أعلن الباحث الصهيوني رونين بيرغمان @ronenbergman عن مناظرة وجه الدعوة لها ما يسمى "المنتدى الإسرائيلي لدراسات الاستخبارات" (FILM)، بالتعاون مع جهات أخرى، لما يسمونه "أمسية دراسية"، لكنها في الواقع أول مواجهة علنية بين نهجين، حول عمالة أشرف مروان للموساد والتي يتبناها الاستخباراتي "يوري بار-جوزيف" وبين بيرجمان الذي يصف أشرف مروان بالعميل المزدوج.
إلا أن بيرجمان يصف مناظره "جوزيف" أنه " الممثل البارز لهذا التوجه في الأوساط الأكاديمية، وهو الوحيد الذي منحته أجهزة الاستخبارات حق الوصول إلى المواد الأصلية وإلى أفراد الموساد المعنيين، والمسئول بدرجة كبيرة عن صياغة الرواية التاريخية لتلك الفترة، هو البروفيسور أوري بار-جوزيف".
وجاء إحياء الملف من جديد بسبب ما حدث من خداع من قبل حركة حماس للصهاينة في 7 أكتوبر 2023.
وقال بيرجمان في رده على سؤال صحفي وجه له سؤالا: "هل كان هناك خداع مصري تسبب في الانهيار الكبير في أكتوبر 1973؟" فأجاب : "هل من الممكن أن القيادة الإسرائيلية—رؤساء الاستخبارات والجيش والقيادة السياسية، كبار المسئولين في أقوى قوة في الشرق الأوسط—وقعوا ضحية خدعة مصرية متقنة جلبت علينا مثل هذه الكارثة الكبرى؟".
وعما حدث في أكتوبر 2023؟ هل من الممكن أن شيئًا مشابهًا وقع لنا أيضًا حينها؟ قال بيرجمان "إن مجموعة صغيرة من الغزيين، "بالشباشب والكلاشينكوف"، ضربونا بفأس وحشي بعد أن أعمتنا حيل التضليل الإعلامي؟".
واشار إلى أنه "في سبتمبر الماضي، قبيل ذكرى حرب يوم الغفران، نشرنا أنا و @YRubovitch سلسلة تحقيقات كشفت لأول مرة، وبالاعتماد على مواد استخباراتية أصلية لم يُكشف عنها من قبل، كيف أن أشرف مروان، الذي توّجه الموساد كأعظم جاسوس على الإطلاق، كان في الواقع الترس المركزي في خطة الخداع المصرية.. اعتقدنا أن من المهم نشر هذه الأمور، ليس فقط من أجل العدالة التاريخية، بل لضمان أن نكون مستعدين في المرة القادمة.".
ولفت إلى أن رأيه بشأن أشرف مروان وجد ردود فعل قوية، بما في ذلك هجوم شرس بكلمات حادة من مكتب رئيس الموساد الحالي وأعضاء بارزين من كبار مسئولي المنظمة السابقين، الذين يعتقدون أن مروان كان أفضل عميل في التاريخ، وأن "أي شخص يدّعي خلاف ذلك لا يفهم شيئًا في الاستخبارات".
https://x.com/ronenbergman/status/2001913840959668596
وبحسب "جروك" أشرف مروان، صهر جمال عبد الناصر، كان رجل أعمال مصريًا وعميلًا مزدوجًا. حسب تقارير إسرائيلية حديثة (مثل في يديعوت أحرونوت 2025)، خدع الموساد بمعلومات مضللة ساعدت مصر في حرب أكتوبر 1973. الإسرائيليون رأوه جاسوسًا لهم ("الملاك")، بينما المصريون يعتبرونه بطلًا. آراء متضاربة، ومات في ظروف غامضة 2007.
https://x.com/grok/status/1999054420772851833
والتحقيق الذي اشار إليه جروك (صحيفة يديعوت أحرونوت (ملحق "7 أيام"، نهاية سبتمبر 2025) حمل عنوان "מלאך השקר" – "ملاك الكذب") كان يغرد منفردا بعيدا عن سرب من التقارير والتحقيقات وفيه قالت الصحيفة إن أشرف مروان لم يكن "الملاك" الذي أنقذ "إسرائيل" كما روّجت الرواية الإسرائيلية لعقود، بل كان جزءًا محوريًا من خطة الخداع المصرية قبيل حرب أكتوبر 1973، وأن المعلومات التي قدّمها للموساد كانت مضللة وأدت إلى الكارثة التي واجهتها إسرائيل في بداية الحرب.
واستند التحقيق إلى "وثائق استخباراتية" أصلية لم يُكشف عنها سابقًا، وإلى شهادات مسئولين مثل رئيس الاستخبارات العسكرية الأسبق إيلي زعيرا.
الصحيفة قالت إن مروان، الذي لطالما اعتبره الموساد "أعظم جاسوس في تاريخه"، كان في الواقع رأس الحربة في خطة الخداع المصرية التي أدارها الرئيس أنور السادات وأجهزته السيادية.
