“منتدى غاز المتوسط”.. أول حلف صهيوني عربي في العصر الحديث

- ‎فيتقارير

في تطبيع رسمي جماعي ومحاولة للنيل من حقوق تركيا، اجتمعت 5 دول مع الكيان المحتل للاتفاق على تأسيس “منتدى غاز شرق المتوسط”، برعاية مصرية، وهي قبرص الرومية واليونان و”إسرائيل” وإيطاليا والأردن وفلسطين، وفق بيان لوزارة البترول المصرية، أمس الإثنين.

ويعتبر مطبلو الانقلاب أن المنتدى الذي يضع السيسي وإسرائيل في كيان واحد يمثل- كما يدعون- مجموعة “أوبك غاز” جديدة بالشرق الأوسط، كما يفتخرون بأنه ضربة قاصمة لمحور قطر تركيا ونهاية لأحلامهم!.

وبدأت محاولات تأسيس المنتدى من مصر واليونان وقبرص، في أكتوبر الماضي، وكان هدفه قاصرا على إلغاء خط الغاز التركي. ولينال الرخصة الدولية للمرور والموافقة عليه اشترط نظام الماسونية العالمي ضم إسرائيل التي سرقت الغاز الذي يملكه الشعب، وأنه بموجب اتفاق في أكتوبر الماضي تم إلغاء “خط نابوكو” التركى للغاز، وسيتم تجميع الغاز الخليجي والعراقي والقبرصي بمحطات الإسالة المصرية، وتصديرها إلى جزيرة كريت اليونانية ومنها لأوروبا.

واستبعد المنتدى تركيا وسوريا ولبنان، حيث تم استبعاد لبنان بسبب وجود خلافات بينها وبين  إسرائيل حول مواقع بحرية للغاز والبترول، أما سوريا فبسبب الحرب الأهلية، فيما استبعدت تركيا بسبب الخلافات مع معظم أعضاء دول المنتدى.

يقول الباحث والصحفي مصطفى عبد السلام: إن “المنتدى استبعد 3 دول من عضويته هي تركيا ولبنان وسوريا، رغم أنها تقع ضمن دول شرق البحر المتوسط”.

فيما أشار عبد الله صوالحة، مدير مركز الدراسات الإسرائيلية، إلى أن ما حدث هو “دبلوماسية الغاز”، معتبرا أن “الدبلوماسية المصرية العملاقة تحاصر الأطماع التركية في البحر المتوسط بإطلاق منتدى غاز شرق المتوسط”.

ويعتبر أنصار السيسي أن المنتدى لعبة سياسية تمثل “ضربة معلم”، ويضع مصر كمركز إقليمي للطاقة وبوابة عبور الغاز إلى أوروبا.

يقول الباحث محمد صلاح، وهو أحد المدافعين عن السيسي: إن “المنتدى” يتوقع مع مرور الوقت أن يتحول إلى أداة سياسية في تسوية مشكلات الشرق الأوسط بالكامل!.

مضيفًا أن السيسي ألمح، في 11 أكتوبر الماضي، إلى وجود مكاسب “ضيقة” لدول بسبب عدم قبولها بقرارات الشرعية الدولية، ولا أظنه يقصد إلا تركيا وقطر وإسرائيل وإيران على الترتيب، فيما كان السيسي بعيدًا تمامًا عن المساس بإسرائيل بل ووضعها في المنتدى.

لكنه لم ينكر أن لدى أنقرة قدرة في التنقيب عن الغاز في مياهها الإقليمية، فما زال العديد حول العالم يتعاملون مع هذه المنطقة على أنها منطقة نفوذ “تركي” لأسباب ثقافية وسياسية وتاريخية ودينية.

واعتبر أن منتدى الغاز سيشكل تحالفًا عسكريًّا وليدًا، قد يبدو أيضا موجهًا لتركيا التي كررت الاعتداء على حدود الدول الثلاث أكثر من مرة، ولم يتدخل لا الناتو ولا الاتحاد الأوروبي لوقف هذه التجاوزات أو معاقبة أردوغان عليها، ما أدى إلى لجوء الدول الثلاث إلى أنفسها في الدفاع عن مقدراتها وثرواتها وسيادتها.

تطبيع العملاء والعبيد

الخبير نائل شافعي، المُهتم بقضية الغاز المصري، وصف الاجتماع الذي عقد في مصر، أمس، بـ”منتدى العبيد والعملاء”.

فيما وصفه أحمد منصور بأنه يوم ميلاد “أول حلف صهيونى عربى في القاهرة بقيادة إسرائيل لمواجهة تركيا، وعضوية كل من مصر واليونان وقبرص وإيطاليا والأردن والسلطة الفلسطينية.. تحت مسمى “منتدى غاز شرق المتوسط”.. تذكروا الاسم جيدا وراقبوا التحركات القادمة في شرق المتوسط”.

واعتبر الكاتب القومي محمد سيف الدولة المنتدى بأنه “عنكبوت التطبيع المصري الإسرائيلي”. مؤكدا أنه “توريط لمصر في شبكة مركبة من الارتباطات والالتزامات والاتفاقيات والترتيبات مع (إسرائيل)، يتم نسجها بدأب وإحكام كخيوط العنكبوت، بحيث يصبح الفكاك منها شديد الصعوبة إذا تغير النظام في مصر في يوم من الأيام، وأراد الانقلاب على (إسرائيل) والتحرر منها”.

واعتبر أن المنتدى، الذي تأسس في 14 يناير 2019، “ليتمادى السيسى أكثر في تقاربه وتطبيعه مع (إسرائيل).. وهو اعتراف ومباركة وشرعنة لقيامها بسرقة واغتصاب الغاز الفلسطينى في الأرض المحتلة. وليضيف تنسيقًا وتحالفًا مصريًّا إسرائيليًّا استراتيجيًّا جديدًا في مجال الغاز والطاقة، إلى جانب منظومة التطبيع المصرى الإسرائيلى المتصاعدة، والتي تبدأ بالتنسيق غير المسبوق في سيناء، ثم توقيع اتفاقية لاستيراد الغاز مع (إسرائيل) في فبراير 2018، واتفاقيات الكويز، وتبادل الزيارات العلنية والسرية على أعلى المستويات”.