلهم المحامون ومؤثرو وسائل التواصل ومدربو التنمية الذاتية”.

https://x.com/saiedibnnasser/status/1972964513184911501

في ذكراه السابعة

واختفى جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، حيث قتل ذبحا بطريقة وحشية على يد فريق محترف من الاستخبارات السعودية، وتم تقطيع جثته والتخلص منها.

عرف بانتمائه وإخلاصة للنظام السعودي،  إلا أنه بدأ ينتقد سياسات الأمير محمد بن سلمان وجهر بذلك في الآونة الأخيرة.

وفي يوم 2 أكتوبر من العام 2018 دخل خاشقجي القنصلية السعودية على معاد مسبق رتبه له المسئولون بالقنصلية ولم يخرج إلى الآن.

وأثارت القضية ردود أفعال منددة حول العالم، وطالب حقوقيون بإدانة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان واعتباره المسؤول عن قتل خاشقجي،

تمت محاكمة ما قيل إنهم المسؤلون عن الجريمة.

وفي 23 ديسمبر 2019م قضت محكمة في السعودية بإعدام 5 أشخاص، وسجن آخرين في قتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي.

و مثل 11 شخصا أمام المحاكمة في محكمة في الرياض لعلاقتهم بالقتل، ولم يكشف عن هوية المتهمين.

 

وكان نائب النائب العام السعودي، شلعان الشلعان، قال للصحفيين في نوفمبر 2018: إن "القاتل تلقى أمرا من رئيس "فريق المفاوضات"، الذي أرسله إلى إسطنبول نائب رئيس المخابرات لإحضار خاشقجي إلى المملكة، "بطريق الإقناع"، أو "بالقوة" إذا لم ينجح الإقناع".

وانتهى المحققون إلى أن خاشقجي قيد بعد مقاومة وحقن بكمية كبيرة من المخدر، أدت إلى تلقيه جرعة زائدة تسببت في وفاته، بحسب ما قاله الشلعان.

أما النائب العام السعودي فقال: إن "سعود القحطاني، المستشار السابق في الديوان الملكي حُقق معه، لكن لم توجه إليه تهمة "بسبب قلة الأدلة"، وإن العسيري وجهت إليه تهمة ولكن أخلي سبيله لقلة الأدلة".

وبرأت النيابة السعودية القنصل السعودي في اسطنبول محمد العتيبي.

المقررة الدولية الخاصة، أنيس كالامار، طالبت بالتحقيق مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان في مقتل خاشقجي في يونيو 2019 ومع الخمسة الذين يواجهون (لا يعرف مصيرهم الآن) حكم الإعدام من الضباط السعوديين وهم:  فهد شبيب البلوي،  وتركي مصرف الشهري،  ووليد عبد الله الشهري،  وماهر عبد العزيز مطرب، ضابط استخبارات قالت الولايات المتحدة: إنه "كان يعمل للقحطاني، والطبيب صلاح محمد الطبيجي، يعمل في وزارة الداخلية".

أما المتهمون الستة الآخرون فهم منصور عثمان أبا حسين، ومحمد سعد الزهراني، ومصطفى محمد المدني، وسيف سعد القحطاني، ومفلح شايع المصلح، الذي قيل إنه كان من موظفي القنصلية، وأحمد العسيري، نائب رئيس المخابرات السابق.

وفي سبتمبر 2020م صدرت أحكام نهائية على المتهمين، وتم إلغاء أحكام الإعدام بعد أن تنازلت أسرة خاشقجي عن حق الدم واستبدلت بأحكام بالسجن.

 

وولد جمال حمزة خاشقجي في 13 أكتوبر من عام 1958 بالمدينة المنورة، وعمل بالصحافة فسار كاتبا وصحفيا متميزا بين أقرانه، وتولى العديد من المناصب أهمها :

نائب رئيس تحرير جريدة نيوز 1999م

رئيس تحرير جريدة الوطن اليومية 2004م

مدير عام قناة الوطن الإخبارية

مستشارا إعلاميا للأمير تركي الفيصل السفير السعودي في لندن ثم واشنطن .

له عدد من المؤلفات أهما :

كتاب علاقات حرجة

السعودية بعد ١١ سبتمبر

ربيع العرب زمن الإخوان المسلمين

احتلال السوق السعودي.