التحقيق وصف كيف أن الإنذارات المتناقضة التي قدّمها مروان جعلت رئيس الموساد آنذاك تسيفي زامير يبدو "كالأبله"، وأدت إلى أن تفاجأ الجيش الإسرائيلي بالهجوم المصري السوري يوم 6 أكتوبر.
اللافت أن تقرير "ملاك الكذب" الإعلام المحلي في القاهرة كان أكثر من اعتمده كرواية وحيدة بخلاف الرواية التقليدية التي ظلّت إسرائيل تروّج لها، فقط لاعتبارهم أن "مروان كان يخدم مصر أولًا"!
في حين يتجاهل الإعلام المحلي التيار التقليدي (أكاديمي وأمني) في الكيان الصهيوني الذي ما زال يتمسك بأن أشرف مروان كان أفضل عميل للموساد، وأبرز ممثليه البروفيسور أوري بار-جوزيف.
تقرير 2018
وتساءل مراقبون عن أين كانت رواية يديعوت أحرونوت في 2018 عندما بثت قناة التلفزة الإسرائيلية الثامنة (خاصة) مؤخراً وثائقي من أربع حلقات حول جهاز الموساد، وذلك من خلال إجراء مقابلات ونقل شهادات لعدد كبير من رؤساء الموساد وقادة الشعب السابقين في الجهاز وذلك في 2018.
وتناولت الحلقة الأولى الاستراتيجيات التي تتبعها شعبة " تسوميت " المسئولة عن تجنيد العملاء في الموساد لإيقاع العرب (والإيرانيين أيضاً) في شباك الموساد.
وعرضت هذه الحلقة من الوثائقي في 30 سبتمبر 2018، بإشراف الموساد (استعرضت شهادات عدد كبير من رؤساء الموساد وقادة الشعب السابقين في الجهاز) وكانت البداية لسلسلة من أربع حلقات تناولت تاريخ وأساليب عمل الجهاز.
وقدم الوثائقي رواية إسرائيلية متماسكة ترى في أشرف مروان "العميل الأفضل في كل العصور"، بحسب شهادة قادة وضباط بارزين في الموساد مثل شموئيل جورين وتسفيكا زامير.
أبرز النقاط التي وردت بحسب ترجمة الباحث صالح النعامي:
التجنيد والصدمة الأولى:
مروان بادر بنفسه للتواصل مع الموساد في لندن.
جورين، رئيس بعثة الموساد في لندن آنذاك، قال إنه صُدم حين عرف أن صهر جمال عبد الناصر يعرض خدماته كعميل.
المعلومات التي قدمها في اللقاء الأول وُصفت بأنها "زلزال استخباراتي"، تضمنت تفاصيل حساسة جدًا عن القيادة المصرية، منها معلومة مكّنت إسرائيل من إحباط مخطط لإسقاط طائرتين تقلان مئات الإسرائيليين.
دوافع مروان:
الرواية الإسرائيلية تربط مبادرته للعمل مع الموساد بمشاعر الانتقام، إذ شعر أن عبد الناصر همّشه.
في المقابل، طبيعة النظام المصري الذي يمنح أقارب الرئيس نفوذًا واسعًا سهّلت وصوله إلى معلومات سرية للغاية.
كان يردد لزامير: "لا أحد في مصر يحبني، ويكفي أن شخصًا واحدًا يحبني"، في إشارة إلى رئيس الموساد.
نفي كونه عميلًا مزدوجًا:
غورين قال إنه بحث طويلًا عن مؤشرات تدل على أن مروان كان مزدوجًا، لكنه لم يجد.
استشهد بأنه كان يحضر اللقاءات مسلحًا، ولو أراد خيانة الموساد لكان بإمكانه تصفية رئيسه وإحداث هزة كبيرة في إسرائيل.
واصل العمل لصالح إسرائيل حتى بعد حرب 1973، ولم يثر سلوكه أي شكوك لديهم.
شهادة تسفيكا زامير:
أكد أنه كان يحقق بدقة في كل معلومة ينقلها مروان، ثم يرفعها لرئيسة الوزراء ووزير الدفاع.
وحين أبلغه مروان بأن مصر ستشن حربًا في أكتوبر 1973، حذر القيادة الإسرائيلية بقوة، لكنهم لم يأخذوا التحذير بجدية، ما أدى إلى الخسائر الكبيرة في بداية الحرب.
زامير اعتبر أن مروان كان مصدرًا موثوقًا، وأن تجاهل القيادة لمعلوماته كان خطأً فادحًا.
مصير مروان:
غورين حمّل الإعلام الإسرائيلي مسئولية مقتله في لندن عام 2007، معتبرًا أن كثافة التغطية اليومية دفعت أحدهم للتخلص منه.
أشار ساخرًا إلى أن الأموال التي تلقاها من الموساد ظهرت في قصره الفخم بالقاهرة.
رابط الوثائقي:
https://www.mossadfilm.com/episode
وللذين يشككون في رواية الموساد أنصحهم بالاطلاع على ما كتبه الكاتب المصري عبد السناوي، الذي يعد من التيار الناصري، والذي ينقل شهادات لمسئولين مصريين سابقين ترجح صحة ما نقله قادة الموساد عن مروان
رابط مقال السناوي: