من تناقضات الرياض في 2025 أن تمضي حكومة الرياض برئاسة الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء السعودي مخصصات إقامة بطولة تنس السيدات، التي يشارك فيها فريق سعودي للسيدات لرياضة التنس، بما قيمته 19.65 مليون ريال سعودي وهو ما يعادل نحو 5.25 مليون دولار في حين تكشف صحيفة الجارديان البريطانية عن تأخير خطط سعودية لبناء ملاعب كأس العالم 2034 بسبب رغبة صندوق الاستثمارات العامة بخفض التكاليف نتيجة لتراجع أسعار النفط.
وقالت الصحيفة البريطانية إن العديد من شركات الهندسة المعمارية التي فازت بعقود لبناء ملاعب في السعودية طُلب منها إعادة تقديم الخطط لأن تصاميمها اعتُبرت باهظة الثمن.
وأوضحت أن إحدى الشركات أُبلغت بأنها قد تخسر عقد الملعب إذا لم تحقق وفورات كبيرة في التكاليف، كما أُبلغ المقاولون الذين كان من المقرر أن يبدأوا العمل في العام المقبل أن البناء لن يبدأ في الوقت المحدد.
وأشارت إلى أن تكهنات واسعة تنتشر في قطاع الإنشاءات بأن السعودية قد تُقلّص عدد الملاعب المُخصصة لاستضافة كأس العالم من 15 ملعبًا إلى 3 ملاعب بدأ تشييدها.
وفي سياق الأزمة، وتبعاتها، شهدت شركة (ساكفيل كابيتال) التي أسسها رجل الأعمال السعودي ناصر الشريف لإدارة أصول عائلة سعودية مليارديرة هزة إدارية في ديسمبر 2025.
وغادر رئيس الاستثمارات بالشركة (بنسون لي) منصبه بعد سنتين فقط، وسط مخاوف من أزمة في قطاع الائتمان الخاص عالميًا، وهي تغييرات تعكس إعادة تقييم استراتيجيات الاستثمار لدى الأثرياء السعوديين، خصوصًا مع ارتفاع تكاليف الاقتراض وتباطؤ الصفقات.
محترفات التنس
ومع اقتراب المرحلة الأولى من البطولة من نهايتها، يبقى أمر واحد واضح: لم تُصِب حُمّى التنس السعودية بعد، ولم تكن صالة جامعة الملك سعود التي تتسع لـ 4000 متفرج "ممتلئة" تمامًا حتى الآن، حيث كانت المقاعد الفارغة مرئية خلال العديد من المباريات.
وتساءلت دوريات غربية: هل حُرم المشجعون من الحضور بسبب ارتفاع أسعار التذاكر؟ هذا سؤال آخر، لكن الحقيقة هي أن الحضور الجماهيري كان مخيبًا للآمال.
ووفقًا لموقع The Tennis Gazette فإن حكومة الرياض خصّصت 19.65 مليون ريال (5.25 مليون دولار) لبطولة التنس للسيدات، لتكون البطولة الأكثر ربحية لعام 2025.
ولا تُظهر استثمارات المملكة في الرياضة بقيمة مليار دولار (التي تشمل إجازة الأمومة مدفوعة الأجر) أي علامة على التباطؤ.
ووفقًا لتقرير صحيفة "التايمز" و"فايننشال تايمز" تساءلت عن كيف يروّج لتنس السيدات في السعودية عند أكثر المجتمعات الإسلامية محافظة في العالم؟ كيف يمكنك الترويج لبطولة تنس نسائية في بلد بدأ للتو بالسماح للنساء بدخول الملاعب الرياضية؟ وباستعمال الموضة؟.
وأشارت إلى أنه قبل نهائيات رابطة لاعبات التنس المحترفات (WTA) التي تُقام هذا الأسبوع في الرياض، تم تجميع الرياضيّات لجلسة تصوير أزياء في الدرعية.
وتُشكّل هذه الصور تباينًا بصريًا مذهلًا في وقت تُضاعف فيه السعودية استثماراتها لاستيراد ركائز الثقافة الغربية، كالرياضة والأزياء والكوميديا، حيث ما لا يزال يُعدّ أحد أكثر المجتمعات الإسلامية محافظةً في العالم، على الرغم من "الإصلاحات" الأخيرة.
