سحب الجنسية وتعطيل مجلس الأمة وإقراض السيسي .. مراقبون يحذرون من انزلاق كارثي بالكويت

- ‎فيعربي ودولي

كان صادما سحب الجنسية من د.طارق السويدان، بعد أن سحبت أيضا من مشاهير الدعاة والعلماء ومنهم الداعية نبيل العوضي في أبريل الماضي وللمرة الثانية، والشيخ عبدالرحمن عبدالخالق الداعية السلفي المعروف، الذي توفي قبل خمس سنوات في 29 سبتمبر عام 2020، وكان "الشيخ عبدالخالق" قد حصل على الجنسية الكويتية عام 2011.

إلا أن محللين حاولوا سد الفجوة بين ذلك وبين ملياري دولار أودعتهم الكويت في خزينة المنقلب السيسي وذلك بخلاف 4 مليارات دولار ودائع موجودة، كانت الكويت قد أعلنت أنها تتفاوض على استثمارات بقيمة 3 مليارات دولار تشمل الموانئ والمطارات والبنية التحتية، وهي من نوعية الصفقات الي يبدو أنها تُدار في الخفاء، بلا رقابة ولا شفافية، في الجانبين بعد أن جمد الأمير مشعل الصباح مجلس الأمة بالكويت!

 
الطبيب السابق بالكويت والإعلامي د. حمزة زوبع استرحم زمان للكويت وقدم عبر @drzawba محاولة فهم ما يجري في الكويت  فقال إن "..سحب الجنسيات في الكويت جزء من خطة الانقلاب التي حدثتكم عنها قبل عام ونصف تقريبا ، والسلطة في الكويت مدعومة من دول إقليمية وعالمية في المضي قدما في تغيير هوية الكويت وصناعة هوية جديدة تتناغم مع التغييرات الثقافية والسياسية في المحيط المجاور وفي الإقليم بأكمله".

 

وأشار إلى أن "الخطة تبدأ بتعطيل مجلس الأمة أو غلقه مؤقتا وبتعطيل الدستور لحين تنقيته من كل ما ينص على حقوق الشعب وتعظيم كل ما يتعلق بنظام الحكم ثم تكميم الأفواه وحبس كل صاحب رأي والتهمة جاهزة " الإساءة إلى مسند الإمارة " ثم سحب الجنسيات وإهانة الشعب وبالتعبير الدارج بهدلة الناس وكسر خاطرهم وإذلالهم حتى يركعوا للنظام وحتى لو ركعوا فلن يرحمهم ، فلن تعود الجنسيات ولن تعود الأموال ولن ترد للناس كرامتهم ولن ترجع الكويت كدولة مميزة ومستقلة وسط الجزيرة العربية كما كانت يوما ما ملء السمع والبصر .

https://x.com/drzawba/status/1997646586633920769

 

أما الأكاديمي السعودي سعيد بن ناصر الغامدي @saiedibnnasser فكتب "في حملة كارثية في الكويت ينفذها ابن صباح ووزير داخليته المرتبط بالامارات وهي العراب الصههييوني في الخليج.. نتج عن الحملة الباغية حرمان أكثر من 50 ألفاً من مواطني الكويت من جنسياتهم، وطردهم من بلادهم..كأنهم لا حقوق لهم..وكأن الشعب ملك لعائلة هي بذاتها نازحة من نجد."

وعن مثال قريب، لفت إلى سحب جنسية الدكتور طارق السويدان ظلماً وعدواناً وإرضاء لأعداء البلاد. وتبديلاً لنعمة الله على هذا البلد !.. علماً بأن أسرة السويدان من الأسر الكويتية القديمة، ويقال بأنها استوطنت الكويت قبل آل الصباح، وعلى أدنى الأحوال فهم استوطنوها في الحقبة نفسها التي شهدت هجرات عديدة من الجزيرة العربية. كالعتوب وغيرهم.".