وتتمتع الرياضيات بحرية اختيار ملابسهن داخل الملعب وخارجه، في بيئةٍ لا يزال فيها هذا الحق قيد التفاوض بين العديد من السكان المحليين.
ويتفق الخبراء على أن تنظيم النهائيات في الرياض، بتمويل كبير من صندوق الاستثمارات العامة، يُعدّ، من الناحية العملية، نقلةً نوعيةً للحدث الذي شهد عائدًا ضعيفًا على الاستثمار في مواقعه السابقة.
إلا أن المشجعين الدوليين أبدوا استياءهم من الموقع العام الماضي، مشيرين إلى قلّة عدد الجماهير في الصالة وقلة عدد النساء في المدرجات.
واعتبرت الصحف البريطانية أنه قد لا تكفي جلسة تصوير لأزياء رياضية لتلطيف الأجواء أو إيصال الرسائل التي تقصدها رابطة محترفات التنس. وبالنسبة للكثيرين، لا يزال الأمر يبدو أشبه بـ"تبييض رياضي".
ملف الكحول
وفي سياق ذي صلة بالتخفيف الذي يحمله الأمير محمد بن سلمان من قيود فرضتها الشريعة الإسلامية ومن ذلك ما يتعلق بالمرأة كحضور بطولة تنس السيدات وتخفيف القيود على الكحول، حيث بدأت السعودية منذ نوفمبر وديسمبر 2025 توسيع نطاق بيع الكحول والسماح للمقيمين الأجانب غير المسلمين ذوي الدخول المرتفعة (50 ألف ريال شهريًا على الأقل) بشراء الكحول، فضلا عن افتتاح متاجر جديدة في الرياض والظهران وجدة مخصصة للدبلوماسيين والأجانب، وهذه الخطوة تُعتبر جزءًا من رؤية 2030 لجذب الاستثمارات والشركات العالمية، وتأتي بعد السماح سابقًا للدبلوماسيين فقط.
تأرجح سياسي
وعلى هامش إقرار بن سلمان سياساته وإيقاف أخرى، تتوزع أنباء غير مؤكدة عن تحركات الأمير محمد بن نايف في بريطانيا، حيث تتحدث تقارير إعلامية حديثة عن غموض مصيره بعد عزله عام 2017، فبعض المصادر المعارضة تزعم أنه خرج إلى بريطانيا مؤخرًا، لكن لا يوجد تأكيد رسمي واشارت تقارير بريطانية سابقة إلى أن الأمير تعرض لانتهاكات صحية واحتجاز انفرادي طويل.
وحتى الآن، لا توجد دلائل رسمية على تحرك سياسي معلن ضد القيادة الحالية.
وقال حساب مجتهد نجران @Mojtahed_najran (متابعوه بالآلاف) : "انباء عن خروج الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ال سعود إلى بريطانيا وسيظهر قريباً للجميع ، ربما معلناً التحرك ضد انقلاب سلمان وابنه الداشر"، بحسب الموقع.
وبعد حوار الإعلامي والدبلوماسي السابق تركي الدخيل من لندن قالت تقارير إن الحوار أثار ضده القصر الملكي وأحيا قضايا مالية وعلاقاته بالإمارات، وقال حساب العهد الجديد @Ahdjadid "تركي الدخيل على قوائم الترقب في السعودية، وسيتم اعتقاله فور قدومه إلى البلد – إن لم يطرأ تغيير بعد تغريدة العهد الجديد – والسبب: تعامله مع الإمارات، وعلاقة صُنّفت بالمشبوهة مع عبد الله بن زايد.. وللمعلومية: تجري حالياً مراجعة ملفات السعوديين في الإمارات، ومن يثبت عليه تعامل مشبوه سابق مع الإمارات، سيتم اتخاذ إجراء بحقه.. علماً أن "ع."، الذي قُتل وذاع خبره قبل فترة، كان سبب مقتله التجسس لصالح الإمارات.
https://x.com/Ahdjadid/status/1962932843920687384