بالمقابل، قدم مداولة تاريخية ملخصة من مواقع رسمية كويتية وكتب غربية مترجمة. عن الأسرة الحاكمة في الكويت وأوضح "الغامدي" أن الأسرة الحاكمة أصلها من شرق بلاد الحجاز حيث نجد والإحساء (شرق السعودية) و"حيث استوطنت أسرة آل الصباح في القرين (الكويت لاحقًا) حوالي عام 1716م، بعد هجرة العتوب "آل خليفة والجلاهمة وآل صُباح" وهم من عنزة .. وقد هاجروا من القرين في نجد بسبب القحط والمجاعة التي ضربت نجداً، فنزل الصباح في الزبارة في قطر، ثم ارتحلوا إلى المخراق قرب البصرة.. بعدها توجهوا إلى الصبية شمال جون الكويت، وأخيرًا استقروا في القرين التي أصبحت تُعرف لاحقًا بالكويت.. وكانت في التاريخ الإسلامي تُسمى كاظمة، وفي العهد الأموي كانت لبني تميم.. استقر فرع الصباح من العتوب في الكويت تحت حكم بني خالد. من عاصمتهم في مدينة "المُبرّز" في منطقة الأحساء".

 

 

واعتبر أن المداولات الدينية والأخلاقية والسياسية تحتاج إلى دراسة أوسع تتحدث عن مستوطنين حكموا دولاً بصيغة بدوية قبائلية..في عواصم الملح الخليجية.

 

https://x.com/saiedibnnasser/status/1997725629534396840

 

ومن جانبه قال الصحفي نظام المهداوي @NezamMahdawi : ".. في كلّ الدول المتحضّرة، تحرص أنظمة الحكم على صون قواها الناعمة ورعايتها: قوى فنيّة، ورياضية، وفكرية، ودينية. بل إن لم تملكها سعت إلى استدعائها، ومنحتها الجنسية، ورفعتها بالتكريم؛ لأنها تدرك أن القوة الناعمة روح الدولة وصورتها ودرعها المعنوي.".

وأضاف أنه حتى الإمارات التي تحرض وراء الستار على سحب الكثير من الجنسيات وعبثت بنسيج الكويت الاجتماعي وأصبحت ذات نفوذٍ في مساحتها، تمنح جنسيتها لمؤثّرين، وفتحت باب الإقامات الدائمة، غير عابئةٍ بأن يكونوا صهاينة أو أجانب؛ فالمهمّ عندها هو النفوذ والتأثير.

واعتبر أن أمير الكويت على النقيض، فقد تجلّت أبرز “إنجازاته” منذ تولّيه الحكم في سحب جنسيّات الآلاف من المواطنين، ومن بينهم قوى مؤثّرة فعلاً في الدين والفن والإعلام. وقبل ذلك عطّل مجلس النواب، وأجهض تجربةً ديمقراطيةً محليّةً اختارها الكويتيون عبر أجيال، ثم قيّد الحريات وكتم الأنفاس.

ولفت إلى أن الكويت، طوال تاريخها، كانت تحافظ على استقلال قرارها؛ أمّا اليوم، فقد غدت بلا طعم، وبلا صوت، وبلا قوة ناعمة، وبلا إبداع فني ومسرحي وإعلامي.

وحذر من أن "الكويت تنزلق تدريجياً إلى فلك نفوذ شيطان العرب، محمد بن زايد، ذلك النفوذ الممتدّ من الإمارات إلى اليمن، ومن مصر إلى ليبيا مرورا في تونس، وصولاً إلى السودان وإثيوبيا.

وأضاف، "وسيعرف الكويتيون قريباً -بعد فوات الأوان- أنهم فرّطوا ببلدهم وهم صامتون، فيما يعزّز ابن زايد نفوذه كلّ يوم، ويتمدد في الخرائط والولاءات، حتى لا يترك أرضاً تطؤها قدماه إلا بذر فيها الخراب.".

صحوة الكويت

الداعية المهندس فاضل سليمان @FadelSoliman ذكر متابعيه على إكس ببداية العمل الاسلامي في أمريكا ودور طلاب الكويت "..كان تأسيس اتحاد الطلبة الكويتيين ثم اتسع العمل وانضم له الطلاب العرب فتحول إلى منظمة الشباب العربي MAYA ثم انضم له المسلمون الامريكان وتفرعت عنه آلاف الموسسات التي أنشأت المساجد والمدارس الاسلامية. . والبداية كانت من طلاب #الكويت #طارق_السويدان وإخوانه هم فخر الكويت وسحب جنسية أي منهم خسارة للكويت لا له.".

وقالت الأكاديمية ياسيمن سليمان @yassmineislammm "هذا أسوأ أمير حكم #الكويت منذ .. استقلالها إلى اليوم: أغلق البرلمان وألغى الدستور ونزع جنسية آلاف البشر ظلما وعدوانا وضيق على الدعاة وسحب جنسية أيقونة بلاده الدكتور #طارق_السويدان… لا تستغربوا إن سمعتم أن هذا الأمير طبع مع الصهاينة طالما أنه يتبع خطوات #شيطان_العرب ومنشار العرب".

أما وزير الخارجية التونسي الأسبق د. رفيق عبد السلام @RafikAbdessalem فتساءل متعجبا "هل هناك بؤس ورداءة أكثر من هذا،  في عالمنا العربي المنكوب.؟ .. الحاكم بمجرد الا تروق له مواقف وتوجهات أحد مواطنيه، أول خطوة يقدم عليها للتخلص منه واغتياله سياسيا ومعنويا، هي سحب جنسيته ومن انحدر من صلبه، وتحويله الى جماعة " البدون" Stateless بجرة قلم، بما يذكر بالملوك الإطلاقين للقرون الوسطى،  بزعم أن الأصول  العرقية لهذا المواطن غير صافية وغير نقية بما يكفي، وهي جاهلية جهلاء ما أنزل الله بها من سلطان وتعود لمفهوم القبائل البدوية المتنازعة حول الأصل والنسب البعيد والصافي ( وكثيرا ما يكون وهما وتخيلا)".

وأضاف "كنا نظن أن  الكويت حالة استثنائية في الخليج، فإذا بها تلتحق بركب الرداءة والسفاهة العربيين.. كل التضامن مع الداعية المفكر طارق سويدان صاحب اللسان البليغ والقلب النقي الذي  يشرف الكويت وأمة العرب والإسلام.".

قبل تعطيل مجلس الأمة

ووجه نائب مجلس الأمة أسامة الشاهين"، عضو لجنة الشئون التشريعية والقانونية البرلمانية السابق (قبل تعطيل المجلس) في 2023 سؤالا عن هل تعتزم الكويت تقديم تمويل إضافي لمصر؟، وما العوائد التي حُصلت فعلياً طوال سنوات الإيداع؟.

 

وتفصيلا قال "الشاهين": "في شأن ما ورد في البيان الصحافي الرسمي عن ” صندوق النقد الدولي” رقم 22/441 عن تشجيع وإتاحة تمويل إضافي لصالح مصر بقيمة 14 مليار دولار أمريكي من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي وغيرها".

 

وأضاف "ولما كان لحكومة الكويت قروض ومنح عديدة مقدمة لمصر، منها 3 مليارات دولار في الفترة من 1990 حتى 2020 من الجهات التابعة لوزير الخارجية فقط، حسبما ورد في إجابته عن سؤال برلماني منشور في أغسطس 2020".

 

وأوضح أن "لحكومة الكويت وديعة بقيمة 4 مليارات دولار لدى البنك المركزي المصري، منها ملياران تاريخ استحقاقهما في سبتمبر 2022، وملياران مستحقان في أبريل 2023، حسب المنشور صحافياً، يرجى إفادتي وتزويدي بالآتي:

1- هل تعتزم الكويت تقديم “تمويل إضافي” لمصر خلال الفترة الجارية خصوصا في ظل “ضغوط” صندوق النقد الدولي وغيره في هذا الاتجاه، وتوجهات مجلس الأمة الواضحة في شأن توطين الاستثمارات العامة وخلق فرص وظيفية واقتصادية داخل الوطن العزيز؟

2- ما قيمة إجمالي الودائع الكويتية الحكومية في مصر؟ وما تفاصيلها وتواريخ استحقاقها؟ وما العوائد التي حُصلت فعلياً وتحولت إلى خارج مصر طوال سنوات الإيداع؟ وما توجهات وزارة المالية والجهات التابعة لكم في شأن التصرف بهذه الودائع المليارية؟

إلا أن الإجابة كانت تعطيل مجلس الأمة وإصدار القرارات والقوانين دون مراجعة أو رقابة أو محاسبة..